مقدمة
تعتبر فترة الطفولة من الفترات الأساسية في حياة كل فرد، فهي تمثل البداية النقية الخالية من أعباء الحياة وضغوطها. إنها المرحلة التي تتسم بالبراءة والعفوية، حيث لا مكان للمشاعر السلبية كالغيرة والحقد. كم هو جميل أن نخصص لحظات للتأمل في تلك الأيام الخوالي، واسترجاع الذكريات التي تبعث فينا الدفء والحنين.
أهمية مرحلة الطفولة
تتميز مرحلة الطفولة بالراحة والاسترخاء، حيث لا توجد مسؤوليات كبيرة ولا هموم تثقل كاهل الإنسان. عندما نواجه أي صعوبة، نجد من يقف بجانبنا ويساندنا، سواء كان ذلك عن طريق لعبة مبهجة، أو هدية قيمة، أو قطعة حلوى لذيذة. هذه الأمور البسيطة تجعل الأمور أسهل وأكثر متعة. ما أجمل الحياة في تلك الفترة، وما أروع أن نجلس بجوار المدفأة في يوم ممطر، نتذكر كيف كنا نلهو تحت قطرات المطر، ونتركها تدخل أفواهنا ببساطة وعفوية، ثم نعود إلى المنزل وملابسنا ملطخة بالطين وماء المطر العذب. تستقبلنا الأم بحنانها المعهود، وتقوم بتغيير ملابسنا بلطف، وتطلب منا ألا نكرر هذه الأفعال خوفًا من المرض. تلك اللحظات كانت من أجمل أيام حياتنا، ولا يمكننا إنكار ذلك.
ذكريات الطفولة الجميلة
عندما نكبر، تتراكم علينا الهموم والمشاكل، وتصبح الرفيق الدائم لحياتنا. لا نزال حتى اليوم نتمنى من الله أن يعيدنا إلى تلك اللحظات الجميلة، ونتمنى ألا نكبر أبدًا. هذه المرحلة كان الأجدر بها ألا تنتهي أبدًا، ولكن هذه هي سنة الحياة، وهذا هو الطريق الوحيد لكي تسير الحياة في مسارها الصحيح.
كتاب “الرجوع إلى الطفولة” لليلى أبو زيد
سنتحدث اليوم عن كتاب “الرجوع إلى الطفولة” للكاتبة ليلى أبو زيد، وهو عمل أدبي قيم يستحق الاهتمام. يتناول الكتاب جوانب من حياة الكاتبة الشخصية، وكيف استطاعت أن تجد طريقها من خلال خطوات معينة اتخذتها للعودة إلى عالم الطفولة. فلولا هذا الرجوع، لما تمكنت من استغلال الوقت بشكل أفضل، واكتشاف الأمور التي تناسبها في طفولتها البريئة، والتي كانت بمثابة الطريق الممهد للحياة الكريمة التي تعيشها اليوم.
دروس مستفادة من الكتاب
يجسد كتاب “الرجوع إلى الطفولة” حالات التردد التي عاشتها الكاتبة في حياتها، وتأثير ذلك عليها. يجب على الإنسان أن يجد طريقه مهما كلف الأمر، وهذا ما حاولت الكاتبة تجسيده من خلال مسيرتها الفنية الطويلة. استطاعت الكاتبة أن تبرز وجهات نظر معينة، فطريقة عرضها للأفكار والأحداث في الكتاب تجعلك تدرك التركيبة الممزوجة بالحنين، عبر أسلوب يعكس الأصالة العربية الحسية، التي تنادي بالشوق والعبق المريح للماضي الطفولي.
الخلاصة
في الختام، تجسد هذه الكتب الحياة العامة التي نتمنى أن نعيشها، ونتمنى أن نجد الفرص المناسبة التي تمكننا من اقتناص لحظات من الطفولة، ونعيشها مع أطفالنا بعيدًا عن الجدية والمشاكل الاجتماعية والسياسية وغيرها.
