لمحة عامة عن السياحة في اليونان
اليونان، بتاريخها العريق وآثارها الخالدة، تعتبر وجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من كل حدب وصوب. ما يميزها هو التناغم الفريد بين عبق الماضي وسحر الحاضر، حيث تمتزج الحداثة بآثار الحضارات القديمة لتشكل لوحة فنية آسرة. تشتهر اليونان بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تتكامل مع معالمها التاريخية، مما يجعلها من أبرز الدول الأوروبية استقطابًا للسياح.
إضافة إلى ذلك، تتمتع اليونان بمناخ معتدل وجزر ساحرة بشواطئ رملية ومواقع أثرية عريقة. تضم اليونان ثمانية عشر موقعًا مسجلًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يؤكد على مكانتها التاريخية والثقافية المتميزة.
استعراض أنواع السياحة في اليونان
تتنوع الأنشطة السياحية التي يمكن ممارستها في اليونان، لتناسب مختلف الاهتمامات والأذواق. وتشمل هذه الأنواع:
السياحة الروحانية في اليونان
تزخر اليونان بالأماكن المقدسة والمعابد القديمة المنتشرة في أرجائها. يمكن للزوار استكشاف الكنائس التي تعود إلى الحضارة البيزنطية وما بعدها، والتي تحتضن رموزًا نادرة ورسومات جدارية بيزنطية وفسيفساء ملونة. تنتشر الكنائس الصغيرة والكاتدرائيات والأديرة في المدن والقرى اليونانية، وتحمل جميعها بصمات الديانة الأرثوذكسية اليونانية.
ترتبط الآثار الدينية ارتباطًا وثيقًا بتاريخ اليونان الطويل، وقد ساهم وجودها في إثراء التراث الوطني وجذب السياح والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
تولي اليونان اهتمامًا كبيرًا بالأعياد والمناسبات الدينية، ويعتبر عيد الميلاد وعيد الفصح من أبرز المناسبات الدينية التي يحتفل بها اليونانيون بالفعاليات الدينية والثقافية المليئة بالعادات والتقاليد القديمة. ومن أشهر الأماكن التي يمكن فيها ملاحظة هذه الاحتفالات: جزيرة كورفو، وبطمس، وسكياثوس، وسيروس، وليونيديو، وفرونتادوس في جزيرة خيوس.
السياحة الاستشفائية في اليونان
يعتبر النظام الصحي في اليونان من بين الأفضل في العالم، والأقل تكلفة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. تحتل اليونان المرتبة الحادية عشرة عالميًا من حيث تطور نظام الرعاية الصحية. وتعتبر صناعة الأدوية والسياحة الطبية والرعاية طويلة الأجل ورعاية المسنين من القطاعات الرائدة في الاقتصاد اليوناني، والتي تشهد تطورًا مستمرًا.
تتميز اليونان بوفرة المنتجعات الطبيعية التي تتوزع فيها ينابيع المياه المعدنية الحارة التي تحتوي على عناصر نشطة ونادرة في أكثر من 850 موقعًا جغرافيًا. بدأت السياحة العلاجية في اليونان منذ أيام الإغريق، وكانت الوجهة الرئيسية للأوروبيين للحصول على العلاجات. وتتميز اليونان أيضًا ببنية تحتية طبية متطورة تضاهي تطور الصناعات الطبية.
أهم ما يميز القطاع العلاجي في اليونان:
- مرافق سياحية علاجية متميزة.
- معايير عالية في مجال الرعاية الصحية.
- كادر طبي مؤهل ومدرب على أعلى المستويات.
- توفير فرص العلاج والاستجمام معًا.
- سهولة إجراءات الدخول إلى المرافق العلاجية.
- ترحيب لائق بالزوار.
السياحة ذات الطابع الرياضي في اليونان
تعد اليونان من الدول الرائدة في مجال السياحة الرياضية، وهي على استعداد دائم لاستقبال الفعاليات الرياضية المختلفة أو المشاركة فيها. وقد استضافت العديد من الفعاليات الرياضية العالمية، مثل البطولات العالمية ودورات الألعاب الأوروبية والعديد من البطولات الدولية، بالإضافة إلى الألعاب الأولمبية التي نشأت منها أساسًا والتي استضافتها مدينة أثينا في عام 2004. وقد ساهمت هذه الفعاليات في وجود مرافق رياضية متميزة في مختلف أنحاء اليونان، مثل الملاعب ومراكز التدريب، حيث يمارس اليونانيون والسياح رياضاتهم المفضلة، مثل ألعاب القوى وكرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتنس والجولف والإبحار وركوب الأمواج.
السياحة البيئية في اليونان
تنفرد اليونان بمناظرها الطبيعية الخلابة، وهي واحدة من الوجهات المفضلة في العالم لهذا السبب، بالإضافة إلى مناخها المعتدل وتنوع تقسيمتها الجغرافية وجزرها المنتشرة في البحار. تحتضن اليونان بتضاريسها المختلفة عددًا لا يحصى من أشكال الحياة، وتعد التضاريس الوعرة والكهوف الموجودة فيها مصدرًا لأنظمة بيئية مختلفة وفريدة. يصل عدد الكهوف في اليونان إلى 10,000 كهف، ويمثل كل كهف منها موطنًا طبيعيًا لمختلف أنواع الحياة. ونتيجة لذلك، تحتوي اليونان على أضخم ثروة للحياة البرية في أوروبا، حيث يعيش فيها ما يقارب 50,000 نوعًا من الحيوانات. وبسبب ندرة بعض أنواع الحيوانات والنباتات وأهميتها في النظام البيئي، تم حماية ما يقارب 700 نوعًا من الحيوانات وأكثر من 900 نوعًا من النباتات.
