مقدمة
لقد حفظ التاريخ العربي أسماء العديد من السلاطين والملوك والقادة الذين ساهموا بشكل كبير في تشكيل هذا التاريخ. أثرت قراراتهم وأساليب حكمهم بشكل مباشر على واقع الحياة المعاصرة. على الرغم من أن بعضهم قد حمل نفس الاسم أو اللقب، إلا أنهم عاشوا في عصور مختلفة وتميزوا بشخصيات فريدة وتأثير متباين على الحياة العربية. من بين هؤلاء، يبرز اسمان لامعان هما محمد السادس (العثماني) ومحمد السادس (العلوي).
محمد السادس العثماني
هو السلطان محمد السادس بن عبد المجيد الأول بن محمود الثاني عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث، الذي يمتد نسبه إلى السلطان عثمان بن أرطغرل، مؤسس الدولة العثمانية. لقب بـ “وحيد الدين”، أي موحد الإسلام والمسلمين.
المولد والنشأة
ولد السلطان محمد السادس العثماني في الرابع عشر من يناير عام 1861 في مدينة اسطنبول، خلال فترة حكم عمه السلطان عبد العزيز. تلقى تعليمه في القصر العالي، المقر الرسمي للحكم في الدولة العثمانية.
الوصول إلى السلطة
تم تعيين محمد السادس العثماني خليفة للمسلمين وسلطانًا على الدولة العثمانية في عام 1918، خلال الحرب العالمية الأولى. جاء هذا التعيين بعد وفاة أخيه السلطان محمد الخامس رشاد، وانتحار ولي العهد محمد بن عبد العزيز الأول. شهدت الدولة العثمانية خلال الأشهر الأولى من حكمه هزيمة كبيرة، مما أدى إلى فقدانها لمساحات واسعة من أراضيها وتراجع مكانتها كإمبراطورية عظمى.
المنفى والوفاة
أجبرت الظروف السلطان محمد السادس على إعلان إلغاء السلطنة العثمانية في عام 1922، ليصبح بذلك آخر سلاطين الدولة العثمانية. تم نفيه إلى سان ريمو في إيطاليا، حيث توفي بعد أربع سنوات في عام 1926. بناءً على طلبه، تم نقل جثمانه إلى دمشق ليدفن هناك.
محمد السادس العلوي
هو الملك محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله الخطيب بن إسماعيل بن مولاي علي الشريف العلوي، وهو الملك الثالث والعشرين من سلالة العلويين في المغرب.
المولد والنشأة
ولد الملك محمد السادس في شهر أغسطس من عام 1963. تلقى تعليمه في الكتاب القرآني في القصر الملكي، وحصل على شهادة عليا في الحقوق من جامعة محمد الخامس في الرباط، بالإضافة إلى شهادة الدكتوراة من جامعة صوفيا أنتيبوليس في فرنسا.
فترة الحكم
بويع الملك محمد بن حسن السادس في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1999، بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني. قام الملك بالعديد من الإنجازات خلال فترة حكمه. تولى العديد من المسؤوليات العسكرية، بما في ذلك القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وتنسيق مصالحها وأعمالها المختلفة. كما ترأس عددًا كبيرًا من المؤتمرات والمؤسسات، من بينها مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي أسسها في عام 1999 بعد تتويجه ملكًا. تم اختياره كواحد من أكثر الشخصيات المسلمة تأثيرًا في الوطن العربي والعالم.
