جدول المحتويات
نظرة في تفسير سورة التين
سورة التين هي إحدى سور القرآن الكريم القصيرة، لكنها تحمل معاني عظيمة ودلالات عميقة. تتناول السورة قضايا مهمة تتعلق بالإنسان وخلقه ومصيره، وتحذر من التكذيب بالدين والحساب. وتسلط الضوء على عدل الله وحكمته.
افتتحت السورة بالقسم بعدد من الأمور العظيمة.
تدبر في الآيات المتعلقة بخلق الإنسان ومآله
يقول الله تعالى في سورة التين:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
تبدأ السورة بالقسم بالتين والزيتون، وهناك عدة تفسيرات لمعنى التين والزيتون. البعض يرى أنها الثمار المعروفة لما فيها من فوائد جمة. بينما يرى آخرون أنها تشير إلى أماكن مباركة مثل مسجد النبي نوح أو بيت المقدس. وهناك من يرى أنها جبال في دمشق والقدس، أو مساجد لأهل الكهف وإيلياء.
يشير “طور سينين” إلى جبل الطور في سيناء، حيث كلم الله موسى عليه السلام. و”البلد الأمين” هو مكة المكرمة. ويرى المفسرون أن القسم بهذه الأماكن يأتي للإشارة إلى أن الله بعث رسلاً من أصحاب الرسالات التشريعية في كل منها.
تؤكد الآيات أن الله أنعم على الإنسان وخلقه في أحسن صورة، وأنه أعده للدور الذي سيؤديه في الحياة. ولكنها تحذر أيضاً من أن مصير المكذبين بالدين هو النار. وتستثني الآيات المؤمنين الذين عملوا الصالحات، والذين أعد الله لهم أجراً عظيماً في الجنة.
تأمل في قوله تعالى: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
تأتي هذه الآية الكريمة بعد بيان عظمة خلق الإنسان ومصيره، وبعد التحذير من التكذيب بالدين. يقول الله تعالى:
(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
يرى البعض أن هذه الآية تعبر عن التعجب من تكذيب الإنسان بالجزاء والبعث، بعد كل الأدلة التي تثبت عظمة الخالق. وقيل أيضاً أنها تسأل الإنسان عن سبب إنكاره للبعث والإحياء. وقد تكون الآية خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم بشأن الإنسان الذي يكذب بالدين بعد كل الحقائق الواضحة.
فهم قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )
تختتم سورة التين بقوله تعالى:
(أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
تشير هذه الآية إلى إتقان الله وإحسانه في الخلق، وإلى عدله المطلق. وقد جاءت بمثابة اعتراف ممن قال بأن خالق هذا الكون قديم. تؤكد الآية أن الله هو أحكم الحاكمين في كل شيء.
الغايات الأساسية لسورة التين
تتضمن سورة التين عدة مقاصد رئيسية، منها:
- التأكيد على أن الله خلق الإنسان في أحسن صورة وفضله على كثير من المخلوقات.
- التحذير من مصير الكفار المكذبين بالدين، وأنهم سيلقون العذاب في نار جهنم.
- بيان أن المؤمنين المتقين سينالون الثواب العظيم والنعيم الخالد في الجنة.
- التأكيد على أن الله هو أحكم الحاكمين في الدنيا والآخرة.
المراجع
- القرآن الكريم، سورة التين.
- ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير.
- سعيد حوى، الأساس في التفسير.
- الواحدي، التفسير البسيط.
- مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي.
- شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن.
- مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان.