استخراج النفط: رحلة من العمق إلى السطح

جدول المحتويات

النفط: الكنز الأسود

يُعرف النفط، أو “الذهب الأسود” كما يُطلق عليه، بأنه سائل كثيف قابل للاشتعال، يتميز بلونه الأسود الداكن المائل إلى الخضرة. يتشكل هذا السائل الثمين من تحلل بقايا الكائنات الحية الدقيقة في أعماق القشرة الأرضية. يُعتبر النفط من أهم مصادر الطاقة، وله استخدامات واسعة النطاق في الصناعة، والنقل، وإنتاج الكهرباء، وغيرها من المجالات الحيوية.

عمليات حفر آبار النفط

تتطلب عملية استخراج النفط تقنيات متقدمة، تبدأ بحفر آبار عميقة للوصول إلى الخزانات النفطية. تعتمد هذه العملية على استخدام تقنيات الحفر الدوراني المتطورة.

منصة الحفر: قلب العملية

تُعد منصة الحفر الركيزة الأساسية لعملية الحفر. تتألف من أجزاء رئيسية، منها برج الحفر المعدني الضخم، الذي يُستخدم لرفع وتثبيت أعمدة الحفر، وأعمدة الحفر نفسها المصنوعة من مواد فولاذية متينة ومجوفة لمرور سائل الحفر، بالإضافة إلى رأس الحفر (المثقاب) ذي الحواف الحادة لتفتيت الصخور.

يُضخ سائل الحفر (الطين) عبر أعمدة الحفر إلى رأس الحفر، ثم يعود إلى السطح حاملاً معه بقايا الصخور، في عملية مستمرة تُعرف بدورة سائل الحفر. يُعدّ هذا السائل أمراً بالغ الأهمية في عملية الحفر، فهو يبرد رأس الحفر، ويُزيل بقايا الصخور، ويُحافظ على استقرار جدار البئر.

تثبيت جدار البئر

بعد الوصول إلى عمق محدد، يتم تثبيت جدار البئر بواسطة أنابيب فولاذية تُسمى أنابيب البطانة. يُضخ الإسمنت بين أنابيب البطانة وجدار البئر لتثبيتها بشكلٍ آمن، ومنع انهيار البئر، والحفاظ على سلامة سائل الحفر، ومنع تسرب المياه الجوفية.

إعداد البئر للإنتاج

عند الوصول إلى الطبقات الحاملة للنفط، يتم استخدام المتفجرات لإحداث ثقوب في أنابيب الحفر، وتوسيع الشقوق في الصخور لتسهيل تدفق النفط. وفي حال عدم كفاية تدفق النفط، قد يُستخدم حمض الهيدروكلوريك لزيادة نفاذية الصخور، أو قد يتم تصديع الطبقة الصخرية باستخدام ضغط عالٍ. قد يتم إجراء عملية التثقيب على عدة مستويات لزيادة إنتاجية البئر.

رأس البئر: شجرة عيد الميلاد

بعد الانتهاء من عملية الحفر، يتم تركيب رأس البئر، المعروف بشجرة عيد الميلاد، وهو عبارة عن مجموعة من الصمامات والوصلات، التي تتحكم في تدفق النفط والغاز. يُزال سائل الحفر من البئر، ويُستبدل بضغط أقل من ضغط النفط والغاز، مما يُمكن النفط والغاز من التدفق إلى السطح.