جدول المحتويات
- الـبـحّـار الـمـسـن فـي خـمّـارة أدمـريـال بـيـنـبـو
- شـكـوك الـقـائـد
- مـنـاقـشـات الـطـبـيـب والـقـائـد وتـريـلـونـي حـول الـمـتـمـرديـن
- تـجـهـيـز الـقـراصـنـة الـخـمـسـة لـلـمـدفـع
- إنـزال عـلـم الـقـراصـنـة ومـسـاعـدة هـانـدز
- تـحـفـيـز سـيـلـفـر لـلـبـحـث عـن الـكـنـز
- الـعـودة إلـى الـوطـن مـروراً بـالأراضـي الأمـريـكـيـة
تـعـتـبـر قـصـة جـزيـرة الـكـنـز مـن روائـع الأدب الـخـيـالـي، والـتـي كـتـبـهـا الـكـاتـب الأسـكـتـلـنـدي رو بـرت لـويـس سـتـيـفـنـسـون، ونـشـرت كـقـصـة كـامـلـة عـام 1883 مـ. تـتـألـف الـنـسـخ الـمـتـرجـمـة مـن الـقـصـة حـوالـي 80 صـفـحـة.
الـبـحّـار الـمـسـن فـي خـمّـارة أدمـريـال بـيـنـبـو
تـبـدأ الـحـكـايـة عـنـد مـا يـصـل بـحّـار مـتـقـادم إلـى خـمّـارة تـُعـرف بـاسـم أدمـريـال بـيـنـبـو، يـرتـدي مـلابـس عـتـيـقـة ومـتـسـخـة، ومـظـهـره يـثـيـر الـدهـشـة، خـاصـة أنـه يـجـر مـعـه أمـتـعـة عـلـى عـجـلـة يـسـحـبـهـا بـيـده. كـان طـويـلاً، لـه ضـفـيـرة، ويـحـمـل نـدبـة عـلـى وجـهـه، ويـمـتـلـك عـدداً كـبـيـراً مـن الـعـمـلات الـذهـبـيـة، ممـا يـثـيـر الـشـكـوك والارتـيـاب تـجـاهـه.
طـلـب غـرفـة فـي الـحـانـة تـطـل عـلـى الـخـلـيـج لـيـراقـب الـسـفـن، وكـان يـردد أغـنـيـة غـريـبـة يـقـول فـيـهـا:
“خمسة عشر رجلًا في صندوق كان لرجل ميت، يوو وو وو وزجاجة رم”
شـكـوك الـقـائـد
تـوفـي الـرجـل الـمـسـن بـعـد فـتـرة، ولـحـق بـه صـاحـب الـحـانـة، وأصـبـح صـنـدوقـه الـقـديـم بـحـوزة طـفـل صـاحـب الـحـانـة. جـاءت مـجـمـوعـة مـن الـقـراصـنـة يـبـحـثـون عـن صـنـدوق الـرجـل؛ لأهـمـيـة مـا فـيـه. عـنـدئـذ، فـتـح الـولـد الـصـنـدوق وعـثـر عـلـى مـلابـس وذهـب وخـرائـط تـبـدو كـأنـهـا تـقـود إلـى كـنـز مـا.
أخـذ الـطـفـل الـمـحـتـويـات إلـى طـبـيـب الـمـديـنـة وقـاضـيـهـا، وتـبـيـن أن الـكـنـز قـد يـكـون ذو قـيـمـة كـبـيـرة، فـجـهـز الـطـبـيـب وبـعـض الـنـبـلاء سـفـيـنـة للإبـحـار بـحـثـاً عـن الـكـنـز. اخـتـاروا طـاقـمـاً مـمـتـازاً، لـكـن الـقـائـد طـلـب تـدابـيـر إضـافـيـة لـضـمـان أمـن الـسـفـيـنـة، وبـدأ يـشـك فـي كـل مـن حـولـه؛ فـسـيـاسـتـه فـي الـحـيـاة تـقـوم عـلـى عـدم الـوثـوق بـالآخـريـن، وقـد تـجـاوب الـجـمـيـع مـع طـلـبـه.
