مقدمة
في سعينا الدائم لتحقيق الأهداف والعيش بسعادة، قد نصادف مفاهيم مختلفة تساعدنا في هذا المسار. أحد هذه المفاهيم هو ما يسمى بـ “قوة الجذب”. هذا المفهوم، الذي اكتسب شعبية واسعة، يقترح أننا قادرون على جذب الأحداث والظروف إلى حياتنا من خلال أفكارنا ومشاعرنا. هل هذا ممكن؟ وكيف يمكننا تطبيق هذه القوة المزعومة في حياتنا اليومية؟ هذه المقالة تستكشف هذا المفهوم وتقدم بعض التدريبات العملية التي قد تساعد في تفعيله.
فهم مبدأ الجذب
مبدأ الجذب، كما يُفهم عادةً، يقوم على فكرة أن الكون يستجيب لأفكارنا ومشاعرنا. بمعنى آخر، ما نركز عليه، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يميل إلى الظهور في حياتنا. هذا المفهوم ليس جديدًا تمامًا، فقد عبر عنه الفلاسفة والمتصوفة على مر العصور بطرق مختلفة. الفكرة الأساسية هي أن أفكارنا تخلق واقعنا. إذا آمنا بقوة بشيء ما، وركزنا عليه بإصرار، فإننا نزيد من احتمالية تحقيقه.
تقوم هذه النظرية على أساس أن الإنسان هو المسؤول الأول عن تشكيل واقعه، حيث بإمكانه جلب الأشياء التي يتمناها، بالإضافة إلى الأمور التي لا يريدها. فهو يجذب الأشخاص إلى حياته، كما يجذب الممتلكات إلى منزله، والأموال إلى رصيده، وذلك من خلال المشاعر والأفكار التي يحملها.
وينص مبدأ الجذب على أن الكون يمنح الشخص ما يركز عليه فكره؛ فالأفكار الإيجابية تؤدي إلى نتائج إيجابية، بينما الأفكار السلبية تؤدي بشكل دائم إلى نتائج سلبية. فإذا فكر الشخص بإيجابية فإنه يجذبها إليه، وإذا فكر بسلبية فإنها تنجذب نحوه بنفس الطريقة.
تدريبات عملية لتفعيل الجذب
لكي نتمكن من تطبيق مبدأ الجذب بشكل فعال، من المهم أن نتدرب على بعض الممارسات التي تساعدنا على توجيه أفكارنا ومشاعرنا نحو ما نرغب في تحقيقه. فيما يلي بعض التدريبات التي يمكن أن تكون مفيدة:
ممارسة التأمل
التأمل هو أداة قوية لتهدئة العقل وتصفية الذهن. من خلال تخصيص بضع دقائق كل يوم للتأمل، يمكننا تقليل التوتر والقلق، وزيادة الوعي الذاتي. عندما يكون عقلنا هادئًا، يصبح من الأسهل علينا التركيز على أهدافنا وتصورها بوضوح.
إن إيجاد مكان هادئ في العقل لمدة خمس دقائق فقط يساعد في التأثير بشكل إيجابي على صحة وسعادة الفرد، ويساعد التأمل على إزالة جميع الأفكار السلبية من العقل، وإتاحة المجال للنفس للانفتاح على عدد لا نهائي من الاحتمالات، والتفكير بالحلول للمشاكل التي تواجه الشخص، والتفكير بظروف الحياة التي تواجهه بطريقة إيجابية بعيدة عن السلبية والتدقيق في التفاصيل التي لا تشكل فرقاً كبيراً؛ هو الأمر الذي يعد أساسياً لممارسة قانون الجذب بنجاح، ويساعد القيام بالتأمل كل يوم على إعطاء العقل الهدوء الذي يحتاجه، والتركيز على الأمور الإيجابية بشكل أكبر.
تمرين الامتنان
الامتنان هو تقدير الأشياء الجيدة في حياتنا، مهما كانت صغيرة. عندما نركز على ما لدينا، بدلاً من التركيز على ما ينقصنا، فإننا نخلق شعورًا بالرضا والسعادة. هذا الشعور الإيجابي يجذب المزيد من الأشياء الجيدة إلى حياتنا.
من المهم أن يشعر الشخص بالامتنان لجميع ما يحيط به في الحياة، فعند الاستيقاظ صباحاً يجب الشعور بالامتنان لامتلاك يوم جديد يمكن فيه صنع إنجازات جديدة، كما يمكن الشعور بالامتنان والشكر أثناء الذهاب إلى العمل لامتلاك الوظيفة، وفي حال كان الشخص يكره هذه الوظيفة فيمكنه الشعور بالامتنان؛ لأنه يمتلك الفرصة لأن يصبح أقوى، ويتمتع بالصبر، وأن يصبح شخصاً أفضل لمواجهة تحديات الحياة.
تمرين التصور
التصور هو تخيل أننا قد حققنا بالفعل أهدافنا. من خلال تصور أنفسنا نعيش الحياة التي نرغب فيها، فإننا نرسل رسالة قوية إلى عقلنا الباطن، مما يساعدنا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
يمكن ممارسة هذا التمرين عن طريق تخيل أمور جديدة كل يوم، ومن مميزات هذا التمرين أنه يمكن القيام به في أي مكان وفي أي وقت؛ فيمكن مثلاً أثناء القيام بالأعمال المنزلية تخيل وجود من يساعد في تلك الأعمال، أو تخيل الحياة دون وجود روتين ممل.
أسلوب تفعيل الجذب
تفعيل مبدأ الجذب يتطلب مزيجًا من الوعي، والتفكير الإيجابي، والعمل المستمر. الخطوات التالية قد تكون مفيدة:
- تحديد الأهداف: حدد بوضوح ما الذي ترغب في تحقيقه. كن محددًا قدر الإمكان.
- الإيمان: آمن بأنك قادر على تحقيق أهدافك. تخلص من أي شكوك أو مخاوف.
- التصور: تخيل أنك قد حققت بالفعل أهدافك. عش المشاعر الإيجابية المرتبطة بهذا التحقيق.
- العمل: اتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهدافك. لا تنتظر أن تحدث الأشياء بمفردها.
- الاستقبال: كن منفتحًا على الفرص التي قد تظهر في طريقك. استقبلها بامتنان.
النظرية وراء تطبيق قوة الجذب بسيطة للغاية، ويمكن تطبيقها عن طريق اتباع الخطوات الآتية:
- السؤال؛ حيث يجب على الشخص سؤال نفسه لمعرفة ما يريده حقاً.
- الإيمان والتصديق؛ حيث يجب الإيمان الصادق بأن ما يفكر به سوف يؤول إليه في النهاية، وعليه طرد الشك بعيداً عنه.
- الاستلام؛ حيث يجب على الشخص أن يتحرك بنشاط نحو هدفه، وأن يتمسك بالفرصة القادمة إليه عند ظهورها دون تردد.
المراجع
- Phylameana lila Desy (9-1-2018),”Theory Behind the Universal Law Known as The Law of Attraction”، www.thoughtco.com, Retrieved 7-8-2018. Edited.
- Neil Farber M.D, Ph.D., CLC, CPT (18-9-2016),”The Truth About the Law of Attraction”، www.psychologytoday.com, Retrieved 7-8-2018. Edited.
- Michael Lee,”3 Law of Attraction Exercises To Manifest Your Dreams In No Time Flat”، www.selfgrowth.com, Retrieved 8-8-2018. Edited.