فهرس المحتويات
البند | الرابط |
---|---|
من بادر بتحية الإسلام للنبي الكريم؟ | الفقرة الأولى |
ملامح شخصية أبي ذر الغفاري | الفقرة الثانية |
أهمية تحية الإسلام | الفقرة الثالثة |
المراجع | الفقرة الرابعة |
من بادر بتحية الإسلام للنبي الكريم؟
كان الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، رضي الله عنه، أول من سلّم على رسول الله ﷺ بتحية الإسلام. فقد روى أنه قال: (كنت أنا أول من حيّاه بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك ورحمة الله). [١][٢]
اشتهر أبو ذر الغفاري بصراحته وأمانته، فقد قيل فيه: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر). [٣] وقد كان عالماً واسع المعرفة، يُضاهي في علمه ابن مسعود. رغم أنه لم يشارك في غزوة بدر، إلا أنه كان من القراء المتميزين، وتعرض للاضطهاد كثيراً في سبيل الله. [٤]
ملامح شخصية أبي ذر الغفاري
اختلف في اسم أبي ذر الغفاري، فمنهم من ذهب إلى أنه برير، وآخرون قالوا جُنادة. إلا أن اسمه المتواتر هو جندب بن جُنادة. كان أبو ذر يتعبد قبل بعثة النبي ﷺ بثلاث سنوات، يقيم الليل كله بالصلاة حتى ينام من شدة التعب في آخر الليل. وبعد بعثة النبي ﷺ، كان من أوائل من أسلموا، حيث كان رابع من دخل الإسلام، وأول من حيّا رسول الله بتحية الإسلام. وقد عاهد رسول الله ﷺ على الإيمان بالله وحده، وعدم الشرك به، والزهد في الدنيا. وقد شبه بعيسى بن مريم عليه السلام لكثرة عبادته والتزامه بوصايا النبي ﷺ. وكان يخدم النبي ﷺ ثم يتفرغ للعبادة. كان محباً للعزلة، وعالماً، وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. كان طويلاً أبيض الشعر واللحية، ووالدته رملة بنت وقيعة. وقد آخى رسول الله ﷺ بينه وبين سلمان الفارسي. [٨] وتوفي رضي الله عنه في الربذة سنة اثنين وثلاثين، وغسله ودفنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. [٩]
روى عن النبي ﷺ قوله لأبي ذر: (يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم). [١٠] وقد روى عنه العديد من الصحابة الكرام، منهم أنس بن مالك، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن هانئ وغيرهم. وذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق أنه كان شجاعاً مقداماً عالماً، فلم يترك رسول الله ﷺ شيئاً من وعاء علمه إلا وعلّمه إياه، ولم يترك هو شيئاً من ذلك العلم إلا وأعطاه لمالك بن ضمرة. [١١]
فضل تحية الإسلام
خلق الله -عز وجل- آدم عليه السلام، ثم قال له: (اذهب فسلّم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك). قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال فزادوه: ورحمة الله). [١٢] فكانت هذه التحية هي تحية الإسلام، وهي أيضاً تحية أهل الجنة. [١٣] وأكملها وأحسنها قول المسلم: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، فهي دعاء بالسلام والرحمة والبركة، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، وهو من حق المسلم على أخيه المسلم، والابتداء به سنة على جميع الناس، دون النظر إلى السن أو المكانة الاجتماعية أو الغنى والفقر، وفيه دلالة على التواضع والبعد عن الكبر، ويؤدي لانتشار الألفة والمودة والمحبة بين الناس. [١٤]
وإفشاء السلام من موجبات الإيمان التي تُنجي صاحبها من النار وتدخله الجنة، قال رسول الله ﷺ: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم). [١٥] كما أنها تحية المسلمين في الآخرة، قال تعالى: (تحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ). [١٦] فالله تعالى والملائكة يسلّمون على العباد بهذه التحية، والعباد يسلّمون على بعضهم بتحية الإسلام. [١٤] ويشرع للشخص أيضاً السلام عند الدخول إلى البيت سواء كان فيه أهله أم لا، فإن كان فارغاً يقول: “السلام علينا من ربنا”، وإن دخل مسجداً لا أحد فيه يقول: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”. [٦]