احتفالات الأعياد في مصر: بهجة وتراث

احتفالات الأعياد في مصر: تقاليد، مظاهر الفرح، وأكلات شهية. تعرف على كيفية استقبال المصريين لعيدي الفطر والأضحى بتقاليد عريقة وأجواء بهيجة.

لمحة عن الأعياد في الإسلام

الأعياد من أجمل المناسبات التي تحتفل بها الأمتان العربية والإسلامية، فهي أيام فرحة وسرور ينتظرها الجميع بشوق طوال العام. وقد أنعم الله تعالى على المسلمين بعيدين مباركين هما: عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك، ولكل منهما طابعه الخاص ومظاهر الاحتفال المميزة.

يُعرف عيد الفطر بهذا الاسم لأنه يأتي بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام، حيث يُباح للمسلمين تناول الطعام والشراب خلال النهار بعد انقطاع دام شهرًا كاملاً. ويبدأ عيد الفطر في أول أيام شهر شوال، وهو بمثابة جائزة من الله عز وجل لعباده الصائمين. ولكن قبل حلول العيد، يجب على كل مسلم أن يؤدي زكاة الفطر، وهي فريضة فرضها الله على المسلمين قبل غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان.

أما عيد الأضحى، فيبدأ في العاشر من ذي الحجة، ويُسمى بهذا الاسم لأن المسلمين يقومون بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى، وتذكرًا بسيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله بذبح ابنه في رؤيا رآها في منامه. هذه القصة تجسد قمة التسليم لأمر الله والاستعداد للتضحية بكل ما هو غالٍ في سبيله.

كيف يحتفل المصريون بالعيد؟

في مصر، يتوجه جموع المصلين إلى المساجد والساحات العامة بعد شروق الشمس مباشرة لأداء صلاة العيد، وهم يرتدون أجمل الثياب وأبهى الحلل. يحرص الجميع على الظهور في مظهر لائق ومبهج، تعبيرًا عن الفرحة بقدوم العيد. ومن أشهر الأكلات التي يتم تناولها خلال أيام العيد الكعك والفطير والسمك المملح والمكسرات. كما يفضل البعض تناول أطباق اللحم والبصل والطحينة. خلال أيام العيد، تغلق معظم المحلات التجارية أبوابها، ويكون الأطفال هم الأكثر سعادة وفرحًا بهذه المناسبة.

إن العيد في مصر يعني ارتداء الملابس الجديدة، والاستمتاع بركوب الأرجوحات، وتناول الكعك اللذيذ، وزيارة الأماكن الترفيهية المختلفة مثل الحدائق ودور السينما والملاهي. كما يحرص الناس على الالتقاء بالأصدقاء والأقارب وتبادل التهاني والتبريكات. وتعمل الملاهي والحدائق على توفير مختلف وسائل الترفيه والتسلية، وعلى رأسها الأرجوحات التي تنتشر في الميادين والمناطق الشعبية، بالإضافة إلى الألعاب الأخرى المتوفرة في الملاهي والحدائق.

تقاليد العيد الأصيلة

تعتبر العيدية إحدى السمات البارزة للاحتفال بالعيد في مصر. وهي عادة جميلة تعبر عن المحبة والود والتكافل الاجتماعي والشعور بالآخرين وإسعادهم. ينتظر الأطفال العيدية بفارغ الصبر من الأهل والأقارب منذ أول أيام العيد، لكي يتباهوا ويتفاخروا بما حصلوا عليه من نقود. كما تشهد الشوارع والمحلات التجارية ازدحامًا كبيرًا وإقبالًا متزايدًا على شراء الملابس والأحذية الجديدة بمناسبة العيد، مما يؤدي إلى انتعاش الأسواق. يجب أن يحرص الجميع على إدخال البهجة والفرحة على أفراد الأسرة خلال العيد، فهذا أمر مستحب في الدين الإسلامي. فسواء تم صنع الكعك في المنزل أو شراؤه جاهزًا، فإنه يدخل السعادة والسرور على الأسرة، ويمكن تقديمه كهدية للأقارب والأصدقاء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”. هذا الحديث الشريف يحثنا على إطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب المسلمين، خاصة في أيام العيد.

جذور كعك العيد الضاربة في القدم

يعتقد الكثيرون أن عادة صنع كعك العيد بدأت في مصر مع بداية العصر الفاطمي، ولكن الحقائق التاريخية تشير إلى أنها بدأت قبل ذلك بكثير. فقد عرف المصريون القدماء الكعك منذ أيام الفراعنة، حيث كانوا يقدمونه على هيئة قرص الشمس، ويصنعونه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل. وكانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين لهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو. وقد تم العثور على أقراص الكحك محتفظة بهيئتها، ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الأعياد في ماليزيا: مظاهر الاحتفال وتقاليد متنوعة

المقال التالي

استكشاف مفهوم العين الثالثة: حقيقة أم وهم؟

مقالات مشابهة