مقدمة
يواجه الإنسان في مسيرة حياته اليومية مجموعة واسعة من التحديات والمواقف الصعبة، سواء كانت ذات طبيعة شخصية أو جماعية. من هنا، يصبح البحث عن حلول فعالة أمرًا ضروريًا. عندما يصبح إيجاد حل أمرًا صعبًا، يتطلب الأمر تبني طرق مبتكرة وغير تقليدية لمواجهة هذه التحديات، حلولًا لم يسبق لأحد أن فكر بها أو استخدمها من قبل. القدرة على التفكير خارج الصندوق واستكشاف مسارات جديدة هي مفتاح التغلب على أصعب المشكلات.
مقومات الأساليب الإبداعية في التغلب على الصعاب
تتضمن عملية تجاوز التحديات بأساليب إبداعية مجموعة من العناصر الأساسية، التي تساهم في الوصول إلى حلول فعالة ومستدامة:
- التحليل العميق: التفكير مليًا في التحدي المطروح، وفحص كافة الجوانب والعناصر المرتبطة به، ثم صياغة الحلول بناءً على هذا التحليل الشامل.
- الاستفادة من التجارب السابقة: استخلاص الدروس والعبر من الحلول التي تم تطبيقها مسبقًا، وفهم أسباب الفشل لتجنب تكرار الأخطاء نفسها، والبحث عن بدائل أكثر فعالية.
- التواصل الفعال: إقامة حوار بناء مع الطرف المتضرر من التحدي، والاستماع إلى وجهة نظره بعناية واحترام.
- تعزيز الإيجابيات: استغلال وتنمية الجوانب الإيجابية لدى صاحب التحدي، ودعمها لتمكينه من التغلب على الصعاب.
- تقييم الحلول المتاحة: وضع قائمة بالحلول الممكنة، وتحليل مدى فعاليتها وقدرتها على تحقيق النتائج المرجوة، ثم اختيار الحل الأنسب والأكثر ملاءمة.
- الحوار المستمر: تبني مبدأ الحوار والتواصل المستمر، والاستماع إلى آراء صاحب التحدي حتى اللحظات الأخيرة، مع إتاحة المجال له للمشاركة في عملية الحل.
- الخريطة الذهنية: إنشاء خريطة ذهنية تربط بين عناصر التحدي والعناصر المكونة للحل، واستكشاف هذه الروابط ذهنيًا قبل تطبيقها على أرض الواقع.
- التوثيق المستمر: تسجيل الملاحظات بشكل دوري حول مراحل تطور الحل، وتقييم مدى الاستجابة والتفاعل معه.
مثال تطبيقي: حل مشكلة سلوكية لدى الطلاب
المظاهر:
تتمثل هذه المشكلة في مظاهر الفوضى داخل الصفوف الدراسية، وعدم الاهتمام بالعلم والتعليم، وعدم الرغبة في الدراسة، والتهرب من المدرسة كلما أتيحت الفرصة.
التحليل:
تتطلب معالجة هذه المشكلة النظر إليها من زاوية مختلفة، وذلك من خلال:
- توعية الطالب بأهمية دوره ورسالته في المجتمع، وتحميله مسؤولية هذا الدور.
- التركيز على غرس القيم والاتجاهات الإيجابية في نفوس الطلاب، وتعزيز طموحاتهم من خلال تقديم أمثلة واقعية وقصص ملهمة من الحياة والسيرة النبوية.
- الاستماع إلى الطلاب لمعرفة أسباب نفورهم من المدرسة والتعليم، ومناقشة ملاحظاتهم والرد عليها في جو ودي وحواري.
- إشراك الطلاب في وضع معايير وقواعد تنظم العملية التعليمية في المدرسة وخارجها، فكلما ساهم الطالب في صياغة هذه القواعد، كلما شعر بالانتماء والمسؤولية تجاه العملية التعليمية.
- إعداد ميثاق شرف يتضمن بنودًا واضحة، يشارك جميع الطلاب في صياغته، ويتم تعليقه في الفصول الدراسية بطريقة جذابة.
- تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة المنهجية الصفية، بالتنسيق مع المجتمع المحلي، وتوجيه هذه الأنشطة لتحقيق أهداف تعليمية وتربوية واضحة، حتى لو كانت خارج نطاق المنهج الدراسي أو الفصل الدراسي.
إن أساس الإبداع يكمن في التجديد والابتكار. نقطة الانطلاق الأساسية لحل أي مشكلة، مهما اختلفت مسمياتها وأوصافها، هي توفر التفكير الإبداعي بعناصره وأساليبه المتنوعة. فمتى توفر هذا التفكير، أينعت ثماره. قال تعالى:
“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (التوبة: 105).
و في الحديث الشريف:
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” (رواه البيهقي).
فيديو: مكونات التفكير الخلاق
لمعرفة المزيد حول مكونات التفكير الإبداعي، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي:
[رابط الفيديو سيتم وضعه هنا]