استكشاف آفاق المعرفة: نظرة شاملة

استكشاف شامل للمعرفة: تعريفها، سماتها، أهميتها، ودورها المحوري في الإسلام. تعرف على كيف تساهم المعرفة في بناء المجتمعات وتقدمها.

مقدمة

تعتبر المعرفة من الدعائم الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات وتزدهر بها الحضارات. إنها المحرك الذي يدفع الدول النامية نحو التقدم، ويقضي على العوامل التي تعيق تطورها مثل الفقر والجهل والتخلف. فالمعرفة ضرورة لا غنى عنها في حياة الإنسان، تماماً كالطعام والشراب. وبفضلها، يتمكن الإنسان من مواكبة التطورات المتسارعة وبناء مستقبل مزدهر يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه. وتنقسم المعرفة إلى نوعين رئيسيين: المعرفة المتوارثة عبر الأجيال، والمعرفة الحديثة التي تساهم في تحقيق الأهداف ومواكبة التطورات المجتمعية.

مفهوم المعرفة

المعرفة هي إدراك الشيء على حقيقته، وهي نقيض الجهل. إنها مجموعة المعارف المكتسبة التي تميز الإنسان المتعلم عن الجاهل. وقد وصفها البعض بأنها أوضح من أن تحتاج إلى تعريف. يمكن تعريف المعرفة بأنها مجموعة متكاملة من النظريات والمعلومات الدقيقة التي تزخر بها المراجع العلمية، أو مجموعة المعلومات المتوارثة، أو مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح الظواهر والعلاقات بينها. إنها المنبع الذي تتفرع منه جميع أنواع العلوم وتطبيقاتها المختلفة.

سمات المعرفة

تتميز المعرفة بخصائص متعددة تجعلها ذات قيمة وأهمية كبيرة للبشرية جمعاء، ومن أبرز هذه الخصائص:

  • التجدد المستمر: المعرفة في حالة تجدد دائم، فهي قادرة على تصحيح أخطائها بنفسها، مما يجعلها أكثر دقة وموثوقية.
  • التنظيم المنهجي: تهتم المعرفة بترتيب الأفكار وتنظيمها بشكل منطقي، مما يضمن تكامل القضايا العلمية وترابطها.
  • البحث عن الأسباب: تسعى المعرفة إلى فهم الظواهر وتعليلها من خلال البحث عن العوامل المسببة لها، مما يعزز القدرة على التحكم في هذه الظواهر.
  • التراكمية: تتطور المعرفة بشكل تراكمي، حيث تعتمد النظريات الجديدة على النظريات القديمة، مما يسرع وتيرة التقدم الحضاري.
  • الشمولية واليقين: تتميز المعرفة بشموليتها، حيث يمكن تطبيقها على جميع حالات الظاهرة، مما يجعلها ذات مصداقية عالية.
  • الدقة والتجريد: تسعى المعرفة إلى تحقيق الدقة والتجريد من خلال استخدام الرياضيات، مما يزيد من قدرة الإنسان على فهم القوانين المتعلقة بالواقع والسيطرة عليه.
  • نشاط إنساني عالمي: المعرفة نشاط إنساني يخص البشرية جمعاء، حيث يتم نشر الحقائق والنظريات على مستوى العالم لتصبح ملكاً للجميع.
  • الأدوات الخاصة: تمتلك المعرفة أدوات وأجهزة خاصة بها تستخدم لجمع المعلومات وقياسها بدقة.
  • التأثير المتبادل مع المجتمع: تتأثر المجتمعات بالمعرفة وتتطور بها، وفي المقابل، تنمو المعرفة وتتطور بتأثير الظروف السائدة في المجتمعات.

أهمية المعرفة

إن طلب المعرفة والسعي إليها من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان أن يحرص عليها، فالشرف الذي يعود على صاحب المعرفة كبير، وتزداد أهميتها وفضلها عند الساعي إليها، فالإنسان المتعلم يتميز بمكانة رفيعة في المجتمع. كل إنسان يقدر قيمة المعرفة الحقيقية، ويسعى لأن يوصف بأنه ذو علم، ويرفض أن يوصف بالجاهل.

أهمية المعرفة في الإسلام

تتجلى أهمية المعرفة في الإسلام في عدة جوانب، منها:

  • تساهم المعرفة بشكل كبير في معرفة الهدى، حيث ينجو العباد بها من الضياع والشقاء في الدنيا والآخرة، وقد دل على ذلك قوله تعالى: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38]. فمن خلال المعرفة والتعلم يتعرف الفرد على الأسباب التي تؤدي إلى رضا الله تعالى ونيل الفضل والثواب في كلا الدارين، كما يعلم أيضاً كيف يسلم من سخط الله وغضبه.

  • العلوم هي أصل العبادات، ويتبيَّن ذلك في أن كل العبادات التي يؤديها العبد غير مقبولة إلا إذا كانت خالصةً لوجه الله تعالى وتابعة لسنة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومعرفة ذلك تستلزم قدراً كبيراً من المعرفة، ومن الجدير بالذكر أن معرفة أوامر الله ونواهيه لا تكتمل إلا بالمعرفة.

  • إن الله يحب عباده العلماء، وقد أثنى عليهم ورفع من مكانتهم.

  • إن المعرفة تعلم الإنسان كيفية دفع مكائد الشيطان ومكائد الأعداء، كما تدله أيضاً على الطريق الذي يمكنه من النجاة من فتن الدنيا.

المراجع

  1. أحمد الشايب (16-1-2014)،”بالعلم تنهض الأمم وتواجه العقبات”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
  2. أبمحمد يعقوب (2011)،التصور الإسلامي للعلم و أثره في إدارة المعرفة(الطبعة الأولى)، الجامعة الإسلامية في ماليزيا: مجلة الإسلام في آسيا، صفحة 3,4. بتصرّف.
  3. محمد العثيمين،كتاب العلم، الاسكندرية: دار البصيرة ، صفحة 2. بتصرّف.
  4. سلمان شحادة (2008)،مفاھیم طبیعة العلم وعملیاته المتضمنة في كتاب العلوم للصف التاسع ومدى اكتساب الطلبة لھا(الطبعة الأولى)، غزة: الجامعة الإسلامية، صفحة 16,17. بتصرّف.
  5. أحمد امحرزي العلوي،”أهمية العلم وآداب تحصيله”،www.habous.gov، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2018. بتصرّف.
  6. محمد بازمول،مكانة العلم و العلماء(الطبعة الأولى)، صفحة 4. بتصرّف.
  7. عبد العزيز المطيري (2015)،بيان فضل طلب العلم(الطبعة الأولى)، صفحة 9,10. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استكشاف مفهوم العلاقات العامة وأهميتها

المقال التالي

العلم والعمل: أساس التنمية والازدهار

مقالات مشابهة

استخدامات العناصر الانتقالية في الصناعة والحياة اليومية

اكتشف الاستخدامات المتنوعة للعناصر الانتقالية مثل البلاتينيوم، النيكل، الكوبالت، الحديد، الزئبق، الكادميوم، الكروم، التنغستن، الزنك، الإيريديوم، الأوزميوم، النحاس، الفضة، الذهب، البلاتين، الزركونيوم، الهافنيوم، التيتانيوم، النيوبيوم، التنتالوم، البلاديوم، والروديوم في الصناعات المختلفة.
إقرأ المزيد