مـنـاقـشـات الـطـبـيـب والـقـائـد وتـريـلـونـي حـول الـمـتـمـرديـن
عـنـدمـا بـدأت الـرحـلـة، ذهـب الـصـبـي لـيـتـفـقـد الـسـفـيـنـة ووصـل إلـى بـرمـيـل فـيـه تـفـاح، فـدخـلـه لـيـأخـذ مـا تـبـقـى مـن الـتـفـاح، فـاسـتـغـرق فـي الـنـوم بـسـبـب الـظـلام الـدامـس الـذي كـان يـعـم الـمـكـان. قـبـل أن يـغـفـو الـصـبـي، سـمـع سـيـلـفـر – وهـو أحـد أفـراد الـطـاقـم – يـتـحـدث بـأمـور تـثـيـر الارتـيـاب والـحـذر. قـام الـصـبـي بـإخـبـار الـطـبـيـب والـقـائـد وتـريـلـونـي بـهـذا الأمـر.
اجـتـمـعـوا وقـرروا تـصـنـيـف الأشـخـاص الـمـخـلـصـيـن مـن الـمـتـمـرديـن، وتـبـيـن أن الـطـاقـم الـمـخـلـص يـتـألـف مـن 7 أشـخـاص مـع الـصـبـي، مـقـابـل 19 قـرصـانـاً خـائـنـاً يـتـبـعـون سـيـلـفـر.
تـجـهـيـز الـقـراصـنـة الـخـمـسـة لـلـمـدفـع
عـنـدمـا وصـلـت الـسـفـيـنـة إلـى جـزيـرة الـكـنـز، قـرر الـقـائـد وتـريـلـونـي – وهـو مـالـك الـسـفـيـنـة – أن يـخـتـبـروا ولاء الـطـاقـم. طـلـبـوا مـنـهـم الـنـزول إلـى الـشـاطـئ مـع سـيـلـفـر، فـمـن تـجـمـع حـولـه فـهـو مـعـه، ومـن ابـتـعـد فـهـم الـمـخـلـصـون. تـبـيـن فـعـلاً أن مـعـظـم الـطـاقـم خـائـنـون ويـديـنـون بـالـولاء لـسـيـلـفـر.
قـرر الـطـاقـم الـمـخـلـص مـع الـقـائـد والـصـبـي نـقـل أمـتـعـتـهـم نـحـو الـجـزيـرة بـوسـاطـة الـقـوارب. هـذا الأمـر جـعـل الـقـراصـنـة يـشـكـون بـأنـهـم يـريـدون الـتـخـلـص مـنـهـم، فـصـعـدوا إلـى ظـهـر الـسـفـيـنـة وبـدأوا بـرمـيـهـم بـالـمـدافـع، ممـا أدى إلـى غـرق الـكـثـيـر مـن الـحـمـولـة الـتـي كـانـوا قـد حـمـلـوهـا إلـى الـجـزيـرة مـن الـمـؤن والـبـارود والأسـلـحـة مـن الـبـنـادق والـمـسـدسـات.
إنـزال عـلـم الـقـراصـنـة ومـسـاعـدة هـانـدز
عـنـدمـا وصـل الـطـاقـم الـمـخـلـص إلـى الـجـزيـرة، شـيـدوا لـهـم حـصـنـاً لـيـحـتـمـوا بـه مـن خـطـر الـمـتـمـرديـن. وفـجـأة، حـدث مـا كـانـوا يـحـذرون مـنـه، وهـو هـجـوم الـمـتـمـرديـن عـلـى الـحـصـن وقـتـالـهـم لـهـم بـعـنـف. أسـفـرت الـمـعـركـة عـن مـوت عـدد مـن الـقـراصـنـة مـقـابـل بـحّـار واحـد مـن جـمـاعـة الـقـائـد، وانـتـهـى الـقـتـال وعـاد مـا تـبـقـى مـن الـقـراصـنـة إلـى الـسـفـيـنـة يـجـرون أذيـال الـخـيـبـة.
هـنـا قـرر الـصـبـي أن يـخـوض مـغـامـرة وهـي الإبـحـار نـحـو الـسـفـيـنـة لـيـحـررها مـن الـقـراصـنـة. حـالـفـه الـحـظ بـأن الـقـراصـنـة قـد نـشـب بـيـنـهـم قـتـال أسـفـر عـن قـتـل مـعـظـمـهـم. عـنـدمـا وصـل، وجـد قـرصـانـاً اسـمـه هـانـدز قـد شـارف عـلـى الـهـلاك.
