مقدمة عن تونس
تونس، العاصمة التي تحمل الاسم نفسه، هي جزء لا يتجزأ من دول المغرب العربي، تقع في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا، مطلة على سواحل البحر الأبيض المتوسط. تمتد أراضيها على مساحة تقدر بـ 163,610 كيلومتر مربع. تباينت الآراء حول أصل تسمية تونس، حيث يرى البعض أن الاسم يعود إلى الآلهة تانيت التي كان يعبدها الفينيقيون في العصور القديمة. بينما يرجح آخرون أن التسمية مشتقة من كلمة “ونس”، وذلك لما يتميز به سكان المنطقة من كرم الضيافة وحسن استقبال الزوار وإدخال السرور عليهم، إضافة إلى تفسيرات أخرى متعددة.
تتميز الجمهورية التونسية بتنوع تضاريسها الجغرافية، فهي تحتضن المناطق الساحلية التي تضم الجبال الصخرية الشاهقة والمتعرجة، بالإضافة إلى الشواطئ الرملية الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، والخلجان الجميلة مثل خليج تونس وخليج الحمامات. كما تشمل تضاريسها الهضاب والصحاري المترامية الأطراف في الجزء الجنوبي من البلاد، وتزخر بينابيع المياه العذبة. تجدر الإشارة إلى أن تونس تضم أعلى قمة في شمال القارة الأفريقية، والتي تعرف باسم رأس بن سكة.
نظرة على تاريخ تونس
شهدت أرض تونس تعاقب العديد من الحضارات عبر التاريخ، وهو ما تؤكده الآثار التي تم اكتشافها، والتي تعود إلى الحضارات القبصية التي ازدهرت قبل آلاف السنين. في عام 202 قبل الميلاد، سيطرت الحضارة الأمازيغية (النوميديون) على تونس بعد انتصارهم على القائد القرطاجي هنيبعل، ولعبوا دورًا هامًا في تطوير البلاد في مختلف المجالات. استمر حكم هذه الحضارة حتى عام 146 قبل الميلاد، وخلال فترة حكمهم، سيطروا على السواحل التونسية واحتكروا التجارة وتبادل السلع مع الدول المجاورة.
مع ظهور الإمبراطورية الرومانية، أصبحت تونس جزءًا منها، وقام الرومان بدمج منطقة قرطاج مع المنطقة الأمازيغية وأطلقوا عليها اسم مقاطعة أفريكا، وهو الاسم الذي اشتقت منه قارة أفريقيا. استمر الحكم الروماني حتى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي، والتي عرفت باسم فتح العبادلة، حيث تمت السيطرة على كامل البلاد بعد ثلاث حملات عسكرية. أسس المسلمون أول مدينة إسلامية في أفريقيا وأطلقوا عليها اسم القيروان. وفي عام 1574م، دخل العثمانيون تونس وأطلقوا عليها اسم الأيالة التونسية وضمّوها مع الجزائر.
في عام 1705م، أسس الحسن بن علي نظام البايات عندما بدأت الدولة العثمانية في الضعف، فقام بالسيطرة على تونس وجعلها ولاية منفصلة عن الولايات الأخرى. عرفت الفترة التي تولى فيها علي باي بن حسين الحكم بالعصر الذهبي.
في عام 1869م، وقعت تونس تحت الوصاية الفرنسية في عام 1881م بموجب معاهدة باردو. وبعد الحرب العالمية الثانية، حصلت تونس على استقلالها في عام 1956م، وتم إعلان الجمهورية التونسية بقيادة الحبيب أبو رقيبة في عام 1957م. اللغة الرسمية في تونس هي اللغة العربية، ولكن يتحدث السكان أيضًا اللغة الفرنسية بطلاقة.
قال تعالى في سورة الروم، الآية 41: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”
لمحة عن مناخ تونس
تتميز تونس بمناخ معتدل يتميز بخصائص البحر الأبيض المتوسط، حيث تتراوح درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 44 درجة مئوية، وقد تصل في فصل الشتاء إلى 29 درجة مئوية، مع احتمالية هطول الأمطار في جميع فصول السنة.
حقائق عامة عن تونس
الأكلة الشعبية التقليدية في تونس هي “الكسكسي”، بالإضافة إلى العديد من الأكلات الأخرى التي تعتمد بشكل أساسي على الخضار واللحم البقري.
توجد خمس صحف تونسية رئيسية، من بينها صحيفة الشروق.
يشكل المسلمون غالبية سكان تونس، حيث تبلغ نسبتهم 99%.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” (رواه البخاري ومسلم).