جدول المحتويات:
توضيح حكم زكاة الفطر
تعتبر زكاة الفطر فريضة على كل مسلم، وهذا ما أكده الحديث النبوي الشريف عن ابن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال:
“فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ.”[1][2]
يتضح من الحديث أنها واجبة على كل فرد مسلم بصرف النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة الاجتماعية. وقد شُرعت في نفس السنة التي فُرض فيها صيام شهر رمضان، وهي السنة الثانية للهجرة.[3] ويبدأ وقت وجوبها من غروب شمس آخر يوم في رمضان وحتى ما قبل صلاة العيد.[4]
الأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، ولا يجوز تأخيرها لما بعد صلاة العيد إلا في حالات الضرورة. وإذا تم تأخيرها لعذر، يجب قضاؤها، لأنها حينئذ تُحتسب كصدقة وليست زكاة. وقد ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“أمَرَ بزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ.”[5][4]
الرأي الشرعي في تقديم زكاة الفطر
بالنسبة لمسألة تقديم زكاة الفطر عن وقتها المحدد، يجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين. وقد ورد عن نافع قوله:
“كانَ ابنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما- يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”[6]
ومن الأهمية بمكان التنبيه إلى أن العلماء أجمعوا على أن زكاة الفطر لا تسقط بانقضاء وقتها، ويجب أداؤها، لأنها حق للعباد. بالإضافة إلى ذلك، يجب على من أخرها عن وقتها أن يستغفر الله ويتوب إليه.[7]
الغرض من تشريع زكاة الفطر
لزكاة الفطر مقاصد عظيمة، نذكر منها ما يلي:[3]
- تطهير الصائم مما قد يعلق بصيامه من نقص أو لغو، وهذا ما بينه ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال:
- شكر الله -تعالى- على إتمام صيام شهر رمضان المبارك.
- نشر الفرح والسرور بين أفراد المجتمع، سواء كانوا أغنياء أو فقراء.
- مواساة المحتاجين في يوم العيد السعيد.
- مشاركة الفقراء فرحة العيد وإدخال السرور عليهم.
- إغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال في يوم العيد.[2]
“فرض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ، وطعمةً للمساكينِ، من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ.”[8]
كم مقدار زكاة الفطر؟
عن ابن عمر -رَضِي اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ:
“فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ.”[1]
وعن أبي سعيد الخدري -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
“كُنَّا نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، وقالَ أبو سَعِيدٍ: وكانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ والزَّبِيبُ والأقِطُ والتَّمْرُ”,[9]
والصاع الواحد يعادل تقريباً (2500) جرام.[10]
المصادر والمراجع
- [1] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1503، صحيح.
- [2] كمال السيد،كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 79. بتصرّف.
- [3] محمد التويجري،كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 88. بتصرّف.
- [4] محمد التويجري،كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 91. بتصرّف.
- [5] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1509، صحيح.
- [6] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1511، صحيح.
- [7] كمال سالم،كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 84. بتصرّف.
- [8] رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1609، حسن.
- [9] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1510، صحيح.
- [10] عبد الله القصير،كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 73.