مَنْ سَبَقَ إلى رَحْمَةِ اللهِ في البَقِيعِ؟
سيرة عثمان بن مظعون، أول مَنْ وُضِعَ في بقيع الغرقد
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة الجحمي، المعروف بأبي السائب، كان من أوائل المُسلمين ومن المُهاجرين إلى المدينة المنورة. يُروى أنه توفي في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة. يُعتبر -بإجماع العديد من الرواة- أول من دفن في مقبرة البقيع، كما يُؤكِّد ذلك عبيد الله بن أبي رافع بقوله: “أوّل من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون”.[٤]
كان عثمان بن مظعون من المتقين، وقد شَرَّفَهُ الله بوفاةٍ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، صلى عليه النبي ﷺ صلاة الجنازة.[٥] و يُروى عن أم العلاء رؤياها له في المنام، فقد قالت: (رَأَيْتُ لِعُثْمَانَ في النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذلكَ له، فَقالَ: ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي له).[٦]
أسعد بن زرارة: رأي آخر في أول دفينة البقيع
أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس، أنصاري خزرجي، توفى في شهر شوال في السنة الثانية للهجرة. بعض الروايات تُشير إلى أنه أول من دفن في البقيع قبل غزوة بدر. يقول البغوي: “بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأول ميت صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأول من دفن بالبقيع وذلك قبل بدر”.[٨]
بركة البقيع الشريف و أهلُه
للبقيع فضل عظيم عند الله، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ويُصلّي على أهلِه. روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج في آخر الليل إلى البقيع، فيقول:(السَّلَامُ علَيْكُم دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، بكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ).[١٠]
كما روى مسلم عن جبريل عليه السلام قوله للنبي صلى الله عليه وسلم:(إنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ البَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لهمْ).[١١] وعلّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها دعاءً لأهل البقيع، فقال:(قُولِي: السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا -إنْ شَاءَ اللَّهُ- بكُمْ لَلَاحِقُونَ).[١١]
ويوجد حديث ضعيف يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه قوله:(أنا أوَّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ ثمَّ أبو بكرٍ ثمَّ عُمَرُ ثمَّ آتي أهلَ البَقيعِ فيُحشَرونَ معي ثمَّ أنتظِرُ أهلَ مكَّةَ حتَّى يُحشروا بيْنَ الحرَمَيْنِ).[١٢]
المصادر
الكتاب | الصفحة | ملاحظة |
---|---|---|
موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب[١] | 717 | بتصرّف |
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية[٢] | 48 | بتصرّف |
الأساس في السنة وفقهها[٣] | 2010 | بتصرّف |
كنوز الذهب فى تاريخ حلب[٤] | 62 | بتصرّف |
اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون[٥] | 535-539 | بتصرّف |
صحيح البخاري[٦] | 7018 | صحيح |
الاستيعاب في معرفة الأصحاب[٧] | 1600 | بتصرّف |
جامع الأحاديث[٨] | 387 | بتصرّف |
موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة[٩] | 88 | بتصرّف |
صحيح مسلم[١٠، ١١] | 974 | صحيح |
سنن الترمذي[١٢] | 3692 | ضعيف |