أحـضـر لـه مـاءً وطـعـامـاً وسـاعـده لـيـنـجـو، فـطـلـب مـسـاعـدة هـانـدز فـي إنـزال عـلـم الـقـراصـنـة ورفـع عـلـم بـلاد الـصـبـي بـدلاً مـنـه، وهـذا إشـعـار بـأن الـسـفـيـنـة لـم تـعـد مـلـكـاً لـلـقـراصـنـة.
تـحـفـيـز سـيـلـفـر لـلـبـحـث عـن الـكـنـز
حـاول هـانـدز بـعـد رفـع الـعـلـم أن يـغـدر بـالـصـبـي، ولـكـن الـصـبـي اسـتـطـاع الـنـيـل مـنـه فـقـتـلـه وسـقـط فـي قـاع الـبـحـر. ثـم أخـذ الـصـبـي الـسـفـيـنـة وخـبـأهـا فـي مـكـان مـا فـي الـخـلـيـج قـبـالـة الـجـزيـرة، وسـار إلـى الـحـصـن لـيـجـده خـالـيـاً. فـجـأة ظـهـر الـقـراصـنـة وزعـيـمـهـم سـيـلـفـر وألـقـوا الـقـبـض عـلـيـه.
رفـض الـصـبـي الـبـوح بـأسـراره، وفـهـم أنـهـم قـد عـقـدوا اتـفـاقـيـة مـع رفـاقـه وقـد حـصـلـوا عـلـى خـريـطـة الـكـنـز. بـعـدهـا الـتـقـى الـصـبـي بـالـطـبـيـب صـديـقـه وحـدثـه عـمـا فـعـلـه وأن الـسـفـيـنـة بـحـوزتـه، ورفـض الـصـبـي الـعـودة مـع الـطـبـيـب وبـقـي مـع سـيـلـفـر، وكـذلـك قـد بـدل سـيـلـفـر ولاءه وصـار عـمـيـلاً مـزدوجـاً يـعـمـل لـصـالـح الـطـرفـيـن.
سـار سـيـلـفـر ورفـاقـه الـقـراصـنـة فـي صـبـاح الـيـوم الـتـالـي إلـى مـوقـع الـكـنـز ووجـدوه خـالـيـاً، فـحـمـل الـقـراصـنـة سـيـلـفـر وزر مـا حـدث وحـاولـوا الـتـخـلـص مـنـه، ولـكـنـه كـان أذكـى مـنـهـم فـبـاغـتـهـم بـالـنـيـران وأسـقـط عـدداً مـنـهـم، وظـهـر رفـاق الـصـبـي الـطـبـيـب والـقـائـد ومـالـك الـسـفـيـنـة وقـتـلـوا مـن بـقـي مـنـهـم.
الـعـودة إلـى الـوطـن مـروراً بـالأراضـي الأمـريـكـيـة
كـان الـكـنـز بـحـوزة رفـاق الـصـبـي مـن الـطـاقـم الأصـلـي لـلـسـفـيـنـة. كـان رجـل مـا مـن أصـحـاب الـسـفـيـنـة الـقـديـمـة الـغـارقـة الـتـي تـحـتـوي عـلـى الـذهـب قـد وجـد الـكـنـز وخـبـأه، وقـد أعـطـاه لـطـاقـم الـسـفـيـنـة مـقـابـل الـوصـول إلـى الـوطـن.
بـعـد وصـول سـيـلـفـر إلـى الـطـاقـم الأصـلـي لـلـسـفـيـنـة، صـار يـسـاعـدهـم فـي حـمـل الـكـنـز إلـى الـسـفـيـنـة. عـنـدمـا أنـهـى الـرجـال شـحـن الـذهـب إلـى الـسـفـيـنـة، انـطـلـقـوا بـاتـجـاه الـوطـن. فـي طـريـق الـعـودة، مـروا بـأمـريـكـا، وكـانـت تـحـت حـكـم الإسـبـان، وهـنـاك رسـت الـسـفـن لـيـرتـاح الـطـاقـم. هـنـا انـتـهـز سـيـلـفـر الـفـرصـة وسـرق بـعـض الـذهـب وهـرب، وعـاد الـبـقـيـة إلـى الـديـار يـحـمـلـون الـذهـب وقـد صـرفـوا حـصـصـهـم مـنـه فـي طـرق شـتـى.
العبرة من قصة جزيرة الكنز هي أنّ المخلصين الذين لا تتغير مبادئهم سينتصرون، وأنّ كل مخادع سيأتي يوم ويقع في شر أعماله.
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
وفي الحديث: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” (صحيح البخاري).