المحتويات
القنوت: تعريفه وحكمه في صلاة الصبح
تباينت آراء العلماء الأفاضل في مسألة القنوت في صلاة الفجر. فيما يلي تفصيل آراء العلماء:
- القنوت في الفجر مستحب: يرى أتباع المذهب الشافعي والمالكي أن القنوت في صلاة الفجر أمر مستحب، ويستدلون على ذلك بما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:(ما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقنُتُ في الفجرِ حتى فارَق الدُّنيا).[2] كما كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يداوم على القنوت في صلاة الصبح بحضور الصحابة الكرام وغيرهم.[3]
- عدم استحباب القنوت في الفجر: بينما يذهب أتباع المذهب الحنفي والحنبلي إلى أن القنوت ليس من الأمور المستحبة في صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات المفروضة، إلا في حالة النوازل (المصائب والكوارث)، ويقتصر القنوت عندهم على صلاة الوتر فقط. ويستندون في ذلك إلى أن القنوت في الصبح يختص بالنوازل فقط، مستشهدين بما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-:(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو علَى أَحْيَاءٍ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ).[4]
كيفية القنوت وموضعه
اختلف الفقهاء في تحديد موضع وكيفية دعاء القنوت؛ هل يكون قبل الركوع أم بعد الرفع منه؟ والسبب في هذا الاختلاف هو ورود كلا الأمرين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. يمكن تلخيص آراء العلماء في النقاط التالية:
- القنوت بعد القيام من الركوع: يرى الشافعية والحنابلة أن القنوت يكون بعد الرفع من الركوع، أي بعد قول “سمع الله لمن حمده”، وهذا الرأي هو الأشهر والأكثر ورودًا في النصوص.
- القنوت قبل الركوع: يرى الحنفية والمالكية أن الأفضل والأولى أن يكون القنوت قبل الركوع، بعد الانتهاء من القراءة وقبل التكبير للركوع. ومع ذلك، يجيزون أن يكون القنوت بعد الركوع، لكنهم يعتبرون أن الأفضل هو تقديمه على الركوع.
أما عن كيفية دعاء القنوت، فإنه يُقال بصوت جهري، ويؤمّن عليه المصلون. كما يستحب رفع اليدين أثناء الدعاء. أما مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء، فلا يعتبر مستحبًا؛ لأنه لم يرد فيه أحاديث صحيحة تدل عليه.[6]
أدعية القنوت المستحبة
من الأدعية التي يُستحسن الدعاء بها في صلاة الفجر وغيرها ما يلي:[7][8]
- (اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت).[9]
- (اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ، ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ، ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ).[10]
القنوت في الصلاة عند وقوع المصائب
يعتبر القنوت عند وقوع النوازل سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا حلت بالمسلمين نازلة أو مصيبة، يقوم بالقنوت في الركعة الأخيرة من صلاة الفريضة؛ ليدعو الإمام للمستضعفين والمنكوبين بالفرج. ومن الأمثلة على ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-:(أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ؛ قَنَتَ: اللَّهُمَّ أنْجِ عَيَّاشَ بنَ أبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أنْجِ سَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ).[11][12]
المراجع
- مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 322-323.
- رواه الهيثمي، في مجمع الزوايد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:142، رجاله موثوقون.
- دعاء القنوت: معناه وحكمه، إسلام ويب، مركز الفتوى، 24-3-2000.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:677، صحيح.
- عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 330-332.
- القنوت في الوتر، الدرر السنية.
- صيغة دعاء القنوت وفي أي الصلوات، www.islamweb.net، 1999-9-25.
- صيغة دعاء القنوت في صلاة الفجر، www.ar.islamway.net، 2011-3-27.
- رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:429 ، صحيح.
- رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:164، إسناده صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6393، صحيح.
- كيفية الدعاء في قنوت النوازل، إسلام ويب، 6/11/2010.