فهرس المحتويات
مساهمات علي بن أبي طالب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
يُعدّ علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين. [1] وقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على أهله في المدينة في غزوة تبوك. أدت هذه المهمة إلى إشاعات مغرضة من المنافقين، إلا أن علياً التحق بالجيش، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي).[2][3]
كما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى همدان باليمن لدعوتهم للإسلام، فأسلموا جميعاً في يوم واحد. [4] وشارك علي بن أبي طالب في غسل النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه. [5][6] وكُلّف بكتابة الوحي القرآني وكتاب صلح الحديبية. [7][8][9] وقد امتنع عن محو لفظ “رسول الله” من وثيقة الصلح إجلالاً لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم. [10]
دور علي بن أبي طالب خلال خلافة أبي بكر الصديق
بايع علي بن أبي طالب أبا بكر الصديق، وكان ناصحاً له. عندما قرر أبو بكر الصديق قيادة الجيوش لمحاربة المرتدين، نصحه علي قائلاً: (إلى أين يا خليفة رسول الله؟! أقول لك ما قاله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم أحد، لُمّ سيفك، ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فوالله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظامٌ أبداً). [11] فأقنع أبو بكر بالرجوع. كما عينه أبو بكر لحراسة المدينة مع عدد من الصحابة. [12] وعمل علي بن أبي طالب ككاتب ومستشار لأبي بكر في أمور هامة، منها غزو الروم وبعض المسائل الفقهية. [13]
أعمال علي بن أبي طالب في عهد عمر بن الخطاب
استمر عمر بن الخطاب في نهج أبي بكر، مستعيناً بمجلس الشورى الذي كان علي بن أبي طالب عضواً بارزاً فيه. [14] اشتهر علي بحكمه العادل، حتى قال عمر بن الخطاب: “أقضانا عليّ”. [15] وكان عمر يستشير علياً في القضايا المهمة، وساهم علي في التنظيمات الإدارية والمالية للدولة، وشارك في تحديد راتب الخليفة، وبدأ التاريخ الإسلامي بناءً على اقتراحه من يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. [16]
علي بن أبي طالب في عهد عثمان بن عفان
بايع علي بن أبي طالب عثمان بن عفان بعد اختياره بالشورى، وكان من أوائل من بايعه. [17] كان عليّ مستشاراً موثوقاً لعثمان، وساهم في قضايا مهمة، منها جمع القرآن الكريم على قراءة واحدة. كما لعب دوراً هاماً في إخماد الفتنة التي نشبت في عهد عثمان. [17]
إنجازات علي بن أبي طالب خلال خلافته
أولى علي بن أبي طالب عناية كبيرة بالمسلمين وغيرهم، فكان يعين من يقيم الحج ويوصيهم بتعليم الناس وتذكيرهم بأيام الله. [18] اهتم بعمارة المساجد والحصون، وأمر بإصلاح الأنهار وتوفير الخدمات الأساسية للسكان، حتى من أهل الذمة. [18][19] كما اهتم بالطرقات والمرافق العامة. [19]
كان علي بن أبي طالب حريصاً على قضاء حوائج المسلمين، حتى أنه تصدق بأرض خصصها له عمر بن الخطاب، حفر فيها بئراً للفقراء. [20] كان يعتقد أن بيت مال المسلمين حق للفقراء، وقال: “إنَّ الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقيرٌ إلَّا بتخمة غني”.[20] كما ربى أبناءه على العدل والقيم السامية. [20]
تميز علي بن أبي طالب بزهده في الدنيا وورعه، وكان يُفضّل معيشة الفقراء على الأغنياء، وقال: “أشدّ الأعمال ثلاثة: إعطاء الحقّ من نفسك، وذكر الله -عزّ وجلّ- على كلّ حالٍ، ومواساة الأخ في المال”. [21] حرص على أن يعود خراج الأرض لأهلها، ويُولِي عمارة الأرض أهمية كبيرة. [21] كان كريماً في الإنفاق من بيت مال المسلمين، متبعاً منهج أبي بكر في الإنفاق العادل. [22] وأولى أهمية كبيرة للخراج، حافظاً عليه من البيع غير المبرر. [23]
حرص علي بن أبي طالب على الأمن، فنظّم الشرطة وحراسة بيت المال والسجون، وأنشأ سجناً متيناً في الكوفة. [24] كما حافظ على تطبيق العقود والمعاهدات السابقة. [24]
خصص علي يوماً للنظر في مظالم الناس، وأسهم في وضع قواعد النحو العربي لحماية اللغة من الاختلاط اللغوي بعد دخول الأعاجم في الإسلام. [25]