جدول المحتويات
البند | الرابط |
---|---|
معنى الحفظ والتكرار في القرآن والسنة | #section1 |
أساليب متنوعة لإتقان حفظ كتاب الله | #section2 |
دور المراجعة في ترسيخ الحفظ | #section3 |
فضل حفظ القرآن الكريم وأهميته | #section4 |
حكم حفظ القرآن الكريم وأفضل أوقاته | #section5 |
معنى الحفظ والتكرار في القرآن والسنة
يُعرّف الحفظ لغويًا بأنه: عدم النسيان، والمواظبة على الشيء، وتعاهده. قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ﴾ [١]. وتدل الآية على الحث على أداء الصلوات في أوقاتها. وبناءً عليه، يُراد بحفظ القرآن الكريم إتمام حفظه وضبطه كاملاً عن ظهر قلب، مع المداومة على ما تم حفظه لمنع النسيان. يُطلق لفظ “حافظ القرآن” على من أتم حفظه كاملاً، وضبطه ضبطًا صحيحًا، مع مراعاة أحكام التلاوة والتجويد، مع الالتزام بمراجعة ما حفظ.
أما التكرار، فهو مصدر الفعل “كرر”، ويعني الإعادة أكثر من مرة. وهو الأساس في إتقان الحفظ.
أساليب متنوعة لإتقان حفظ كتاب الله
يُعدّ حفظ القرآن الكريم من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه. ويتمّ الإتقان بالتكرار. نذكر هنا بعض الطرق:
الطريقة الأولى (التسلسل): تحديد آيات محددة، وحفظ كل آية على حدة بتكرارها عدة مرات، ثم ربط الآيات ببعضها، وتكرارها كاملة حتى الإتقان، ثم تلاوتها بالنظر إلى المصحف عدة مرات، ومثلها غيبًا، مع الحرص على تلاوتها في الصلوات وقبل النوم.
الطريقة الثانية (التجميع): حفظ كل آية على حدة، ثم تلاوة جميع الآيات معًا بالنظر إلى المصحف، ثمّ غيبًا، حتى الإتقان. هذه الطريقة أقلّ تثبيتًا من الأولى، لأنها لا تربط الآيات ببعضها.
الطريقة الثالثة (الموضوعي): اختيار آيات تتحدث عن موضوع واحد، وفهم معانيها، ثم حفظها بتكرار لا يقل عن عشرين مرة، ثم قراءتها بالنظر إلى المصحف ومثلها غيبًا، مع مراجعة ما تمّ حفظه في اليوم التالي.
الطريقة الرابعة (التقليدية): تحديد الآيات وترديدها عدة مرات لا تقل عن عشرين مرة حتى الإتقان، ثم تلاوتها بالنظر إلى المصحف، ثم غيبًا. تتطلب هذه الطريقة تركيزًا شديدًا.
دور المراجعة في ترسيخ الحفظ
المراجعة ضرورية لتثبيت الحفظ. يفضل الجمع بين الحفظ والمراجعة، بتحديد ما يحفظ وما يُراجع. يمكن تقسيم القرآن إلى أقسام، وحفظ قسم مع مراجعة ما سبق، وهكذا. من الأمور التي تساعد على الحفظ: الدعاء لله، وطلب العون منه، والعمل الصالح، والابتعاد عن المعاصي، مع تقديم الواجبات والفرائض على حفظ القرآن.
فضل حفظ القرآن الكريم وأهميته
حفظ القرآن الكريم منزلة عظيمة، وهو يُعين على قراءة القرآن بيسر. روى عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ: (يقال لصاحب القرآن اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) [١١]. وهذا يدل على أن حافظ القرآن، سواء أتم حفظه أم لا، ينال الدرجات العالية في الجنة. كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (يأتي صاحب القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حلّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول يا ربّ زده، فيلبس حلّة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه، فيقال اقرأ ورتل ويزاد بكل آية حسنة) [١٤]. كما أن القرآن شافع يوم القيامة، قال النبي ﷺ: (القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار) [١٥].
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها، وَلَفْظُ الحَديثِ لاِبْنِ بَرَّادٍ)،[٧]
حكم حفظ القرآن الكريم وأفضل أوقاته
اتفق العلماء على استحباب حفظ القرآن، وهو فرض كفاية على المسلمين. يجب على كل مسلم حفظ ما يكفيه من القرآن للصلاة، كسورة الفاتحة. يجب على الأولياء تعليم أطفالهم القرآن قبل البلوغ. أفضل أوقات الحفظ هو الليل، خاصة وقت القيام، قال تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [١٧]. يفضل تلاوة القرآن في الصلوات.