فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
جوهر علم النفس السريري | |
التعريفات البارزة لعلم النفس السريري | |
نظرة على بدايات علم النفس السريري |
جوهر علم النفس السريري: فهم الاضطرابات النفسية
يُعتبر علم النفس السريري مجالاً حيوياً يجمع بين العلوم الأساسية، والنظريات النفسية، والمعرفة السريرية المتراكمة. يهدف هذا العلم إلى فهم طبيعة المشكلات النفسية، كالقَلق والتوتر والضغوط النفسية، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والعقلية، وآثارها الوظيفية على الفرد. ويسعى علم النفس السريري جاهداً إلى التخفيف من حدة هذه الاضطرابات، والتغلب عليها، ومقاومتها من خلال أساليب التشخيص، والعلاج، والفحص السريري الدقيق. يُعنى هذا الفرع بتوفير الدعم النفسي للفرد لمساعدته على التكيف مع تحديات الحياة المختلفة.
وجهات نظر بارزة في تعريف علم النفس السريري
تعددت التعريفات لعلم النفس السريري، وتتنوع هذه التعريفات بناءً على منظور كل باحث أو مؤسسة. إليكم بعض الرؤى البارزة:
رأي مصطفى كامل: يُشير مصطفى كامل إلى علم النفس السريري كفرعٍ من علم النفس، يستند على نتائج الدراسات العديدة في فروع علم النفس الأخرى، سواء الأساسية أو التطبيقية. ويهدف هذا التكامل إلى الوصول إلى فهم دقيق، وتشخيص موضوعي، من أجل تحسين جودة الخدمات النفسية المقدمة في مجالات التشخيص، والتنبؤ، والتوجيه، والتأهيل، والإرشاد، والعلاج، بالإضافة إلى الوقاية من الحالات والظواهر المرضية. باختصار، يُعنى بتطبيق المنهج السريري في فهم وتشخيص وعلاج مشكلات التوافق النفسي.
رأي جوليان روتر: يُعرّف روتر علم النفس السريري بشكل واسع، باعتباره المجال الذي يُطبق فيه المبادئ النفسية المرتبطة بالتوافق النفسي للأفراد. يشمل ذلك معالجة مشاعر عدم الارتياح، والإحباط، والقلق، والتوتر، وعدم الملاءمة، بالإضافة إلى تحسين العلاقات الاجتماعية، والتعامل مع متطلبات المجتمع وعاداته وأهدافه. لكن هذا التعريف الواسع يشترك مع مهن أخرى كطب النفس، والخدمة الاجتماعية، وغيرها.
رأي لويس كامل مليكة: يُشدد مليكة على الارتباط الوثيق بين علم النفس السريري باعتباره علماً، وتكنولوجيا، ومهنة. ويوضح أن كلمة “سريري” مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني “بجوار سرير المريض”، مشيراً إلى تطور استخدام هذه الكلمة لتشمل دراسة الفرد ككيان متكامل، مع التركيز على أعراضه، بعيداً عن تصنيفه ضمن فئات مرضية عامة.
رأي جار فيلد: يُعرّف جار فيلد علم النفس السريري على أنه فرع من علم النفس يدرس مشكلات التوافق النفسي، موضحاً أن أخصائي علم النفس السريري هو عالم نفس متخصص، مدربٌ عملياً على المواقف السريرية. وهذا يُبرز طبيعته المزدوجة كعلم ومهنة.
رأي الجمعية النفسية الأمريكية: تُعرّف الجمعية علم النفس السريري كطريقة منظمة لاكتساب المعرفة حول طبيعة الشخصية الإنسانية، وتطبيق هذه المعرفة لتحسين حالة الفرد. وهذا يُعتبر تعريفاً إجرائياً، يُبرز دوره في التشخيص، والتنبؤ، والعلاج، مع التعاون مع أخصائيين آخرين.
نشأة علم النفس السريري وتطوره
يعود تاريخ ظهور علم النفس السريري إلى القرن التاسع عشر، بالتزامن مع تطور الدراسات العلمية في علم النفس. بدأت بداياته مع العالم ويتمر، الذي قام بعلاج طفل يعاني من صعوبات في النطق، مما دفعه لافتتاح عيادة نفسية سنة 1896م، لتقديم المساعدة للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم. بعد عشر سنوات، أسس ويتمر أول مجلة علمية متخصصة في هذا المجال. على الرغم من بطء انتشار منهجه في البداية، إلا أنه بحلول عام 1914م، كان هناك 26 عيادة نفسية مماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما يُشير إلى انتشار وممارسة علم النفس السريري.