دعائم الصداقة المتينة
قام عالم الأنثروبولوجيا روبن دنبار بدراسة معمقة حول الأسس التي تقوم عليها الصداقة الحقيقية، وخلص إلى تعريفها من خلال عدة جوانب أساسية:
- تخصيص الوقت: إن قضاء الوقت مع الصديق يعتبر من أهم ركائز الصداقة الناجحة. فكلما زادت الأوقات التي يقضيها الأصدقاء معاً، تعززت العلاقة وتوطدت أواصر المحبة بينهم، سواء كان ذلك من خلال تبادل الحديث، أو مشاركة وجبة طعام، أو حتى مشاهدة فيلم ممتع.
- الأنشطة الإيجابية: تعتبر المشاركة في الأنشطة المبهجة والمرحة، مثل الضحك، والرقص، والغناء، وتبادل القصص والذكريات مع الأصدقاء، من العوامل التي تحفز إفراز هرمونات السعادة في الجسم. لذلك، يميل الإنسان بطبعه إلى قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يضفون على حياته البهجة والسرور، ويتجنب أولئك الذين يسببون له التوتر والقلق.
- تقديم العون: الصديق الحقيقي هو الذي يقف إلى جانب صديقه في أوقات الشدة والضيق، ويقدم له الدعم والمساعدة اللازمة. سواء كان ذلك بإحضار الطعام للمريض، أو مساعدته في الانتقال إلى منزل جديد. يجب أن يكون هذا العطاء متبادلاً بين الطرفين، وإلا فقدت العلاقة توازنها واستقرارها.
منافع الصداقة على الصحة
تلعب الصداقة دوراً محورياً في تعزيز صحة الإنسان ورفاهيته، ويمكن تلخيص أهم هذه الفوائد فيما يلي:
- تعزيز الشعور بالانتماء: الصداقة تمنح الفرد شعوراً بالانتماء إلى مجموعة، مما يعزز ثقته بنفسه ويقلل من شعوره بالوحدة والعزلة.
- تعزيز الشعور بالسعادة وتقليل التوتر: إن قضاء الوقت مع الأصدقاء وتبادل الدعم والتشجيع يساهم في تحسين المزاج وتقليل مستويات التوتر والقلق.
- تعزيز الثقة بالنفس وقيمة الذات: عندما يشعر الإنسان بأنه محبوب ومقبول من قبل أصدقائه، يزداد تقديره لذاته وثقته بقدراته.
- المساعدة على التعامل مع الصدمات: يمكن للصداقة أن تكون مصدراً هاماً للدعم العاطفي والنفسي في مواجهة الصدمات والتحديات الصعبة، مثل الطلاق، أو الإصابة بمرض خطير، أو فقدان الوظيفة، أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
- التشجيع على تغيير العادات غير الصحية: يمكن للأصدقاء أن يلعبوا دوراً إيجابياً في تشجيع بعضهم البعض على تبني عادات صحية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأطعمة الصحية، والإقلاع عن التدخين، وتجنب الإفراط في تناول الحلويات.
- تعزيز الصحة العامة: أثبتت العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بدعم اجتماعي قوي يكونون أقل عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم. كما وجدت الدراسات أن كبار السن الذين يحافظون على حياة اجتماعية نشطة هم أكثر عرضة للعيش لفترة أطول مقارنة بأقرانهم الذين يعانون من العزلة الاجتماعية.
علامات الصداقة غير الصحية
قد يكون بعض الأصدقاء مصدراً للقلق والصراع بدلاً من الدعم والراحة. من الضروري التمييز بين الصداقات الصحية وتلك التي قد تكون ضارة. فيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى أن الصداقة قد تكون غير صحية:
- عدم القدرة على الاعتماد عليه: في المواقف الحرجة، لا يمكن الوثوق به، وغالباً ما يتأخر عن المواعيد أو يقوم بإلغائها في اللحظات الأخيرة.
- صعوبة حل النزاعات: يفتقر إلى مهارات التواصل الفعال ويمكن أن يلجأ إلى الصراخ أو الغضب عند الاختلاف في الرأي.
- عدم التوازن في العلاقة: العلاقة مبنية على طرف واحد يقدم التضحيات باستمرار بينما الطرف الآخر غير مستعد لتقديم أي تنازلات.
المصادر
- Lydia Denworth (3-3-2017), “The Three Basics of Friendship”, www.psychologytoday.com, Retrieved 23-7-2018. Edited.
- Mayo Clinic Staff, “Friendships: Enrich your life and improve your health”, www.mayoclinic.org, Retrieved 23-7-2018. Edited.
- JODY BRAVERMAN (2-11-2017), “9 Signs You Should Reconsider a Friendship”, www.livestrong.com, Retrieved 23-7-2018. Edited.