المحتويات | |
---|---|
نشأة ابن رشد | |
تعليمه وتحصيله العلمي | |
ابن رشد والخدمة العامة | |
أفكاره وفلسفته | |
مؤلفاته الثرية | |
رحيله وإرثه |
نشأة ابن رشد في الأندلس
ولد أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد (الحفيد) في قرطبة في 14 نيسان 1126م، لأسرة عريقة اشتهرت ببراعتها في الفقه والفتوى. فقد كان جده، ابن رشد الجد، إمامًا لجامع قرطبة، وقاضيًا، ومستشارًا لأمراء الدولة المرابطية. أما والده، أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد، فكان فقيهاً وقاضيًا بارزًا، له شروح على كتب فقهية وتفسير للقرآن الكريم.
مسيرته التعليمية
تلقى ابن رشد تعليمه على أيدي كبار علماء عصره. حفظ كتاب “الموطأ” للإمام مالك على يد والده، وتعلم الفقه على يد الفقيه الحافظ أبي محمد بن رزق، كما درس على العديد من الفقهاء، منهم أبو جعفر بن عبد العزيز الذي أجازه بالإفتاء. وفي الفلسفة، تأثر ابن رشد بابن لجة، وكان تربطه علاقة صداقة قوية مع ابن طفيل.
ابن رشد في سلك القضاء والطب
تولى ابن رشد مناصب قضائية هامة في إشبيلية ثم قرطبة سنة 1169م. وعندما ترك ابن طفيل منصبه في الطب، رشح ابن رشد لخلافته. بعدها، استدعاه الخليفة الموحدي أبو يعقوب إلى مراكش، وعينه طبيباً خاصاً له وقاضيًا في قرطبة، وكلفه بمهام رسمية عديدة، مما جعله ينتقل بين مختلف مناطق المغرب.
فلسفة ابن رشد: التوفيق بين الدين والعقل
كان ابن رشد من أبرز من سعوا للتوفيق بين الفلسفة والدين، مؤمناً بسرمدية الكون. وقد قسم الروح إلى قسمين: شخصي وإلهي، معتبرًا أن تساوي الناس نابع من فناء الروح الشخصية. رأى ابن رشد وجود نوعين من معرفة الحقيقة: أحدهما ديني قائم على العقيدة، والآخر فلسفي قائم على العقل. تأثر ابن رشد أخلاقياً بأفلاطون وأرسطو، متفقاً مع أفلاطون في الفضائل الأربع الأساسية: العدالة، الحكمة، الشجاعة، والعفة.
نتاج علمي غزير
ترك ابن رشد إرثًا علميًا ضخماً شمل الفلسفة، والطب، والفقه، والأدب اللغوي. وقد اشتهر بشروحه على مؤلفات أرسطو. يُقدر عدد مؤلفاته بما يقارب 108 مؤلفات، منها 58 مؤلفاً باللغة العربية. ومن أشهر كتبه: “تهافت التهافت”، و”شرح أرجوزة ابن سينا”، و”جوامع سياسة أفلاطون”، و”بداية المجتهد ونهاية المقتصد”، و”الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة”.
وفاة ابن رشد وإرثه الخالد
توفي ابن رشد في مراكش سنة 1198م، ودفن فيها، ثم نقل جثمانه بعد ثلاثة أشهر إلى قرطبة. يبقى ابن رشد رمزاً بارزاً في تاريخ الفكر العربي الإسلامي، إرثه الفكري يُدرس ويُحلل حتى يومنا هذا، مُساهماً بشكل كبير في إثراء الحضارة الإنسانية.