أبرز أماكن الجذب السياحي في اليونان
- أكروبوليس، أثينا: يقع في قلب أثينا الحديثة، ويعد رمزًا لأثينا واليونان والحضارة الغربية بشكل عام. عبارة عن هضبة صخرية مرتفعة، بني عليها ثلاثة معابد في القرن الخامس قبل الميلاد، ويعد معبد البارثينون أشهرها.
- متحف الأكروبوليس، أثينا: صمم المتحف على شكل هيكل من الزجاج والحديد لعرض الاكتشافات القديمة الموجودة في الأكروبوليس، مثل تمثال موسكوفوروس وتماثيل الكارياتيدس والرخام البارثينوني.
- جزيرة ميكونوس: تشتهر بمناظرها الطبيعية الجميلة ونشاطها الليلي وفنادقها الأنيقة ومطاعم المأكولات البحرية وأماكن الموسيقى الحية وكنيسة بارابورتياني البيضاء والشواطئ الرملية.
- مدينة دلفي: تقع على البر اليوناني، وتعد من المواقع الأثرية العالمية لليونسكو. كانت دلفي مقدسة لدى القدماء، وتحتوي على أنقاض لعدة معابد ومسرح وملعب قديم ومتحف دلفي الأثري.
- جزيرة سانتوريني: تُعرف أيضًا باسم ثيرا، وتشتهر بمبانيها المكعبة البيضاء وشواطئها ذات الرمال البركانية السوداء والموقع الأثري في أكروتيري وبلدتي فيرا وأويا.
- جزيرة كورفو: تقع قبالة الساحل الغربي للبر الرئيسي، وتتميز بتصميمها المعماري الإيطالي الأنيق وشوارعها الرومانسية المخصصة للمشاة وحصنين يعودان للقرن السادس عشر وشاطئ باليوكاستريتسا.
- أديرة ميتيورا: تقع على طول الآثار الصخرية في سهل ثيساليا، وتعد من المواقع الأثرية العالمية لليونسكو. هي عبارة عن مجمع من الأديرة التي يمكن زيارتها عن طريق الصعود على درجات حجرية منحوتة في الصخر.
أفضل وقت لزيارة اليونان
تتميز اليونان بطقسها الموسمي المعتدل وشمسها الدافئة في جميع أوقات السنة. ومع ذلك، يعتبر فصلي الربيع والصيف من أفضل الفصول لزيارة اليونان، وتحديدًا الفترة الممتدة من شهر أبريل إلى شهر أغسطس. لكل فصل من فصول السنة مميزاته:
- فصل الربيع: من أبريل إلى يونيو، تتراوح درجات الحرارة بين 11 و 19 درجة مئوية. يعتبر هذا الفصل الأنسب للسياحة بميزانية محدودة وللاستمتاع بالهدوء على الشواطئ.
- فصل الصيف: من يونيو إلى أغسطس، متوسط درجات الحرارة 21 درجة مئوية وقد تصل إلى 25 درجة مئوية. يكون الطقس مشمسًا وحارًا، وهو أكثر الفصول ازدحامًا بالسياح.
- فصل الخريف: من سبتمبر إلى أكتوبر، متوسط درجات الحرارة حوالي 19 درجة مئوية وقد تصل إلى 24 درجة مئوية. المياه تكون دافئة ومناسبة للسباحة، وتبدأ الأسعار بالانخفاض.
- فصل الشتاء: من نوفمبر إلى مارس، قد تصل درجات الحرارة في المناطق الداخلية إلى 0 درجة مئوية. تكون المياه باردة مع تساقط الثلوج في بعض المناطق، مما يجعلها مناسبة للتزلج على الجليد.
تطور السياحة في اليونان
تعتبر اليونان وجهة مثالية للسياحة البحرية والنهرية، حيث يقصدها السياح لقضاء العطلات على شواطئها. يزداد عدد السياح الذين يتوافدون عليها في كل عام، ووصل عددهم في عام 2017 إلى أكثر من 30 مليون سائح. من المتوقع أن يتطور قطاع السياحة اليونانية ويتضخم عشرة أضعاف خلال العشر سنوات المقبلة.
تأثير السياحة على الاقتصاد اليوناني
يعد قطاع السياحة في اليونان القطاع الأهم، وله الدور الأكبر في تطور ونمو الاقتصاد، وهو من أهم ركائز النمو الاقتصادي للبلاد. على الرغم من التقلبات في السنوات الأخيرة، إلا أن مساهمة السياحة في الاقتصاد المحلي كانت تزداد، ووصلت في عام 2018 إلى 20.6% من إجمالي الناتج المحلي.