أوقاتٌ تُستجابُ فيها الأدعية
يتوق كل مسلم إلى استجابة دعائه، لذا من الضروري معرفة الأوقات التي تزيد فيها فرصة قبول الدعاء. سنستعرض هنا بعض تلك الأوقات المباركة، مستندين إلى أحاديث نبوية شريفة وآيات قرآنية كريمة.
بين الأذان والإقامة: وقتٌ مُباركٌ للاستجابة
يُعدّ الوقت الفاصل بين الأذان والإقامة من أفضل أوقات الدعاء، فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامةِ).[٣]
كما أن لحظة رفع الأذان لها فضلٌ عظيم، فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ).[٤]
سجود الصلاة: أقربُ ما يكونُ العبدُ إلى ربه
يُعتبر سجود الصلاة من أفضل الأوقات للدعاء، ففي هذا الوقت يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٥]
قبل السلام من الصلاة: فرصةٌ ثمينةٌ للتضرع
يُنصح بالدعاء قبل السلام من الصلاة، فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُعلّم أصحابه الدعاء في هذا الوقت. وهنا يُمكن للمسلم أن يختار ما يُناسب دعاءه.
جوف الليل و منتصفه: ساعةٌ لا يُردُّ فيها الدعاء
يُعدّ جوف الليل ومنتصفه من أوقات الإجابة، فهناك ساعةٌ لا يُردّ فيها الدعاء. عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا).[٧]
وقد ورد في صحيح البخاري أنّ هذه الساعة في الثُّلث الأخير من الليل، حيث (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[٨]
أوقاتٌ أخرى مُباركة
بالإضافة إلى ما سبق، هناك أوقات أخرى يُستحبّ فيها الدعاء، مثل يوم الجمعة، ويوم عرفة، وأوقات الحج والعمرة، وعدّة أوقات أخرى خلال مناسك الحجّ، مثل الدعاء عند الصعود على الصفا والمروة، والوقوف بمزدلفة، وبعد رمي الجمرات، وغيرها من الأوقات.
الوقت | الوصف | الحديث أو الدليل |
---|---|---|
يوم الجمعة | ساعةٌ يُستجابُ فيها الدعاء | حديث أبي هريرة |
السنّة القبليّة لصلاة الظهر | ساعة تُفتح فيها أبواب السماء | حديث عبدالله بن السائب |
بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء | وقتٌ يُستجابُ فيه الدعاء | حديث جابر بن عبدالله |
الحج والعمرة | أوقاتٌ مُستجابةٌ للدعاء | حديث ابن عمر |
يوم عرفة | يومٌ يُعتقُ فيه العبادُ من النار | حديث عائشة |
الصعود على الصفا والمروة | وقتٌ للدعاء خلال مناسك الحج | حديث جابر |
الوقوف في مزدلفة | وقتٌ للدعاء خلال مناسك الحج | حديث جابر بن عبدالله |
بعد رمي الجمرات | وقتٌ للدعاء خلال مناسك الحج | حديث ابن عمر |
داخل الكعبة والحجر | وقتٌ مُستجابٌ للدعاء | حديث ابن عباس |
شرب ماء زمزم | الدعاء عند شرب ماء زمزم | حديث الرسول |
الصيام والسفر | دعواتٌ لا تُردّ | حديث أنس بن مالك |
نزول المطر | دعواتٌ لا تُردّ | حديث سهل بن سعد |
خاتمة
يُنصح المسلم بالحرص على الدعاء في هذه الأوقات المباركة، مع مراعاة آداب الدعاء، لزيادة فرصة استجابته. نسأل الله أن يتقبل دعاءنا جميعاً.