اعتام عدسة العين: الأسباب ووسائل التخفيف

مقدمة

إعتام عدسة العين، أو ما يُعرف أيضًا بـ “الساد”، هو عبارة عن تغيّم يصيب عدسة العين، مما يؤثر سلبًا على الرؤية. العدسة، وهي الجزء الشفاف الموجود خلف القزحية، تعمل على تركيز الضوء على الشبكية، التي بدورها ترسل الصور إلى الدماغ عبر العصب البصري. مع التقدم في العمر، تفقد العدسة مرونتها وشفافيتها، وتزداد سماكتها، مما قد يؤدي إلى اضطراب في أنسجتها وتغيرات في البروتينات والألياف المكونة لها، وتراكمها معًا، مسببًا إعتام عدسة العين.

توضيح لأسباب إعتام عدسة العين

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إعتام عدسة العين، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

• التقدم في العمر: يعتبر السبب الرئيسي لمعظم حالات إعتام عدسة العين. في حالات نادرة، قد يظهر إعتام عدسة العين عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، وذلك لأسباب وراثية أو نتيجة إصابة الأم بعدوى خلال فترة الحمل، كالحصبة الألمانية.
• بعض الأدوية: قد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى الإصابة بالساد، مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية الفينوثيازين مثل الكلوربرومازين.
• التعرض للأشعة فوق البنفسجية: يزيد التعرض غير المحمي للأشعة فوق البنفسجية من خطر الإصابة بالساد. يمكن التقليل من هذا الخطر عن طريق ارتداء النظارات الواقية.
• نقص التغذية: تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الإصابة بالساد ونقص مستويات مضادات الأكسدة في الجسم، مثل فيتامين ج، وفيتامين هـ، والكاروتينات. لذلك، يُنصح بتناول الخضروات والفواكه المتنوعة الألوان للحفاظ على صحة العيون.

العوامل المرفقة لظهور الماء الأبيض

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة، هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بالساد، منها:

• داء السكري.
• ارتفاع ضغط الدم.
• السمنة.
• التدخين.
• إدمان الكحول.
• إجراء عمليات جراحية سابقة في العين.
• الإصابة السابقة بالعين أو التهاباتها.

خيارات التعامل مع إعتام عدسة العين

يعتبر التدخل الجراحي هو الطريقة الأساسية للتخفيف من إعتام عدسة العين. ولكن، في حال الكشف المبكر عن المشكلة، يمكن اللجوء إلى طرق أخرى لتأخير الحاجة إلى الجراحة، وتشمل:

• استخدام نظارات ذات عدسات أقوى لتحسين الرؤية بشكل مؤقت.
• استخدام إضاءة أكثر سطوعًا أو عدسات مكبرة للقراءة.
• استخدام عدسات مطلية بمواد مضادة للتوهج، مما يساعد على القيادة الليلية.

أما في الحالات التي تعيق فيها مشاكل الرؤية ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، يصبح التدخل الجراحي ضروريًا. خلال الجراحة، يتم استبدال العدسة المصابة بعدسة صناعية. في حال وجود الساد في كلتا العينين، ينتظر الطبيب حتى تتعافى العين الأولى قبل إجراء الجراحة للعين الثانية. تستغرق العملية الجراحية ما بين 15 إلى 20 دقيقة، ولا تتطلب المكوث في المستشفى. غالبًا ما يكون التعافي سريعًا، حيث يبدأ تحسن الرؤية بعد أيام قليلة من العملية.

المضاعفات المحتملة

على الرغم من أن جراحة إعتام عدسة العين آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض المضاعفات نادرة الحدوث، منها:

• العدوى.
• النزيف.
• انفصال الشبكية.
• عتامة المحفظة الخلفية.