لمحة عن الفن الإسلامي
انتشرت الفنون الإسلامية في مناطق واسعة من العالم، من الشرق إلى الغرب. لم يقتصر هذا الفن على منطقة جغرافية معينة، بل ازدهر في مختلف البلاد التي وصل إليها الإسلام، حاملاً معه بصمة كل منطقة.
تميز الفن الإسلامي بتركيزه على العمارة، حيث أبدع المسلمون في تصميم المساجد والقصور والزخارف الجدارية والنوافذ. كما برعوا في النحت، خاصة على المعادن والعاج. كان هذا الفن يعكس حضارة المسلمين آنذاك، وأكثر من كونه تعبيراً دينياً بحتاً. تأثر الفاتحون المسلمون بفنون الحضارات التي فتحوها، ولكنهم هذبوا هذه الفنون بما يتفق مع الدين الإسلامي وقيمهم.
أضاف المسلمون لمسة خاصة إلى هذه الفنون، مثل استخدام الخط العربي المستوحى من الجزيرة العربية، مهد الإسلام. يعود هذا التنوع والإبداع إلى تسامح المسلمين وقدرتهم على استيعاب الثقافات الأخرى، واستخدام الفنانين والصناع المهرة من مختلف البلدان.
الفن الإسلامي عبر المراحل التاريخية
لم يشهد الفن الإسلامي انتشاراً واسعاً قبل قيام الخلافة الأموية، ربما بسبب تركيز الخلفاء في تلك الفترة على الفتوحات الإسلامية وتوطيد أركان الدولة وتوسيع رقعتها.
تعتبر الحضارة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين من أبرز الحضارات في تاريخ البشرية، حيث شهدت تقدماً علمياً وتقنياً غير مسبوق.
الفن في عهد الخلافة الأموية
اعتمد الأمويون تصميم المساجد الذي يعتمد على فناء به أعمدة، كونه الأنسب لأداء الصلاة. من أبرز معالم هذه الفترة مسجد بني أمية في دمشق، التي اتخذوها عاصمة لهم، وقبة الصخرة في القدس الشريف، التي بناها عبد الملك بن مروان تخليداً لذكرى حادثة الإسراء والمعراج. بالإضافة إلى الجامع الكبير في قرطبة.
لم تقتصر العمارة الأموية على المساجد، بل شملت الخانات والقصور وغيرها. استخدم الأمويون الفسيفساء بكثرة في الزخارف. تعتبر الفترة الأموية من أهم الفترات في تاريخ الفن الإسلامي، وذلك لتركيزهم على العمارة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
الفن في عهد الخلافة العباسية
اتخذ العباسيون من بغداد عاصمة لهم، وأبدعوا في زخرفة الفخار والخزف. هم أول من ابتكر الإبريق المعدني، ولا تزال العديد من القطع المزخرفة من ذلك العصر محفوظة. كما شهد هذا العصر تدوين العلوم وظهور حركة الترجمة.
برزت المذاهب الفقهية بظهور الإمام أبي حنيفة، وتوسعت العلوم، وبدأت مدرسة الرأي في الظهور.
الفن في عهد الخلافة العثمانية
استقر العرب في الأندلس لقرون عديدة، بلغت فيها الحضارة العربية أوج ازدهارها. كانت قرطبة وغرناطة وإشبيلية وسرقسطة وطليطلة من أهم مراكز الحضارة في الأندلس. توافد محبو العلم من أوروبا إلى هذه المدن لقضاء سنوات في الدراسة والبحث والاطلاع على كتب العرب.
المصادر
- [أحمد حسن الزيات]، مجلة الرسالة، صفحة 52. بتصرّف.
- [مجموعة من المؤلفين]، تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، صفحة 313. بتصرّف.
- [إسحاق السعدي]، دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه، صفحة 49. بتصرّف.
- [عبد الشافى محمد عبد اللطيف]، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، صفحة 331-332. بتصرّف.
- [مناع القطان]، تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 326. بتصرّف.
- [مجموعة من المؤلفين]، تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، صفحة 476. بتصرّف.