جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
تحذيرات الرسول ﷺ من عقوق الوالدين | الجزء الأول |
أحاديث إضافية حول حرمة عقوق الوالدين | الجزء الثاني |
صور وأشكال عقوق الوالدين | الجزء الثالث |
عواقب وعقوبات عقوق الوالدين | الجزء الرابع |
المصادر والمراجع | الجزء الخامس |
تحذيرات الرسول ﷺ من عقوق الوالدين
يُعدّ عقوق الوالدين من الكبائر التي حذّر منها النبي ﷺ بشدة في العديد من الأحاديث الصحيحة. ففي صحيح البخاري، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:(ذكر رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الكبائرَ، أو سُئلَ عن الكبائرِ؟ فقال:الشركُ باللهِ، وقتلُ النفسِ، وعقوقُ الوالديْن، فقال: ألا أنبئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟ قال: قولُ الزورِ، أو قال: شهادةُ الزورِ.قال شعبةُ: وأكثرُ ظنِّي أنه قال: شهادةُ الزورِ).[١]
ويوضح هذا الحديث وضوحاً شديداً مكانة برّ الوالدين، وتُعدّ معصيةُهما من أعظم الذنوب. كما نجد في حديث آخر، رواه الألباني في صحيح الترغيب، أن النبي ﷺ ربط بين الإيمان بأركانه الخمسة، وبين عدم عقوق الوالدين، فقال: (جاء رجلٌ إلى نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ وأنك رسولُ اللهِ وصلَّيتُ الخمسَ وأدَّيتُ زكاةَ مالي وصمتُ رمضانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مات على هذا كان مع النَّبيِّين والصدِّيقينَ والشُّهداءِ يومَ القيامةِ هكذا ونصب إصبعَيه ما لم يَعَقَّ والدَيه).[٢]
أحاديث إضافية حول حرمة عقوق الوالدين
تُؤكّد أحاديث نبوية عديدة على خطورة عقوق الوالدين وعواقبه الوخيمة. ففي صحيح البخاري، ورد عن النبي ﷺ قوله:(أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ – وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ – أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ).[٣]
ويشير هذا الحديث إلى أن عقوق الوالدين يُصنّف من أكبر الكبائر إلى جانب الشرك بالله وقول الزور. وفي حديث آخر رواه مسلم، حذّر النبي ﷺ من عقوبة عقوق الوالدين في الآخرة بقوله: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).[٤]
كما وردت أحاديث أخرى تُبيّن أن عقوق الوالدين يُعجّل العقاب في الدنيا والآخرة، كقول النبي ﷺ: (اثنانِ يُعجِّلُهما اللهُ في الدنيا : البغيُ ، و عقوقُ الوالدَينِ).[٥] وأن العاقّ لا يدخل الجنة، كما في الحديث: (لا يدخُلُ الجنَّةَ عاقٌّ ولا منَّانٌ ولا مُدمِنُ خمرٍ).[٦]
صور وأشكال عقوق الوالدين
يتّخذ عقوق الوالدين أشكالاً متعددة، قد تكون ظاهرة أو خفية. ومن أبرز مظاهر عقوق الوالدين: التسبّب في حزنهم وبكائهم بالقول أو الفعل، زجرهم أو رفع الصوت عليهم، إظهار التّأفّف والضجر منهم ومن أوامرهم، العبوس في وجوههم، مقاطعتهم أثناء الحديث معهم، ترك معاونتهم في أمور المنزل، ترك مشاورتهم، ذمّهم أمام الناس، أو الاستهزاء بهم، وشتمهم و سبّهم.
عواقب وعقوبات عقوق الوالدين
لعقوق الوالدين عواقب وخيمة على المُعَقِّ، تُؤثّر على حياته في الدنيا والآخرة. فهو يُحرَمُ من دعواتِ والديهِ التي تكون سبباً في التّفريج عنه، وينزل الغضبُ الإلهي عليه، ويُحتقَر من النّاس، ويسقطُ هيبته وقاره. كما يُعرّضُ نفسه لكرهِ الناسِ وبغضهم، وحرمانه من محبّتهم. وأهم من ذلك، أنّه يُحرَمُ من الفوزِ بالجّنة، ومن رؤيةِ اللهِ تعالى. علاوةً على ذلك، فإنّه يُحرَمُ من الاستفادةِ من خبراتِ والديهِ وتجاربهما.
المصادر والمراجع
[١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، صحيح. [٢] رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمرو بن مرة الجهني، صحيح. [٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، صحيح. [٤] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، صحيح. [٥] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، صحيح. [٦] رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمرو، أخرجه في صحيحه. [٧] رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، حسن.المصادر الأخرى: مراجع متعددة في كتب الحديث والفقه الإسلامي.