جدول المحتويات
تعريف الإنفاق الخيري في رمضان
الإنفاق الخيري لغةً هو العطاء، وفي الاصطلاح الشرعي هو: التبرع الذي يُقصد به وجه الله سبحانه وتعالى. أما الإنفاق الخيري في شهر رمضان، فهو يشير إلى التبرعات المالية والعينية التي يقدمها المسلمون خلال هذا الشهر المبارك، رجاءً في الحصول على الثواب الجزيل من الله عز وجل.
الأجر العظيم للصدقة في رمضان
وردت أحاديث نبوية شريفة عديدة تؤكد على فضل الإنفاق الخيري في رمضان، وأنه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث:
عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدَ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئاً).
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سُئل: (أَيُّ الصومِ أفضلُ بعد رمضانَ؟ فقال: شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ قال فأَيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: الصدقةُ في رمضانَ)، وقد حكم المحدّثون على هذا الحديث بالضعف.
السبب وراء استحباب الإنفاق الخيري في رمضان
يُفضَّل الإنفاق الخيري في رمضان على غيره من الأوقات لأسباب وحِكم عظيمة، منها:
- مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة والعبادات في هذا الشهر الفضيل.
- مساعدة المحتاجين والفقراء على توفير قوتهم واحتياجاتهم الضرورية في وجبتي الإفطار والسحور.
- التعبير عن الشكر والامتنان لله تعالى على نعمه وفضله.
صور الإنفاق الخيري في رمضان
للإنفاق الخيري في رمضان أشكال متعددة، وكل عطاء وبذل يقدمه المسلم بنية خالصة لوجه الله، يُعتبر صدقة ويُثاب عليه بإذن الله، ومن هذه الصور:
- الإنفاق على الأسرة:
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا أنْفَقَ الرَّجُلُ علَى أهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهو له صَدَقَةٌ). - الصدقة على الأقارب:
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وهي على ذي الرَّحمِ اثنتانِ: صدقةٌ وصِلةٌ). - الصدقة على الجار:
قال -تعالى-: (وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ). - الصدقة الجارية:
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
أساليب لإضفاء التميز على صدقتك في رمضان
يمكن للمتصدق في رمضان وفي غيره من الشهور أن يجعل صدقته أكثر تميزًا وأعظم أجرًا، وذلك بالحرص على الأسباب التي تزيد من ثوابها وتعظم فائدتها، ومن هذه الأساليب:
- الحرص على إخفاء الصدقة، لأن صدقة السر أفضل إلا إذا كان في إظهارها فائدة أكبر.
- البذل والعطاء في حال الصحة والقوة، وعدم اقتصار الصدقة على أوقات الضعف والمرض.
- تقديم الصدقة للأقارب المحتاجين، فهم أولى بالعطاء والإحسان.
- جعل الصدقة جارية، إن أمكن، ليدوم ثوابها وأثرها.
المراجع
- مجموعة من المؤلفين،كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 121. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6، حديث صحيح.
- الماوردي،كتاب الحاوي الكبير، صفحة 479. بتصرّف.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:807، حديث حسن صحيح.
- أبو عيسى الترمذي،كتاب سنن الترمذي، صفحة 162. بتصرّف.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:663، حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.
- الصنعاني،كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 563.
- ابن الملقن،كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 360-361. بتصرّف.
- طارق يحيى الكمالي،من فضائل الصدقة، صفحة 6-7. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:55، حديث صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سلمان بن عامر الضبى، الصفحة أو الرقم:3344، حديث أخرجه في صحيحه.
- سورة النساء، آية:36
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1631، حديث صحيح.
- “وقفات مع الصدقة”،دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
