إدريس عليه السلام: قصة النبي الأول الذي خط بالقلم
تعتبر قصة النبي إدريس عليه السلام من أهم القصص في التاريخ الإسلامي، حيث يُعدّ من أوائل الأنبياء الذين اصطفاهم الله عز وجل بالنبوة. ويشتهر إدريس عليه السلام بلقب “أول من خط بالقلم”، كما ورد ذكره صراحةً في القرآن الكريم. فما هي قصة هذا النبي العظيم؟ وما هي رسالته التي أوكلها الله إليه؟
الرسالة الإلهية: دور الأنبياء والرسل
في سياق خلق الله للبشرية على الأرض، كان من واجب الله جلّ جلاله أن يرسل إليهم رسلاً وأنبياءً ليهديهم إلى الصراط المستقيم ويُبينوا لهم طريق عبادة الله وحده دون شريك. هذه الرسالة المقدسة هي دعامة الدين الإسلامي، وتُعدّ من أساسيات العقيدة الإسلامية.
فقد أرسل الله سيدنا آدم عليه السلام، أول بشرٍ على الأرض، ليكون أول نبي ورسول. وبعده، جاءت رسالة سيدنا إدريس عليه السلام، لتُكمل رحلة الهداية والتوجيه للبشر.
إدريس عليه السلام: أول من خط بالقلم
يُعرف النبي إدريس عليه السلام بكونه “أول من خط بالقلم”، وهو لقب يشير إلى دوره الرائد في تطوير الكتابة. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة مريم:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴿٥٦﴾ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴿٥٧﴾
تُظهر هذه الآية منزلة إدريس العالية لدى الله، حيث يصفه بأنه كان “صديقاً نبياً” و”رفعناه مكاناً علياً”. وتُؤكد هذه الآية على صدق إدريس ونبوته، مما يجعله قدوةً للبشرية، خاصةً في مجال العلم والمعرفة.
رفعة إدريس عليه السلام إلى السماء
يُثير اختلاف في وفاة إدريس عليه السلام، حيث تُشير بعض الروايات إلى أن الله رفعه إلى السماء، مثلما حدث مع عيسى عليه السلام. بينما ترى روايات أخرى أنّه توفي على الأرض ودُفن فيها.
لكنّ ما هو مؤكد هو أنّ الله جلّ جلاله قد فضّل إدريس عليه السلام وأكرمه بالرفعة، مما يُظهر أنّ الله يُكرم عباده الصالحين ويُكافئهم على طاعتهم وإخلاصهم.