استخلاص العبر والدروس من غزوة أحد للأطفال

استخلاص العبر والدروس من غزوة أحد. نظرة على أحداث الغزوة وأسبابها ونتائجها. كذلك، نظرة على معركة حمراء الأسد وأهميتها.

العِبر والفوائد المستخلصة من غزوة أحد

تحمل غزوة أحد في طياتها دروسًا عظيمة وعبرًا جمة للمسلمين، منها:

  • إن مخالفة أوامر القائد أو المسؤول الأعلى، حتى لو بدت صغيرة، قد تؤدي إلى نتائج وخيمة. ففي غزوة أحد، كان عصيان الرماة لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقاء في أماكنهم سببًا رئيسيًا في تحول النصر إلى هزيمة. وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه الكريم:
    (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). [1][2]

  • تظهر معادن الناس الحقيقية في أوقات الشدة والضعف. فالمنافقون يظهرون في مثل هذه الأوقات لنشر الفتنة وزعزعة الصفوف. وقد فضح الله تعالى المنافقين في غزوة أحد، وكشف عن نواياهم الخبيثة، كما جاء في قوله تعالى:
    (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلُّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ). [3]

  • الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه، وهو اختبار وتمحيص للمؤمنين. فالمحن والشدائد تكشف عن قوة الإيمان وثباته، وتزيل الشوائب والذنوب. قال تعالى:
    (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ). [3]

  • المحن والشدائد تعمل على تنقية القلوب وتطهيرها من العلائق الدنيوية، وترفع من قدر المؤمنين ومنزلتهم عند الله. قال تعالى:
    (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ). [4][3]

  • أظهرت غزوة أحد مدى الخطر الذي يشكله النفاق على المجتمع الإسلامي، ويتضح ذلك في انسحاب عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش قبل المعركة. قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ). [5]

  • إن اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به في كل الأمور هو السبيل الوحيد لنهضة الأمة الإسلامية وعزتها. [2]

  • عند وقوع المصائب والشدائد، يجب على المسلمين أن يتحملوا المسؤولية وأن يراجعوا أفعالهم وأقوالهم، بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين وتجاهل أخطائهم. [3]

نبذة عن غزوة أحد

وقعت غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، بعد سنتين من غزوة بدر. وكان سببها رغبة قريش في الانتقام من المسلمين لما ألحقوه بهم من هزيمة في غزوة بدر. وقد علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتجهيزات قريش للحرب، فاستعد لمواجهتهم.

في بداية المعركة، كان النصر حليفًا للمسلمين، ولكن بسبب مخالفة الرماة لأوامر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونزولهم من جبل الرماة لجمع الغنائم، استغل المشركون الفرصة وقاموا بالهجوم على المسلمين من الخلف، مما أدى إلى تحول النصر إلى هزيمة. [6]

نظرة على معركة حمراء الأسد

تعتبر معركة حمراء الأسد امتدادًا لغزوة أحد. فبعد انتهاء غزوة أحد، أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين باللحاق بقريش. وعندما علم المشركون بوصول المسلمين إلى منطقة حمراء الأسد، خافوا وفروا هاربين، مما أظهر قوة المسلمين وعزيمتهم. [7]

المصادر

  1. سورة آل عمران، الآية: 165
  2. أبياسر الحمداني، كتاب موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 836. بتصرّف.
  3. أبتثياسر برهامي، كتاب دروس للشيخ ياسر برهامي، صفحة 2-7. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، الآية: 179
  5. سورة آل عمران، الآية: 166-167
  6. أبالزرقاني، كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 389-393. بتصرّف.
  7. الزرقاني، كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 465-467. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استخلاص العِبر والفوائد من سورة المزمل

المقال التالي

الأسس الدستورية والقانونية للدولة

مقالات مشابهة