استكشاف جزر المالديف: دليل شامل للسياحة

اكتشف سحر جزر المالديف: معلومات عن السياحة في المالديف، أهميتها للاقتصاد، أنواعها المتنوعة من السياحة الطبيعية إلى الثقافية والدينية، بالإضافة إلى تاريخ السياحة والمعالم البارزة.

مقدمة عن السياحة في جزر المالديف

تعد جزر المالديف، المعروفة بجمالها الطبيعي الخلاب، وجهة سياحية عالمية المستوى. توفر البلاد خدمات طيران مباشرة مع العديد من الدول، وتضم عدة مطارات دولية رئيسية موزعة على مناطق مختلفة. يمكن الوصول إلى جزر المالديف أيضاً عن طريق الرحلات البحرية عبر السفن. عند الوصول، تتوفر للسائح خيارات إقامة متنوعة، من المنتجعات الفاخرة إلى الفنادق وبيوت الضيافة.

بدأت السياحة في جزر المالديف في السبعينيات، وأصبحت عاملاً حاسماً في دعم اقتصاد الدولة. تولي الحكومة اهتماماً كبيراً بتطوير جميع الجزر، حتى الصغيرة منها، لتلبية احتياجات السياح. تسمح سياسة الباب المفتوح لحاملي جوازات السفر السارية المفعول، والذين يملكون ما يكفي من المال وتذاكر السفر، بزيارة البلاد دون الحاجة إلى تأشيرة.

الأثر الجوهري للسياحة في المالديف

تعتبر السياحة قطاعاً حيوياً في جزر المالديف، حيث تساهم بشكل كبير في عائدات النقد الأجنبي. وفقاً لوزارة السياحة في جزر المالديف، تمثل عائدات السياحة والسفر حوالي 70% من عائدات النقد الأجنبي. كما ساهم هذا القطاع بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

تتمتع جزر المالديف بعوامل جذب سياحي متعددة، مثل الشواطئ الرملية البيضاء، والمناخ الدافئ، والحياة البحرية الغنية. بالإضافة إلى ذلك، توفر البلاد مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية مثل السباحة والغوص وركوب الأمواج. يؤكد ذلك على أهمية قطاع السياحة في التنمية المستدامة لجزر المالديف، حيث يدعم الاقتصاد من خلال جذب السياح على مدار العام.

تعتمد جزر المالديف بشكل أساسي على صيد الأسماك والسياحة. لذا يتم الاهتمام بتطوير السواحل للاستفادة منها في جذب السياح. تساعد قلة الكثافة السكانية على زيادة الاهتمام بهذه السواحل، من خلال توفير منتجعات حديثة وأنشطة سياحية متنوعة. وتقدر نسبة الإيرادات المحصلة من الأنشطة المتعلقة بالسياحة بأكثر من 90% من إجمالي الإيرادات الحكومية.

تدعم السياحة الاقتصاد أيضاً من خلال توفير فرص عمل للمواطنين. يعتبر قطاع السياحة في المالديف القطاع الرئيسي الذي يوفر فرصاً للتوظيف. على سبيل المثال، يوفر قطاع الفنادق وحده في المناطق النشطة اقتصادياً ما يقارب 17,000 وظيفة.

دور السياحة في تحقيق الإيرادات

  • كمصدر للعملات الأجنبية: تلعب السياحة دوراً رئيسياً في زيادة مدفوعات جزر المالديف، وهي أكبر مصدر لإجمالي النقد الأجنبي في الجزر، ولها دور مهم في زيادة إيرادات الدولة من العملات الأجنبية من خلال توفيرها للسلع المستوردة التي يستهلكها السائح كالأغذية، والمشروبات، كما لها دور في رفد الإيرادات الناتجة عن تقديم الخدمات كتوفير الفنادق للسياح.
  • كمصدر للدخل المحلي: توفر السياحة مصدراً مهماً للدخل المحلي من خلال الخدمات التي توفرها للسياح الأجانب كالغذاء، وإيجارات القوارب، والمكالمات الهاتفية، واستخدام شبكة الإنترنت، والرسوم الحكومية، بالإضافة إلى الأموال الناتجة عن بيع الحرف اليدوية.
  • كمصدر للدخل القومي: توفر السياحة مصدراً مهماً للدخل القومي، إذ إنّ لها دوراً بارزاً في توفير إيرادات عالية من خلال فرض الضرائب على الفنادق كضريبة المطار، والضريبة السياحية لكل ليلة يقضيها السائح في الفندق أو المنتجع، فعلى جميع الفنادق والمنتجعات دفع الضرائب المستحقة عليهم للحكومة دون النظر لسعر الغرفة، أيضاً ضريبة مغادرة المطار، ورسوم الاستيراد على السلع التي يستهلكها السائحون، وجميع تلك الضرائب تُكسب الحكومة مبالغ كبيرة.

