ما هي الأجرام السماوية السوداء؟
تُعرف الأجرام السماوية السوداء (Black Holes) بأنها مناطق في الفضاء تتميز بكثافة عالية للغاية وقوة جاذبية هائلة، بحيث لا يمكن لأي شيء الإفلات منها، ولا حتى الضوء. وقد تنبأ العالم ألبرت أينشتاين بوجود هذه الأجرام من خلال نظريته النسبية العامة، والتي أوضحت أنه عندما ينهار نجم ميت في الفضاء، فإنه يترك وراءه بقايا ذات كثافة عالية جداً. ووفقاً لمعادلات أينشتاين، إذا كانت كتلة نواة جسم ما تعادل ثلاثة أضعاف كتلة الشمس، فإنها ستولد مجال جاذبية قوياً جداً، مما يؤدي إلى تكوين جرم سماوي أسود.
آلية تشكل الأجرام السماوية السوداء
توجد العديد من النظريات التي تفسر كيفية تشكل الجرم السماوي الأسود، ولكن النظرية الأكثر شيوعاً هي نظرية الموت النجمي، والتي تشير إلى أن النجم يتضخم ويفقد كتلته عند موته. في المرحلة الأخيرة من حياة النجوم الصغيرة، تنفجر أو تنكمش على نفسها، وتتحول نواة النجم وفقاً لحجمها. بعض النجوم تتحول إلى نجوم نيوترونية أو أقزام بيضاء، بينما تتحول النجوم الكبيرة بعد الانفجار إلى أجرام سماوية سوداء. وتتشكل معظم الأجرام السماوية السوداء من نجوم تزيد كتلتها عن كتلة الشمس بعشرة إلى عشرين مرة.
عندما يموت النجم وينهار في نهاية دورة حياته، يستمر في السقوط إلى الداخل نحو مركزه بشكل دائم، مما يؤدي إلى تكوين جرم سماوي أسود. وتنمو الأجرام السماوية السوداء مع مرور الوقت، لأنها تبتلع الغازات والنجوم والكواكب وحتى الأجرام السماوية السوداء الأخرى، مما يزيد من حجمها.
أحجام الأجرام السماوية السوداء
تتفاوت أحجام الأجرام السماوية السوداء اعتماداً على الطريقة التي تكونت بها. هناك أنواع مختلفة منها، مثل الأجرام السماوية السوداء النجمية، والأجرام السماوية السوداء متوسطة الكتلة، والأجرام السماوية السوداء فائقة الضخامة، والأجرام السماوية السوداء الصغيرة.
يمكن أن تكون الأجرام السماوية السوداء كبيرة أو صغيرة الحجم. يعتقد العلماء أن أصغرها حجماً لديها كتلة عالية جداً على الرغم من صغر حجمها. أما الأجرام السماوية السوداء النجمية فهي هائلة الحجم والكتلة. وتسمى أكبرها حجماً بالأجرام السماوية السوداء الفائقة، حيث تزيد كتلتها عن كتلة مليون شمس مجتمعة.
هل يمكن أن تبتلع الأجرام السماوية السوداء الأرض؟
لا يتوقع العلماء حدوث ذلك، لأن الأجرام السماوية السوداء لا تدور في الفضاء لكي تجذب وتبتلع النجوم والكواكب. كما أنه لا يوجد جرم سماوي أسود قريب بما يكفي من النظام الشمسي لجذب الأرض إليه وابتلاعها. وحتى لو استبدل جرم سماوي أسود الشمس، فإن الأرض لن تسقط فيه -بإذن الله-، لأن الجرم السماوي الأسود سيكون لديه جاذبية مماثلة لجاذبية الشمس، وستدور الأرض والكواكب حوله كما تفعل الآن.
معلومات شيقة حول الأجرام السماوية السوداء
فيما يلي بعض الحقائق والمعلومات المتعلقة بالأجرام السماوية السوداء:
- لا يمكن رؤية الجرم السماوي الأسود بشكل مباشر، ولكن يمكن رؤية تأثيراته، مثل رؤية نجم يتمزق بالقرب منه.
- اكتشفت الأجرام السماوية السوداء في الستينيات من القرن الماضي باستخدام الأشعة السينية. أول جرم سماوي أسود تم اكتشافه هو (Cygnus X-1)، وهو أكبر بعشر مرات من كتلة الشمس.
- ضخامة الأجرام السماوية السوداء لا تعني أنها تشغل حيزاً كبيراً، وذلك بسبب العلاقة بين الكتلة والجاذبية.
- وجد العلماء أن كل مجرة كبيرة تحتوي على جرم سماوي أسود هائل في مركزها. الجرم السماوي الأسود الهائل الموجود في مركز مجرة درب التبانة يسمى منطقة الرامي والقوس (أ) (بالإنجليزية: Sagittarius A).