فهرس المحتويات:
وجوب توقير النبي صلى الله عليه وسلم
لقد وجه الله عز وجل المؤمنين إلى ضرورة التحلي بآداب رفيعة المستوى عند التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتتضمن هذه الآداب ما يلي:
- التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم بأدب جم وتواضع كبير، مع خفض الصوت وعدم رفعه عليه.
- عدم مناداة النبي صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد كما يفعل الناس مع بعضهم البعض، بل يجب مخاطبته بما يليق بمكانته الرفيعة.
- الحفاظ على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العالية وهيبته العظيمة.
ضرورة التثبت من الأنباء والسعي في الصلح
يجب على المسلم أن يتحرى الدقة ويتأكد من صحة الأخبار التي تصل إليه. فلا ينبغي أن يصدر حكمًا أو يرتب نتائج على خبر ما لم يتثبت من صحته أولًا، فقد يكون الخبر محض كذب ويؤدي إلى إشعال نار الفتنة بين الناس وتدمير ممتلكاتهم وإزهاق أرواحهم، ثم يندم صاحب الحكم على ما فعل. وقد يكون ناقل الخبر شخصًا فاسقًا، وأخبار الفاسقين مردودة ولا يؤخذ بها. لذا، يجب على المسلم أن يتأكد من عدالة ناقل الخبر وتقواه.
إن الشخص الذي ينقل الأخبار مسؤول عما ينقله، فنشر الأخبار وتداولها قد يدفع الإنسان إلى الخوض في الباطل. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التحدث بكل ما يسمعه الإنسان، فقال:
“كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ.”
بعد أن بينت الآيات أهمية التحقق من الأخبار، وأن عدم التحقق قد يؤدي إلى إثارة الفتن بين الناس، جاءت لتؤكد على ضرورة السعي في الإصلاح بين المتخاصمين وفض النزاعات بين الأطراف المتنازعة، وذلك بإيجاد حلول لأسباب الخلاف. فإذا أصر أحد الأطراف على الخصومة، فيجب محاربة الطرف الذي يريد ما ليس له فيه حق. وقد أمر الله تعالى بالعدل بين الطرفين، فهم إخوة في الدين.
التحذير من الخصال غير الحميدة
حذرت سورة الحجرات من مجموعة من الأخلاق الذميمة التي يجب على المسلم تجنبها والابتعاد عنها، ومن هذه الأخلاق:
- السخرية: وهي الاستهزاء بالآخرين وعدم احترامهم وتحقيرهم، وهذا سلوك غير مقبول بين المسلمين ولا يليق بأخلاق المسلم، حتى لو كان الأمر على سبيل المزاح.
- التلامز: وهو أن يعيب المسلم أخاه ويطعن فيه بالكلام الجارح، وقد نهى الله تعالى عن ذلك.
- التنابز بالألقاب: وهو أن ينادي الناس بعضهم بألقاب يكرهون سماعها، وقد نهى الله تعالى المسلمين عن مناداة بعضهم البعض بما يكرهون.
- سوء الظن: لا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بالآخرين؛ لأن ذلك يزرع العداوة بين المسلمين. وسوء الظن هو اتهام الآخرين بما ليس فيهم وتخوين الناس، سواء كانوا أقرباء أم غرباء.
- التجسس: وهو محاولة كشف ما أخفاه الناس عن غيرهم من أمور خاصة بهم، ولا يجوز التجسس على الناس وكشف أسرارهم وعوراتهم.
- الغيبة: وهي أن يتحدث المسلم عن غيره في غيابه بما يكره، ولا يجوز للمسلم أن يغتاب أخاه المسلم. ومن شدة حرمة هذا الفعل، شبه الله تعالى المسلم الذي يغتاب أخاه بمن يأكل لحم أخيه ميتًا.
المصادر
- عبد الكريم القشيري، لطائف الإشارات، صفحة 438. بتصرّف.
- أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 217. بتصرّف.
- محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 6. بتصرّف.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5، أورده مسلم في مقدمة الصحيح.
- فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 104-105. بتصرّف.
- أبو جعفر الطبري، جامع البيان، صفحة 297-307. بتصرّف.