إدارة الكفاءات البشرية في المؤسسات

مقدمة حول إدارة الكفاءات البشرية

إدارة الكفاءات البشرية، والتي يشار إليها غالبًا بـ (HR)، تمثل الوحدة التنظيمية المسؤولة عن تسيير العمليات المتعلقة بالعاملين داخل المؤسسة، سواء كانت شركة أو منظمة. هذا المصطلح يشمل نطاقًا واسعًا من الأنشطة، بدءًا من الإشراف على الموظفين وصولًا إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم، بالإضافة إلى المهام الإدارية الأخرى مثل إدارة رأس المال البشري.

الوظائف والمسميات الوظيفية داخل هذا القسم تتسم بالتنوع والاختلاف، فنجد أخصائيي إدارة الكفاءات البشرية، ومديري الكفاءات، والمستشارين، ومحللي شؤون الموظفين، وغيرهم من الأدوار المتخصصة. من الجدير بالذكر أن هذا المفهوم يعتبر من المفاهيم الحديثة نسبياً في عالم الأعمال، حيث ظهر للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، وذلك مع تزايد الاهتمام بتحسين بيئات العمل وتنظيمها بشكل أكثر فعالية.

الغايات الأساسية لإدارة الكفاءات البشرية

يقدم قسم إدارة الكفاءات البشرية قيمة مضافة ومؤثرة للمؤسسة أو الشركة من خلال السعي لتحقيق الأهداف التالية:

• رفع مستوى إنتاجية الموظفين: عن طريق توفير برامج متنوعة لتطويرهم، وتدريبهم، وتحسين مهاراتهم الوظيفية.
• تعزيز مشاركة الموظفين وتحقيق الرضا الوظيفي: من خلال تطبيق برامج تحفيزية وتقديم المكافآت المتنوعة، وتشجيعهم معنويًا والثناء على جهودهم.
• تحديد احتياجات الموظفين وتلبيتها: والتعامل مع المشكلات المختلفة التي قد تواجههم في بيئة العمل.
• تطبيق سياسات تنظيمية مرنة: لخلق توازن بين الحياة الشخصية للموظفين وعملهم، مما يحسن إنتاجيتهم ويقلل من شعورهم بالإرهاق.
• تقليل معدل دوران الموظفين: بنسبة معينة خلال فترة محددة، عادة ما تكون سنة. يُذكر أن معدل دوران الموظفين يعكس عدد الموظفين الذين يتركون الشركة خلال فترة زمنية معينة.

المهام والاختصاصات الأساسية لإدارة الكفاءات البشرية

تشمل المهام والوظائف الرئيسية لإدارة الكفاءات البشرية ما يلي:

استقطاب وتوظيف الكفاءات

تعتبر عملية استقطاب المواهب والبحث عن الأفراد المؤهلين لشغل الوظائف الشاغرة في الشركة من أهم مسؤوليات إدارة الكفاءات البشرية. يتضمن ذلك التأكد من أن المرشحين يمتلكون المهارات والخبرات المطلوبة من خلال إجراء المقابلات الشخصية، ومن ثم تعيينهم.

تنمية القدرات والتدريب

تتحمل إدارة الكفاءات البشرية مسؤولية كاملة عن تطوير وتدريب الموظفين في الشركة، ودعم إنتاجيتهم، وتحفيزهم، ورفع مستوى كفاءتهم بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية والقانونية للمؤسسة.

تقييم المردود والإنجاز

يتضمن تقييم الأداء تقييم عمل الموظفين ومستوى إنتاجيتهم، وتقديم الملاحظات والتوجيهات اللازمة. كما يعتمد هذا التقييم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالترقيات الوظيفية، والزيادات والمكافآت المالية، أو حتى إنهاء الخدمة في حال كانت النتائج سلبية.

التحكم في التهديدات المحتملة

تتمثل إدارة المخاطر في تحديد وتقييم ومعالجة المخاطر والتحديات التي تواجه الشركة، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل، قبل أن تتحول إلى تهديد حقيقي أو مشكلة يصعب حلها. يتم ذلك من خلال تبني سياسات مرنة تتكيف بسرعة مع التغيرات في سوق العمل، والتعامل بفاعلية مع الموظفين لتقليل الضغط والخوف الذي قد يشعرون به.

المراجعة والالتزام بالقوانين

تتولى إدارة الكفاءات البشرية مهمة المراجعة والمتابعة لكل ما يتعلق بشؤون الموظفين، مثل ساعات العمل، والمزايا، والتعويضات، بما يتوافق مع قوانين العمل الخاصة بالشركة والبلد بشكل عام.