أصناف السياحة في جزر المالديف

تتنوع الأنشطة السياحية في جزر المالديف لتلبية احتياجات مختلف الزوار. من الاستمتاع بالطبيعة الخلابة إلى استكشاف الثقافة المحلية وزيارة الأماكن الدينية، تقدم جزر المالديف تجربة فريدة لكل سائح.

السياحة البيئية في جزر المالديف

شهدت السياحة في جزر المالديف نمواً ملحوظاً في العقود الأخيرة. تم استغلال الجزر الصغيرة غير المأهولة لإنشاء منتجعات سياحية توفر خدمات متكاملة للسياح، مثل الإقامة والطعام والشراب والاستجمام. يعتمد هذا النوع من السياحة على البيئة الساحلية، حيث تتوجه جميع المرافق والأنشطة السياحية نحو الشاطئ.

السياحة الحضارية في جزر المالديف

تعتبر جزر المالديف أصغر دولة آسيوية من حيث المساحة والسكان، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء والاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، توفر جزر المالديف فرصة للقيام برحلة إلى مدينة ماليه النابضة بالحياة، حيث يمكن للزوار الانغماس في الثقافة المحلية واستكشاف الأماكن التاريخية والمعاصرة.

من بين أهم الأماكن الثقافية في جزر المالديف:

  • المتحف الوطني (National Museum)
  • مسجد الجمعة الكبير (Grand Friday Mosque)
  • معرض الفن الوطني (National Art Gallery)
  • معرض إيسجا للفنون (Esjehi Art Gallery)

السياحة ذات الطابع الديني في جزر المالديف

تضم جزر المالديف مجموعة من الأماكن الدينية المميزة، من بينها:

  • مسجد هوكورو مسكي: (Hukuru Miskiiy) يُسمى مسجد الجمعة القديم، وهو أقدم مسجد في جزر المالديف، ويعود تاريخه إلى عام 1656م، وقد تمّ بناؤه على هيكل معبد قديم، ويتميز بهندسته المعمارية الفريدة سواء الهيكل الخارجي للمسجد، أو التصميم الداخلي له، فهو من الخارج يشمل واجهة حديدية مموّجة الشكل، أمّا جدرانه فهي جدران حجرية مرجانيّة تمّ نحتها بشكل فريد بإضافة أنماط من الزخارف، وآيات قرآنية محفورة بالخط العربي، أمّا من الداخل فهو يضمّ مقصورة مُزينّة بالمنحوتات الخشبية وبألوان مختلفة، ويوجد داخل المسجد سجاد يشير إلى اتّجاه مكة المكرمة لتدّل المصلين على الاتجاه الصحيح للقِبلَة، كما يحتوي على مئذنة على شكل برج ملون بالأبيض والأزرق.[١١]
  • مسجد هولهوماليه: (Hulhumalé Mosque)، هو أحد أكثر الأماكن الدينية التي تجذب السياح في جزر المالديف، ويقع على حدود جزيرة هولهوماليه بالقرب من ماليه، وقد تمّ بناؤه عام 2006، وهو مكوّن من طابقين؛ بهدف زيادة قدرته الاستيعابية ليتسع لأكثر من 900 مصلّي، ويمتاز بتصميمه وهندسته المعمارية الكروية، والتي تختلف بشكل واضح عن باقي أماكن العبادة التقليدية في العالم الإسلامي، فهو مكوّن من قبة ذهبية ضخمة، ومئذنة مغطاة بقبة أخرى ذهبية ذات سمات مشابهة للقبة الرئيسية، أمّا أرضية المسجد فهي مكونة من الجرانيت.[١٢]

تطور السياحة في جزر المالديف عبر الزمن

بدأت السياحة في جزر المالديف عام 1972، ومنذ ذلك الحين، مرت بخمس مراحل رئيسية من التطور:

