استكشاف علم النفس الفسيولوجي: العلاقة بين الجسد والنفس

مقدمة في علم النفس الفسيولوجي

يُعرف علم النفس الفسيولوجي، أو ما يُعرف في اللغة الإنجليزية بـ (Physiological psychology)، بأنه أحد فروع علم النفس الذي يُعنى بدراسة الترابط المعقد بين العمليات الفسيولوجية للجسم، وخاصة الجهاز العصبي، والسلوك النفسي للإنسان. وهو مجالٌ يجمع بين دراسة الجانب النفسي، و دراسة وظائف الجسم البيولوجية، ليُبرز كيف تؤثر هذه الوظائف على مشاعرنا، أفكارنا، وسلوكياتنا.

يهتم هذا الفرع العلميّ بتحليل كيفية تأثير العوامل البيولوجية، كوظائف الدماغ والهرمونات، على الجوانب النفسية كالمزاج، الإدراك، والشخصية. أي خلل في هذه العمليات الفسيولوجية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية مختلفة، مثل الاكتئاب والفصام وغيرها.

تاريخ تطور علم النفس الفسيولوجي

يُعتبر العالم النفساني وِلْهِيلم فونت رائداً في هذا المجال. فقد أسس فونت في عام 1879م أول معهد متخصص لدراسة العلاقة بين الفسيولوجيا وعلم النفس. وقد مهدت أبحاثه الرائدة الطريق لفهم أعمق للعلاقة بين العمليات العصبية والسلوك النفسي، وساهمت في الكشف عن العديد من الأمراض العصبية والنفسية.

لقد قام فونت بتحديد الفروقات الرئيسية بين علم النفس العام وعلم النفس الفسيولوجي، موضحاً منهجية كل منهما في دراسة الأمراض النفسية والعقلية. وقد استند العديد من علماء النفس المعاصرين وباحثين في مجال علم النفس الفسيولوجي على أعماله وأبحاثه في تطوير النظريات الحديثة وتطبيقاتها العلاجية.

أفرع علم النفس الفسيولوجي

يتفرع علم النفس الفسيولوجي إلى عدة تخصصات فرعية، تُعد في حد ذاتها علومًا مستقلة في معظم الدراسات النفسية. ومن أهم هذه الفروع:

علم نفس الحواس

يُعرف علم نفس الحواس (Psychology senses) بأنه الدراسة التي تربط بين اضطرابات الأمراض النفسية وتأثير الحواس الخمس الأساسية على الإنسان. فهذه الحواس تعمل كمستقبلات للمؤثرات البيئية، وتؤثر هذه المؤثرات على الخلايا العصبية، مما ينعكس على الحالة النفسية للفرد بشكل ملحوظ.

علم نفس الهرمونات

يهتم علم نفس الهرمونات (Psychology hormones) بدراسة العلاقة بين الهرمونات والسلوك البشري. فعلى سبيل المثال، يُفرز الجسم هرمونات معينة عند الشعور بالخوف أو القلق، وغيرها عند الشعور بالسعادة أو الحزن. وهذا العلم يُبرز الدور الهام الذي تلعبه الهرمونات في تشكيل جوانب مختلفة من سلوكنا ومشاعرنا.