مقدمة
الدعاء هو جوهر العبادة، والسجود هو أقرب ما يكون العبد إلى ربه. فما بالنا إذا اجتمع هذان الأمران؟ في هذا المقال، سنستكشف فضل الدعاء في السجود وأهميته، مع بيان معناه ومنافعه.
بيان حكم الدعاء في السجود
ثبت أن الدعاء جائز للمسلم أثناء السجود، بل يعتبر السجود من بين الأوقات التي يُفضل فيها الدعاء لأنه مظنة الإجابة. لذا، وردت نصوص تحث المصلي على الدعاء في هذه الحالة. وقد اختلف أهل العلم فيما يجوز للمسلم أن يدعو به في سجوده، لكن الراجح جواز الدعاء بكل ما فيه خير الدنيا والآخرة، مع التأكيد على أن الدعاء بالأدعية المأثورة أفضل وأعظم أجراً.
وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ”.
معنى السجود في الإسلام
السجود هو أعلى درجات الخضوع والتذلل لله تعالى، ويتجسد في وضع المصلي جبهته على الأرض، وهي أشرف أعضائه، استجابة لأمر الله وامتثالاً له. السجود عبادة عظيمة لا يجوز صرفها إلا لله وحده. وقد ذكر الله في كتابه العزيز أمثلة لمن زين لهم الشيطان أعمالهم فسجدوا لغير الله، ومنهم من استكبر عن السجود لله، وتوعدهم بالعذاب الشديد.
يقول الله تعالى في سورة فصلت: “وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”.
ويؤكد الله تعالى أن السجود لا يقوم به إلا المؤمنون الذين ينالون فضله العظيم من رضا الله والفوز بالجنة.
أهمية السجود وفضائله
الإكثار من السجود يجلب للمسلم العديد من الفضائل والخيرات، منها:
- النجاة من النار بفضل الله ورحمته.
- الفوز بالجنة بإذن الله تعالى.
- زيادة الحسنات ومحو السيئات.
- نيل الرحمة من الله سبحانه وتعالى.
- استجابة الدعاء.
- التقرب إلى الله تعالى، فالسجود هو أقرب حال يكون فيها العبد من ربه.
منافع الدعاء وثماره
المداومة على الدعاء تثمر العديد من الفضائل، منها:
- طاعة الله وتنفيذ أوامره.
- عبادة الله، فالدعاء من أفضل وأكرم العبادات.
- دفع البلاء والشرور.
- الوقاية من غضب الله ونقمته.
- نيل معية الله وتوفيقه.
قال تعالى في سورة غافر: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.
خلاصة القول
الدعاء في السجود سنة نبوية وعبادة مستحبة تقرب العبد إلى ربه. فلنحرص على الإكثار من الدعاء في سجودنا، متذللين خاشعين، راجين رحمة الله وفضله.