ماهية علم الكلام
يُعرف علم الكلام، المسمى أيضاً بعلم التوحيد أو علم الفقه الأكبر أو علم الإيمان أو علم الأسماء والصفات أو علم أصول السنة، بأنه حقلٌ معرفيٌّ إسلاميٌّ بارز يهتمّ بإثبات صحة العقائد الإسلامية والدفاع عنها باستعمال الأدلة العقلية والنقلية. يهدف هذا العلم إلى فهم الله عز وجل، والإيمان به، وتحديد ما هو جائز وما هو غير جائز في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى فهم باقي أركان الإسلام.
يُمكن تعريف علم الكلام أيضاً بأنه العلم الذي يُقيم الأدلة على صدق العقائد الإيمانية، مستنداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، لبناء حجج قوية، عقلية ونقلية، تُبطل الشبهات التي قد تُوجه للدين الإسلامي.
يُعتبر علم الكلام من أسمى العلوم وأعظمها منزلة عند الله – عز وجل – شريطة ألاّ يتجاوز حدود القرآن والسنة كما اتفق عليه العلماء، وأن يكون قائماً على فهمٍ دقيقٍ للقواعد الشرعية وقواعد اللغة العربية.
غايات علم الكلام
يسعى علم الكلام لتحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- معرفة ذات الله عز وجل وصفاته وأفعاله.
- تعزيز اليقين بالدين الإسلامي من خلال إثبات العقائد بالأدلة القطعية و دحض الشبهات.
- إتقان الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية.
- ارتقاء المسلم من تقليد الدين إلى فهمه و اليقين به.
مقاربة علم الكلام
يهتمّ علم الكلام بدراسة العقائد الإسلامية الصحيحة للدفاع عنها، وبيان خطأ آراء أهل البدع والشبهات. يتّبع أسلوب المحاججة، مستخدماً الأدلة العقلية والنقلية لإثبات الحقائق. ويعتمد منهجاً جدلياً يهدف إلى إقناع الخصم وإبطال حججه.
مصادر استنباط الأدلة
يستند علماء الكلام في استنباط أدلّتهم على مصدرين رئيسيين: الأدلة النقلية والأدلة العقلية، دون تفضيل أحدهما على الآخر. فوجود تعارض بينهما يدل على خطأ في الفهم أو في الاستنتاج.
الأدلة العقلية:
تشمل استخدام العقل في دراسة العالم الخارجي لفهم وجود الخالق وصفاته وأفعاله، بالإضافة إلى معرفة صفات الأنبياء. مع الاعتراف بحدود العقل، وضرورة عدم تجاوزها.
الأدلة النقلية:
تستند هذه الأدلة على الأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.