  1. المرحلة الأولى: خلال الأعوام (1972-1978م) حيث تطورّت السياحة حسب مبادرات فردية وبشكل غير مخطط إلى حدّ ما، ثمّ تمّ إنشاء 17 منتجعاً يضمّ 1,300 سريراً، وبمرافق وخدمات بسيطة؛ وذلك بسبب نقص الأموال والعاملين، وفي هذه المرحلة كان يتمّ نقل السياح من المطارات إلى العاصمة، ثمّ إلى الجزيرة عن طريق القوارب السريعة، وقوارب الصيد الآلية، وخلال هذه المرحلة لم يكن للسياحة دور مهم في دعم اقتصاد البلاد.[١٣]
  2. المرحلة الثانية: خلال الأعوام (1979-1988م) تمّ إنشاء عدد كبير من المنتجعات خلال فترة صغيرة، حيث تمّ افتتاح 41 منتجعاً جديداً، وقد نمت السياحة خلال هذه المرحلة بسبب تحسين جودة المنتجعات، وإنشاء شبكة واسعة من الخدمات الجوية عن طريق تأجير الطائرات.[١٣] وفي عام 1983م، تمّ وضع الخطة الأساسية الأولى للسياحة، وقد كان لها دور مهم في تنمية السياحة من خلال وضع حجر الأساس للتنمية المستدامة، وإتاحة الفرصة لدمج قطاع السياحة مع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية؛ لتنمية البلاد والتشديد على حماية البيئة في نفس الوقت، وحدّدت الخطة عدداً من السياسات التي يجب اتباعها كتحديد المساحة اللازمة لبناء المنتجعات عليها، وتحديد ارتفاع البناء بما يتناسب وارتفاع النباتات في الجزيرة، وحماية الشعاب المرجانية، وحماية البيئة، واهتمّت كذلك بضرورة تقديم التسهيلات للسياح، واهتمّت كذلك بجودة الخدمات المقدمة لهم.[١٣] ومن أهمّ السياسات التي وضعتها الخطة: تشكيل قانون يتمثّل في عدم تجاوز نسبة بناء المنتجعات عن 20% من إجمالي مساحة الجزيرة المخصصة للسياحة ما ساعد على توفير الهدوء والاسترخاء في تلك الجزر.[١٣]
  3. المرحلة الثالثة: خلال الأعوام (1989-1997م) نمت السياحة بشكل واضح؛ بسبب التطوّرات التي شهدتها جزر المالديف وجميع دول العالم في النقل والتكنولوجيا في بداية التسعينيات، وقد تمّ إنشاء 16 منتجعاً جديداً، وزيادة عدد الأسِرّة، حيث تمّ إضافة 4,920 سرير، وقد تميزت هذه المرحلة بوجود فرق كبير وتطوّرات في تقديم الخدمات المبتكرة عالية الجودة، وبسبب زيادة نسبة السياحة تمّ انضمام عدد كبير من العمالة الوافدة للعمل ضمن قطاع السياحة.[١٣]
  4. المرحلة الرابعة: خلال الأعوام (1998-2001م) تمّ وضع الخطة الرئيسية الثانية للسياحة، وكان أهمّ أهدافها توسيع السياحة لتشمل أجزاء أكثر من البلاد، وتخفيض نسبة العمالة الوافدة من العاملين في قطاع السياحة، وزيادة دور المرأة وإتاحة الفرص لها للمشاركة في الأعمال السياحية، وخلال هذه المرحلة تمّ إنشاء منتجعات صحية (Spa)؛ لرفع جودة السياحة، كما قامت العديد من المنتجعات العالمية ذات العلامات التجارية بترسيخ مكانها في الجزر المالديفية، وبدأ عمل اليخوت وقوارب السفاري في الرحلات التي تقيمها الدولة، بالإضافة إلى افتتاح منتجعات بعيدة عن مطار ماليه؛ وذلك بسبب إدخال الطائرات المائية لنقل السياح إلى المنتجعات بدلاً من القوارب السريعة.[١٣]
  5. المرحلة الخامسة: خلال الأعوام (2002-2008م) تمّ إطلاق الخطة الرئيسية الثالثة للسياحة، والتي سيتمّ تنفيذها خلال الأعوام 2007-2011م، وقد تمثّل هدفها الرئيسي في توسيع أهداف السياحة لتشمل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بشكل أوسع، كما تمّ زيادة عدد الجزر السياحية خلال هذه المرحلة، فقد تمّ تخصيص 35 جزيرة لتطوير السياحة، وتمّ عمل فنادق داخل الجزر المأهولة، ووضع خطط جديدة تهدف إلى الحد من الأثر السلبي الناتج من السياحة، وذلك من خلال إلزام المنتجعات في كل جزيرة بتوفير عدّة أمور كالبنية التحتية الجيدة، وإمدادات الصرف الصحي، وإمدادات المياه، والطاقة، وكيفية التخلص من النفايات من خلال توفير آليات مناسبة كالمحارق، والضاغطات، وكسارات الزجاج.[١٣]

