فهرس المحتويات
لغة التاريخ |
اصطلاح التاريخ |
التاريخ والتأريخ: الفرق الجوهري |
أهمية دراسة التاريخ |
لغة التاريخ: تحديد الزمن والأحداث
يعرّف التاريخ لغوياً بتحديد الزمن، أي ربط حدث ما بوقته المحدد. قد يُعرّف أيضاً بإسناد حدثٍ بارزٍ ومعروف، مثل سقوط دولة أو اندلاع حرب، كمرجع زمني. مثال ذلك، “عام الفيل”، الذي أصبح علامة زمنية معروفة، حيث يُقال “ولد فلان بعد عام الفيل بعامين”. وفي العصر الإسلامي، اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– الهجرة النبوية الشريفة كمنطلق للتاريخ، وهو ما استمر حتى يومنا هذا.
التاريخ اصطلاحاً: فهم الماضي وبناء المعرفة
تعددت تعريفات التاريخ اصطلاحاً عبر العصور. يُعدّ ابن خلدون من أبرز من وضعوا أسس هذا العلم، حيث عرّفه بأنه “النظر والتحقيق وتعليل الكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها”. هذا التعريف يُمثّل نواة فلسفة التاريخ. وقد سار على نهج ابن خلدون مفكرون كفولتير. من التعريفات الحديثة، ما ذهب إليه المفكر المغربي عبد الله العروي، بأن التاريخ من صنع المؤرخ، فهو من يختار الأحداث ويرتبها ليُبرز الحقائق. أما في الغرب، فقد عرّفه كولينغوود بأنه “الماضي الذي يدرسه المؤرخ”، بحيث يبقى الماضي حياً في الحاضر.
التاريخ والتأريخ: الفرق الجوهري
يُخطئ الكثيرون في الخلط بين التدوين التاريخيّ، والتاريخ ذاته. فالكتابة عن الأحداث هي “التأريخ”، أما “التاريخ” فهو إعادة قراءة تلك الأحداث، وإعادة صياغتها بطريقة تُقربنا من الحقيقة، باستخدام منهجية علمية دقيقة. فهو ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو تحليل وتفسير لها، ووضعها في سياقاتها.
أهمية دراسة التاريخ: دروس الماضي، و بناء المستقبل
تُدرّس مادة التاريخ في المراحل الدراسية المختلفة، كجزء أساسي من العلوم الاجتماعية. في الجامعات، يُصبح تخصصاً مستقلاً في كليات الآداب والتربية. تكمن أهمية دراسته في إتاحة الفرصة لاستخلاص العبر من أحداث الماضي، وفهم السياقات التي ساهمت في حدوثها. يُساعد ذلك على تفسير أسباب ونتائج الأحداث، و الوصول إلى فهم أفضل للواقع المعاصر. يتطلب البحث التاريخيّ منهجية دقيقة، تُساعد الباحث على التمييز بين الحقائق والأساطير، ويعتمد ذلك على معرفة الباحث وخبرته في استنباط الدوافع وراء الأحداث.