أول بناء مقدس في الإسلام
يُشير القرآن الكريم إلى أن أول بيت وضع للناس للعبادة هو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، بقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) [١]. لكن هذا البيت يختلف عن أول مسجد بني في تاريخ الإسلام خلال فترة الرسالة النبوية.
يُعدّ مسجد قباء في المدينة المنورة أول مسجد بناه المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه في بنائه مع أصحابه خلال إقامتهم في قباء.
كما قال الشنقيطي -رحمه الله-: “ومن حيث الأولية النسبية: فالمسجد الحرام أول بيتٍ وُضع للناس، ومسجد قباء أول مسجدٍ بناه المسلمون، والمسجد الحرام بناه الخليل، ومسجد قباء بناه خاتم المرسلين”.[٢][٣]
مسجد قباء: بناء وتاريخ
يُمثل بناء مسجد قباء إحدى أولى الأعمال التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى منطقة قباء جنوبي المدينة المنورة. أقام النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أربعة عشر يوماً، خلالها بنى هذا المسجد المبارك. لا توجد معلومات دقيقة حول مساحة المسجد الأصلي أو تفاصيل تصميمه، لكن من المعروف أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بتجديد بناءه في عهده، وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز وغيرهما من الخلفاء الراشدين. وقد ذُكر أن مسجد قباء لم يكن به محراب عند بنائه الأول، ثم أُضيف المحراب في القرن الثاني الهجري. [٣]
بناء المسجد النبوي الشريف
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، أقام فيها حوالي أسبوعين قبل أن يبدأ في اختيار المكان المناسب لبناء المسجد النبوي. وقع اختياره على قطعة أرضٍ كانت ملكاً لغلامين يتيمين من بني النجار. وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم شراء الأرض منهما، لكنهما أصرّا على هبتها له، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أصرّ على دفع ثمنها، معرفاً بحاجتهما لذلك. وبُني المسجد النبوي على تلك الأرض المباركة. [٤]
المراجع
- سورة آل عمران، آية: 96.
- مراد باخريصة (22/10/2012)، “البيت العتيق عظمة وتاريخ”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29. بتصرّف.
- “أول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم”، www.islamqa.info، 23-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-25. بتصرّف.
- “بناء المسجد النبوي”، www.islamweb.net، 14/02/2008، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29. بتصرّف.