فهرس المحتويات
التمييز بين رد الفعل والاستجابة
التمييز بين ردة الفعل والاستجابة للموقف يكمن في طبيعة القرار المتخذ. يمكن وصف رد الفعل بأنه قرار عاطفي، غالباً ما يكون غير واعٍ، ويحدث دون التفكير العميق في العواقب المحتملة. تتميز ردود الأفعال بالافتقار إلى اللباقة وقد تؤدي إلى توتر العلاقات بين الأفراد.
أما الاستجابة، فهي تمثل جهداً واعياً ومدروساً. تتطلب الاستجابة خطوة إلى الوراء، وأخذ نفس عميق، والتفكير ملياً في الحلول المتاحة قبل الإقدام على أي تصرف. هذه العملية تهدف إلى اختيار الرد الأمثل الذي يعكس مهارة في التعامل مع الموقف.
أسس اكتساب مهارة الجواب الحاضر
تتضمن رحلة اكتساب مهارة الجواب الحاضر مجموعة من الخطوات الأساسية التي تساعد على تطوير القدرة على الرد المناسب في الوقت المناسب، ومن هذه الخطوات:
الحفاظ على ذهن صافٍ ومنظم
في كثير من الأحيان، يتأثر استقبالنا للحديث وتحليله ومن ثم الرد عليه بسرعة بالتشويش. لذلك، الخطوة الأولى نحو إتقان فن الرد تكمن في محاولة التفكير بتمعن قبل التلفظ بأي كلمة. يهدف ذلك إلى ترتيب الأفكار واختيار الأنسب منها لاستخدامه في الرد عندما تسنح الفرصة.
سرعة البت في الأمر
تزداد فرص النجاح في المواقف المختلفة كلما كان الشخص أسرع في اتخاذ القرارات الصائبة. وعلى العكس من ذلك، كلما استغرق الشخص وقتاً أطول لتحديد الخطوة الصحيحة، زاد احتمال فشل تلك الخطوة. عند الاستجابة للمواقف، يجب أن يتبادر القرار الصحيح إلى الذهن فوراً؛ حتى قرار عدم التصرف يجب أن يكون خياراً واعياً وليس نتيجة للتردد.
إن اتخاذ القرارات بسرعة أمر بالغ الأهمية؛ وذلك لأن الردود السريعة والمختصرة غالباً ما تكون أقوى تأثيراً من الردود البطيئة والمطولة. الفرص المتاحة للرد غالباً ما تظهر للحظة وجيزة، ويجب على الفرد أن يدركها على الفور.
الوعي الكامل بالسياق
نواجه في حياتنا اليومية عدداً كبيراً من المواقف التي قد تتجسد في نظرة، أو كلمة، أو حديث. يتميز بعض الأشخاص بالإبداع في الردود عند تعرضهم للمواقف، وذلك بفضل ما يسمى بالوعي بالحدث أو الموقف. يتضمن ذلك تكيّف الشخص مع واقعه والأحداث المحتملة في يومه، وتدريب نفسه على الرد على تلك المواقف. تتكون المواقف من مجموعة من الشروط المحددة، وعندما يتكيف الشخص مع هذه الشروط ويدركها، يصبح قادراً على الرد والاستجابة الفورية للموقف الذي يحدث، والذي تم تخزينه مسبقاً في ذاكرته.
تجنب الدخول في نزاعات
من الجوانب الهامة للاستجابة للموقف هو القدرة على تجنب الصراع، لأن ثمن الصراع غالباً ما يكون باهظاً، وقد يؤدي إلى انقطاع كامل في العلاقة مع الطرف الآخر. إذا قام الشخص بإعداد المواقف التي قد يتعرض لها بحيث تكون جميع العناصر في صالحه، فإنه يمنع الآخرين من مهاجمته، ويزيد من احتمالية انضمامهم إليه.
التحلي بالصمت الانتقائي
يجب على الشخص تجنب التعليق على كل ما يسمعه والحرص على عدم الرد في جميع المواقف، حيث أن ذلك سيزيد من احترامه. فإذا تعلم فن الحوار وأتقنه، سيدرك أنه من الأفضل أن يرد بقوة فقط عندما يكون لديه شيء مهم ليقوله، فالأشخاص الذين يختارون الصمت غالباً ما يلفتون انتباه الآخرين عندما يكون لديهم شيء جوهري لقوله.
نماذج للرد على بعض الادعاءات
فيما يلي بعض الأمثلة على فن الكلام والرد على بعض الاتهامات المحتملة:
-
الاتهام: أنت تطلق الأحكام على الآخرين.
الرد المقترح: “في الحقيقة أنا مثلك مثل أيّ شخص آخر نقوم بالحكم على الآخرين، ولكن المهم حقاً هل أخطأت بإصدار مثل هذا الحكم؟” -
الاتهام: أنت سلبي.
الرد المقترح: “أنا مثل أي شخص قد أكون إيجابيّاً في بعض الأحيان وسلبيّاً في أحيان أخرى، لكن المهم حقاً هل أنا سلبي بشكل مناسب للوضع أم أبالغ في ذلك؟” -
الاتهام: أنت دفاعي.
الرد المقترح: “أنا مثل أي شخص، لكن المهم حقاً هل دافعت بشكل مناسب في هذا الموقف؟” -
الاتهام: يبدو أنك تحمل بعض الكراهية أو الغضب.
الرد المقترح: “بالطبع أنا مثل الجميع، لكن السؤال الحقيقي هل الموقف الذي تعرضت له يستحق الشعور بالكراهية أو الغضب؟”