مفهوم المهنة
يمكن تعريف الشغل بأنه جهد ذهني أو بدني يقوم به الفرد، مما يمنحه قيمة في الحياة ويساهم في إفادة نفسه والآخرين. فالشغل يتطلب تفكيراً عقلياً وحركة بدنية، مما يجعله متعة وظيفية سامية. لذلك، يجب على كل فرد أن يسعى للعمل والبناء والعطاء.
أهمية الإتقان في العمل
يتطلب الشغل بأنواعه المختلفة إخلاص النية واستشعار رقابة الله سبحانه وتعالى. فالمراقب الأول للإنسان هو الله سبحانه وتعالى، ثم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم باطلاعه عليه، ثم المؤمنون الصادقين، حيث يقول الله تبارك وتعالى:
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة التوبة، آية: 105].
مما يستوجب الحرص على الإخلاص في الشغل وإتقانه؛ وذلك لأن الإتقان مطلب شرعي يجعل الشغل متكاملاً وتاماً من مختلف النواحي، وذلك بهدف نيل رضا الله تعالى.
القيمة الجوهرية للعمل
يمثل الشغل نعمة من نعم الله على عباده، وذلك لما له من قيمة جوهرية، والتي تتجلى فيما يلي:
- المساهمة في استغلال الوقت بشكل إيجابي وملء الفراغ.
- تحويل الخطط والأماني إلى واقع ملموس.
- المساهمة في فهم الذات واكتشاف القدرات والمواهب الكامنة.
- العمل على تحسين ظروف الحياة وتسهيلها.
- تحقيق الاكتفاء المالي والرزق الحلال.
- رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة.
الشغل في الشريعة الإسلامية
يحتل الشغل مكانة مرموقة في الإسلام، فهو الأداة الأساسية لمكافحة الفقر والقضاء عليه، بالإضافة إلى الفوائد المادية. كما أن الشغل هو الوسيلة الفعالة لإعمار الأرض. وقد جعل الله تبارك وتعالى الشغل وسيلة لعفة النفس والاستغناء عن الحاجة إلى الآخرين. فالدين الإسلامي هو دين الشغل والاجتهاد، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليسعى في الأرض، حيث يقول جل في علاه:
((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ))[سورة البلد، آية: 4 ].
إن الشغل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هو عبادة ووسيلة للتقرب إلى الله تعالى، إذا أخلص الإنسان النية وأتقن عمله. فالإسلام يحث على الشغل الشريف والكسب الحلال، وينهى عن الكسل والاعتماد على الآخرين. كما أن الشغل يساهم في بناء المجتمع وتطويره، ويحقق التكافل الاجتماعي بين أفراده.
ويعتبر الشغل أيضاً وسيلة لتنمية القدرات والمهارات، واكتساب الخبرات والمعارف. فالإنسان من خلال عمله يتعلم ويتطور، ويصبح أكثر كفاءة وإنتاجية. كما أن الشغل يساهم في تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الذات، ويمنح الإنسان شعوراً بالاستقلالية والاعتماد على النفس.
ولذلك، يجب على كل فرد أن يسعى للعمل الجاد والمثمر، وأن يحرص على إتقان عمله وإخلاص النية فيه. فالشغل هو مفتاح النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.