تمهيد
لطالما شغلت فكرة وجود حياة خارج كوكبنا عقول العلماء والمفكرين على مر العصور. مع التقدم التكنولوجي والاكتشافات الفلكية المتلاحقة، ازدادت وتيرة البحث عن إجابات لهذا السؤال الوجودي. هل نحن وحدنا في هذا الكون الفسيح؟ وهل توجد كائنات أخرى تشاركنا الوجود في مكان ما؟
رحلة البحث عن حياة أخرى
على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها العلماء، لم يتم حتى الآن العثور على دليل قاطع يؤكد وجود حياة خارج كوكب الأرض. ومع ذلك، فإن هذا لا ينفي إمكانية وجودها، فالكون شاسع ولا يزال يحمل الكثير من الأسرار. يركز البحث حاليًا على استكشاف الكواكب الخارجية التي تقع في “المنطقة القابلة للحياة” حول نجومها، حيث تكون الظروف المناخية مناسبة لوجود الماء السائل، وهو عنصر أساسي للحياة كما نعرفها.
كواكب قد تحتضن الحياة
مثّل اكتشاف كوكب كيبلر b-22 نقلة نوعية في هذا المجال. يتميز هذا الكوكب بخصائص مشابهة للأرض، بما في ذلك وجود الماء، مما جعله هدفًا رئيسيًا للدراسات والأبحاث. يختلف كيبلر b-22 عن الأرض في طول مدة دورانه حول نجمه، حيث يستغرق 290 يومًا لإكمال دورة كاملة، بينما تحتاج الأرض إلى 365 يومًا. يقع هذا الكوكب على بعد 490 سنة ضوئية من الأرض، ويعادل نصف قطره 2.4 ضعف نصف قطر الأرض. هذه الخصائص دفعت العلماء إلى وضع فرضيات جديدة حول إمكانية وجود مخلوقات فضائية عليه.
يقول العلماء إن اكتشاف كوكب كيبلر b-22 يمثل أول مرة يتم فيها اكتشاف كوكب يحمل مواصفات كوكب صالح للحياة إلى حد ما، الأمر الذي يعزز بصورة كبيرة إمكانية الحياة على كوكب آخر، فهو يقع في منطقة أطلقوا عليها اسم “المنطقة القابلة للحياة” أو “المنطقة المعتدلة”، وهي حسب قول العلماء مجموعة من المناطق التي تكون فيها درجة الحرارة معتدلة وقابلة للحياة، مثل كوكب الأرض.[٢][٣]
جهود وكالة ناسا
تلعب وكالة ناسا دورًا رائدًا في البحث عن الحياة خارج الأرض. يركز علماء الأحياء الفلكية في الوكالة على تحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها من خلال التلسكوبات والمركبات الفضائية المختلفة. أرسلت ناسا 5 مركبات فضائية و4 مركبات هبوط إلى سطح كوكب المريخ، وجهّزوا المدارات ببعض الكاميرات الدقيقة جدًا لالتقاط صور لكامل سطح كوكب المريخ؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من استكشاف ما يزيد عن جزء صغير فقط من المريخ.[١] بالإضافة إلى ذلك، تدرس ناسا الأقمار الجليدية في النظام الشمسي الخارجي، مثل قمر كوكب زحل إنسيلادوس، وقمر كوكب المشتري أوروبا، والتي يُعتقد أنها قد تحتوي على محيطات جوفية صالحة للسكن.
خلاصة
يبقى البحث عن الحياة خارج الأرض مستمرًا، ولا يزال يحمل الكثير من التحديات والإثارة. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن، فإن الاكتشافات الحديثة والجهود العلمية المستمرة تبعث الأمل في إمكانية العثور على إجابات شافية لهذا السؤال المصيري في المستقبل القريب.