المحتويات:
مقدمة في الأسلوبية النفسية
تهدف هذه المقالة إلى تقديم نظرة شاملة حول الأسلوبية النفسية، وهي فرع من فروع علم الأسلوب يربط بين النص الأدبي وعقلية المؤلف. سنستعرض تعريف الأسلوبية وأهدافها، ثم ننتقل إلى استكشاف الاتجاهات المختلفة في دراسة الأسلوب، مع التركيز بشكل خاص على الأسلوبية النفسية الاجتماعية وأهميتها في فهم الأدب.
توضيح معنى الأسلوبية
يعرف ميشال ريفاتير الأسلوبية بأنها: “علم يهدف إلى إظهار عناصر المتوالية الكلامية على اهتمام القارئ والتي يستطيع المؤلف عن طريقها مُراقبة حرية الإدراك لدى القارئ.”[1]
ويرى بعض خبراء اللغة أن المفهوم الأدبي للأسلوب يتمثل في: “إبداع أدبي يهتم بدراسة الأسلوب دراسة لغوية وهي غير قابلة للقياس مُطلقاً وتأتي بعد أسلوب ذاتي كما أنّها تعمل على التفريق بين اللغة والكلام”.[2]
غايات الأسلوبية
لا تسعى الأسلوبية إلى التفسير أو الشرح بقدر ما تركز على الوصف. إنها تحتضن تجربة الكاتب الحياتية، بما في ذلك البيئة التي نشأ فيها، والتربية التي تلقاها، والأفكار التي يحملها، والمعتقدات التي يؤمن بها، ورؤيته للقضايا المختلفة، وانفعالاته. ومع ذلك، فإن محور الاهتمام الأساسي هو الطاقة الإبداعية للكاتب، حيث تهتم الأسلوبية بالخصائص التعبيرية للنص، سواء كانت في الصوت، أو التركيب، أو الدلالة.
ويمكن القول إن الأسلوبية تسعى إلى أن تكون مصدراً موضوعياً يثري النقد الأدبي، من خلال تزويده ببديل اختباري يحل محل الانطباعات الذاتية، وذلك بهدف ترسيخ أسس البناء النقدي. وبالتالي، تعتبر الأسلوبية دعامة أساسية في أي ممارسة نقدية.
اتجاهات دراسة الأسلوب
يمكن تحديد اتجاهين رئيسيين في دراسة الأسلوب الحديث، وهما: الاتجاه الجماعي الوصفي (أسلوبية التعبير)، والاتجاه الفردي (الأسلوبية التأصيلية أو التكوينية). تتميز الأسلوبية التعبيرية الوصفية بطرح السؤال: “كيف؟” بينما تركز الأسلوبية التأصيلية على أسئلة أخرى، مثل: “من أين؟” و “لماذا؟”
تحدد هذه الأسئلة مسار الباحث واتجاهه، بناءً على المدرسة التي ينتمي إليها، واهتماماته التاريخية، أو الاجتماعية، أو النفسية، أو الأدبية. ومن هنا، يمكننا أن نرى الأسلوبية النفسية الاجتماعية كأحد فروع الأسلوبية التأصيلية.
صفات الناقد الأسلوبي
يجب أن يكون الناقد الأسلوبي قادرًا على التفاعل مع العمل الأدبي الذي يدرسه، فلا يمكنه دراسة عمل لا يستمتع به. فعمل الناقد الأسلوبي هو تحديد العلاقة بين التعبير والشعور.[5]
تجدر الإشارة إلى منهج “سبستر”، الذي يعتبر من أكمل المناهج الأسلوبية، حيث يرى أن النقد يجب أن ينبع من العمل نفسه، وعلى الناقد ألا يعتمد على وجهة نظر مسبقة أو فكرة خارجية. ويرى أن كل عمل أدبي هو وحدة كلية شاملة، تقع في مركزها روح مبدعه، وأنه لا بد لعلم الأسلوب أن يكون نقدًا متعاطفًا (بالمعنى الشائع للكلمة). فالعمل الأدبي ككل يجب إعادة التقاطه من داخله وفي شموليته، مما يتطلب تعاطفًا معه ومع مبدعه.[6]
المراجع
- وداد نصري، تجربة زاهي وهبي الشعرية دراسة أسلوبية، صفحة 6-7. بتصرّف.
- وداد نصري، تجربة زاهي وهبي الشعرية دراسة أسلوبية، صفحة 8. بتصرّف.
- أبأ د عبد الحفيظ حسن محمد، المنهج الأسلوبي في النقد الأدبي، صفحة 51. بتصرّف.
- أبتثأ د عبد الحفيظ محمد جسن محمد، المنهج الأسلوبي في النقد الأدبي، صفحة 40 41. بتصرّف.
- شكري محمد عياد، مدخل إلى علم الأسلوب، صفحة 39. بتصرّف.
- د صلاح فضل، علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، صفحة 69 70. بتصرّف.