إحصائيات حول عدد السياح في المالديف لعام 2019

شهدت جزر المالديف عام 2019 نمواً متزايداً في عدد السياح القادمين لزيارتها. في شهر يناير 2019، بلغ عدد السياح 151,552 سائحاً، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بعام 2018. وبشكل عام، تزداد نسبة السياح القادمين من المناطق الأوروبية والأوراسية خلال فصل الشتاء.

تسعى جزر المالديف لزيادة عدد السياح من خلال تطوير المرافق السياحية وزيادة عدد شركات الطيران التجارية الدولية التي لها خطوط مباشرة مع جزر المالديف.

أبرز الأماكن السياحية في جزر المالديف

تضم جزر المالديف العديد من المعالم السياحية البارزة، ومن بينها:

  • موفوشي: يُمكن الاستمتاع بالأنشطة المائية، مثل: الغوص، وركوب الزورق، والتجديف، وركوب الأمواج، ورؤية أسماك القرش، في جزيرة موفوشي (بالإنجليزية: Moofushi)، ويُعدّ مركز بلوترب للغوص (بالإنجليزيّة: Bluetribe Diving) أفضل مكان لتقديم مثل هذه الخدمات.[١٥]
  • المتحف الوطني: يوجد المتحف الوطني (بالإنجليزيّة: National Museum) في حديقة السلطان، وهو في الأصل عبارة عن قصر للسلطان السابق، لكن تمّ تحويله إلى متحف لجذب السياح، ويستطيع السائح من خلال زيارة القصر فهم تاريخ جزر المالديف، فهو يضمّ ملابس الملوك والملكات، ومخطوطات، وقطع نقدية ملكية، والعديد من الأسلحة.[١٥]
  • أوثيمو جاندروفاردو: يُعدّ قصر أوثيمو جاندروفاردو (بالإنجليزيّة: Utheemu Ganduvaru) من أشهر الأماكن التاريخية، ويقع في جزيرة أوثيمو (بالإنجليزيّة: Utheemu)، وهو عبارة عن قصر خشبيّ قديم يضمّ العديد من التصاميم والمنحوتات الخشبية، وقد كان منزلاً لمحمد ثاكورفانو (Mohamed Thakurufaanu).[١٥]
  • بانانا ريف المرجانية: سميت منطقة الموز المرجانيّ (بالإنجليزيّة: Banana Reef) بهذا الاسم بسبب مظهرها العلوي، واحتوائها على شعاب مرجانية تُشبه الموز، وتُعدّ مسكناً لأنواع مختلفة وغريبة من الأسماك مثل: (Grub Fish)، و(Squirrelfish)، و(Soldier Fish)، ويذهب السياح إلى هذا المكان للممارسة رياضة الغوص.[١٥]
  • جزيرة فوملك: جزيرة فوملك (بالإنجليزيّة: Fua Mulaku) هي إحدى أكبر جزر المالديف وأكثرها خصوبة، إذ يتمّ إنتاج أنواع عديدة من الخضار والفواكه على نطاق واسع، مثل: الأناناس والبرتقال، والمانجو.[١٥]
[١] (2018),Tourism In the Maldives, Maldives: Ministry of Tourism, Page 3،8،10،12،13،28. Edited.

[١١] “HUKURU MISKIIY”,www.ixigo.com, Retrieved 19-3-2020. Edited.

[١٢] “HULHUMALÉ”,www.ixigo.com, Retrieved 19-3-2020. Edited.

[١٣] Suresh Kundur (4-2012),”DEVELOPMENT OF TOURISM IN MALDIVES”,International Journal of Scientific and Research Publications, Issue 4, Folder 2, Page 3, 4. Edited.

[١٥] “Top 5 Tourist Attractions Of Maldives”,www.traveltourxp.com, Retrieved 19-3-2020. Edited.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استكشاف الكويت: دليل شامل للسياحة والترفيه

المقال التالي

استكشاف ألمانيا: دليل لأبرز الوجهات السياحية

مقالات مشابهة