استكشاف مفهوم سور السجدة في القرآن الكريم

تعرف على سور السجدة في القرآن الكريم: عددها، وأهميتها، وآيات السجود الموجودة فيها. اكتشف آراء العلماء المختلفة حول عدد سور السجدة ومواضع السجود.

مقدمة عن سور السجدة

تعتبر سور السجدة من بين السور القرآنية التي تحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وذلك لاشتمالها على آيات السجود التي يُستحب للمسلم أن يسجد عند قراءتها أو سماعها. يُقصد بـ “العزائم” هنا هو التأكيد على مشروعية السجود عند هذه الآيات. والسجود في هذه الحالة هو سنة مؤكدة. وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال:
“كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ ونَسْجُدُ، حتَّى ما يَجِدُ أحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ.”
وهذا الحديث يدل على أهمية السجود عند سماع آيات السجدة.

تحديد عدد سور السجدة

يوجد خلاف بين العلماء حول عدد سور السجدة في القرآن الكريم. هناك رأيان رئيسيان في هذا الشأن، وسنتناول كلا الرأيين بالتفصيل.

السور الأربع التي تتضمن سجدة

الرأي الأول يرى أن هناك أربع سور فقط تحتوي على آيات السجدة، وهي:

  • سورة السجدة
  • سورة فصلت
  • سورة النجم
  • سورة العلق

وقد ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “الْعَزَائِمُ أَرْبَعٌ: الم تَنْزِيلُ، وَحم السَّجْدَةَ، وَالنَّجْمُ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ.”
وفيما يلي آيات السجود في هذه السور:

  • سورة السجدة: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)
  • سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
  • سورة النجم: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)
  • سورة العلق: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)

السجدات الأربع عشرة في القرآن

الرأي الآخر يذهب إلى أن عدد السجدات في القرآن الكريم يبلغ أربع عشرة سجدة، موزعة على النحو التالي:

  1. سورة الأعراف: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ)
  2. سورة الرعد: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ)
  3. سورة النحل: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ)
  4. سورة الإسراء: (قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا *وَيَقولونَ سُبحانَ رَبِّنا إِن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولًا *وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا)
  5. سورة مريم: (أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
  6. سورة الحج: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ)
  7. سورة الحج: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
  8. سورة الفرقان: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)
  9. سورة النمل: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)
  10. سورة السجدة: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)
  11. سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ)
  12. سورة النجم: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا)
  13. سورة الانشقاق: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)
  14. سورة العلق: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب)

اختلاف العلماء في مواضع السجود

تجدر الإشارة إلى أن هذه المواضع ليست محل اتفاق بين جميع العلماء. فمثلاً:

  • يرى الإمام مالك أن سجدات السجدة هي إحدى عشرة فقط، ولا توجد سجدة في المفصل، وبالتالي لا يعتد بسجدات سورة النجم والعلق والانشقاق.
  • بينما يرى أبو حنيفة أن سجدات السجدة هي أربع عشرة سجدة، ولكنه يستبدل سجدة سورة الحج الثانية بسجدة سورة ص: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ).
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

سلمان الفارسي: رحلة إيمان ونصرة

المقال التالي

نظرة شاملة على أحكام الزواج وشروطه

مقالات مشابهة

سورة السجدة: اسمها، محورها، وفضلها

سورة السجدة هي سورة مكية تنزل، تحوي 30 آية، تُركز على نفي الشك في كلام الله. تُقدم السورة دلائل على إعجاز القرآن الكريم، وتناقش مواضيع مثل الحكمة من نزول القرآن، خلق الكون، وأسباب الكفر والإيمان.
إقرأ المزيد