لمحة عن السياحة في جزر القمر
تزخر جزر القمر بعناصر جذب سياحي متنوعة، فهي تضم محميات طبيعية تجتذب الزوار، وتحيط بها الشعاب المرجانية التي تستهوي عشاق الغوص. كما تتميز بشواطئ رملية بيضاء فريدة.
تعتبر جزر القمر الموطن الوحيد لخفافيش فاكهة ليفينغستون. تتراوح درجات الحرارة بين 20 و 30 درجة مئوية. على الرغم من أن جزر القمر دولة نامية، إلا أنها تمتلك إمكانات كبيرة لجذب واستقطاب السياح.
في عام 2017، وصل عدد السياح إلى 28,000 سائح، وارتفع إلى 35,900 سائح في عام 2018.
السياحة المستدامة في جزر القمر
تتميز جزر القمر بثرواتها الطبيعية المتنوعة، وتعتبر موطنًا للعديد من الكائنات البرية والبحرية، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي السياحة البيئية. من بين المعالم البارزة:
- جبل كارتهلا: يمتد على مساحة 130 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ ارتفاعه 2400 متر فوق سطح البحر. يعتبر موطنًا للعديد من النباتات الاستوائية وخمسة أنواع من الطيور النادرة، مثل بومة الأذناء الصغيرة وخاطفات الذباب.
- بركان لا جريل: يقع في جزيرة غراند كومور، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 1000 متر. يضم غابات استوائية مطيرة، ويحتوي على نفس أنواع الطيور الموجودة في جبل كارتهلا. يمكن للزوار مشاهدة الفوهات البركانية المميزة والطبيعة الاستوائية المحيطة بالبحر، ويتميز بفوهته المحاطة بالسرخسيات.
- محمية موهيلي البحرية: تقع في جزيرة موهيلي، على بعد 65 كيلومترًا من جزيرة غراند كومور، وتعتبر أصغر جزر القمر وأول محمية فيها. يمكن للزوار ممارسة أنشطة السياحة البيئية المتنوعة، مثل ركوب الأمواج، والصيد، والغوص، والسباحة. تحتوي المحمية على العديد من الكائنات البحرية، كالدلافين، والسلاحف، والحيتان.
- جزيرة هنزوان: تضم بحيرة هنزوان التي تقع على ارتفاع 900 متر فوق مستوى سطح البحر، وتحتوي على العديد من الشلالات والغابات المطيرة التي تستوطنها حيوانات الليمور.
أبرز المراكز الحضرية السياحية في جزر القمر
تضم جزر القمر مجموعة متنوعة من المدن السياحية، ومن أبرزها:
مدينة موروني
موروني هي عاصمة جزر القمر، ويشكل المسلمون السنة غالبية سكانها، مما يجعل الاحتفال بالأعياد الإسلامية جزءًا هامًا من الحياة فيها. يضم حي المدينة القديمة مباني ذات طراز عربي قديم وأزقة ضيقة تجذب الزوار. تلعب شواطئ المدينة دورًا مهمًا في جذب السياح، وتحتوي على العديد من المساجد وميناء، بالإضافة إلى بيئة بركانية تستوطنها بعض أنواع الطيور.
مدينة موتسامودو
تأسست عام 1842، وهي عاصمة جزيرة هنزوان، وثاني أكبر مدن جزر القمر من حيث عدد السكان. تضم قلعة تاريخية وشوارع ضيقة تتوزع على جوانبها معامل الحرف اليدوية. كما تحتوي موتسامودو على ميناء مياه عميقة يحمل اسمها، وهو الميناء الوحيد من نوعه في جزر القمر، مما يجعله مركزًا تجاريًا مهمًا.
مدينة مويا
تضم أفضل شاطئ في جزيرة هنزوان، حيث يضم العديد من الشعاب المرجانية ويعد مكانًا ممتعًا للسباحة. يتميز بمظهره الجميل وقت غروب الشمس، ويحتوي على بعض المتاحف والمعالم الثقافية والتاريخية، مثل متحف منزل توماس موراليس وكنيسة (Nuestra Señora de la Candelaria).
مدينة دوموني
تحتوي على بعض القصور التي يعود تاريخها إلى القرنين السادس عشر والثامن عشر الميلاديين، بالإضافة إلى العديد من المنازل والمحلات التجارية التي تتميز بأبوابها المنحوتة، وضريح الرئيس عبدالرحمن والعديد من المساجد. تضم دوموني أفضل العاملين في النحت على الخشب والتطريز.
مدينة فومبوني
تعتبر فومبوني عاصمة جزيرة موهيلي، وتحتوي هذه المدينة على الكثير من الشلالات الجميلة إضافةً إلى الغابات والأنهار، كما تحتوي على ميناء صغير، وتتمتّع بدرجة كبيرة من الهدوء ممّا يجعلها واحدةً من المدن المناسبة لممارسة المشي، وتنتشر على شواطئها الكثير من القوارب الشراعيّة ذات الطابع العربي والتي تتمّ صناعتها على ذات الشواطئ.
أهم المواقع الجذابة في جزر القمر
تضم جزر القمر العديد من المعالم السياحية التي تجذب السياح، ومن أهمها:
المسجد الجامع
يطل المسجد الجامع القديم على ميناء موروني الضحل، وهو مسجد تمّ تشييده عام 1427م، ويُعدّ هذا المسجد أحد المعالم السياحيّة المشهورة، حيث يتميّز بلونه الأبيض الذي يُخالف اللون الداكن للصخور البركانيّة الموجودة أسفل منطقة ميناء موروني.
شاطئ شوموني
يحتوي شاطئ شوموني على العديد الأكواخ الريفيّة بالإضافة إلى المطاعم المحليّة التي تُقدّم الكثير من أطباق المأكولات البحريّة المحليّة، ويحتوي هذا الشاطئ على كثير من الحيوانات البحريّة المختلفة، ويُعدّ الغوص في الماء من أهم النشاطات التي يُمكن ممارستها عند زيارة هذا الشاطئ من أجل اكتشاف البيئة البحريّة إضافةً إلى السباحة في المياه الدافئة، كما يُمكن الاستلقاء على الشاطئ لمراقبة الصخور الصخريّة السوداء التي تُضفي مظهراً جذّاباً على الرمال البيضاء ومياه البحر الزرقاء الصافية.
شاطئ بوني
يتميز شاطئ بوني برماله البيضاء الناعمة ومياهه البلوريّة النقيّة ممّا يجعله مكاناً ملائماً للسباحة ولعب الكرة الطائرة وكرة القدم، وتُحيط به غابة من أشجار النخيل، كما يُمكن للسيّاح طلب المشروبات وبعض الأطباق من الأكواخ الريفية المنتشرة عليه.
شاطئ نيوماتشوا
يُطل شاطئ نيوماتشوا على عدّة جزر يُمكن لزوّار الشاطئ زيارتها على متن القوارب والزوارق الموجودة عليه، كما يُمارس كثير من الزوّار أنشطةً مختلفةً أخرى مثل السباحة والصيد، كما يُمكن للسياح مشاهدة الحيتان الموجودة هناك، ويتميّز الشاطئ المذكور بمياهه التي تتدرّج ألوانها من اللون الفيروزي إلى اللون الأزرق السماوي حسب التقلّبات الجويّة.
قصر السلطان
يقع قصر السلطان في مدينة إساندرا (Isandra) ويُعدّ أبرز معالم هذه المدينة، وهو أحد القصور التي تمّ تشييدها في القرن الثامن عشر الميلادي حيث كان مسكناً للعديد من عائلات السلاطين، وهو واحد من القصور التي تتمتّع بالتصميم السواحليّ، وقد تمّ بناء هذا القصر باستخدام مزيج من الصخور البركانيّة والأحجار الجيريّة، كما أنّه يحتوي على العديد من الآثار التاريخيّة التي تضم الزخارف الداخليّة والنقوش الإسلاميّة على الأسقف.
المتحف الوطني
تأسّس المتحف الوطني لجزر القمر عام 1989م في مدينة مورني عاصمة جزيرة غراند كومور، ويضم أربع صالات لعرض التراث الخاص بجزر القمر في مجالات مختلفة؛ حيث تتخصص إحدى الصالات بعرض ما يتعلّق بالعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والثقافيّة لهذه الجزر، وتختص الصالة الثانية بعرض ما يتعلّق بالفنون والآثار والتاريخ والدين، بينما يُعرض ما يتعلّق بالبراكين وعلوم الأرض في الصالة الثالثة، ويُعرض ما يتعلّق بالمحيطات والعلوم الطبيعية في الصالة الرابعة.
أثر السياحة على اقتصاد جزر القمر
وصلت عائدات قطاع السياحة عام 2018م إلى 76.7 ميلون دولار مقابل أرباح بلغت 16 مليون دولار لعام 1998م؛ أيّ أنّ معدّل النموّ السنوي لهذه الأرباح بلغ 11.27%،وبلغت نسبة هذه العائدات 12.84% من إجمالي واردات الدولة لعام 2018م في حين بلغت 13.76% خلال عام 2017م،وقد أنفقت دولة جزر القمر 7.9 مليون دولار على السياحة خلال عام 2003م بينما وصلت نفقات الدولة على السياحة إلى 45 مليون دولار خلال عام 2018م؛ أيّ أنّ معدّل النمو السنوي لهذه النفقات بلغ 15.50% سنويّاً.