أهمية يوم عرفة وأحكامه

أحكام الوقوف بعرفة، آداب الوقوف بعرفة، فضل يوم عرفة. أهمية الوقوف بعرفة في الحج ومكانته العظيمة في الإسلام.

مقدمة

يوم عرفة هو يوم عظيم الشأن في الإسلام، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. يعتبر الوقوف بجبل عرفة الركن الأعظم للحج، ولا يصح الحج بدونه، وهو من الأيام المباركة التي يستجاب فيها الدعاء وتغفر فيها الذنوب. سنتناول في هذا المقال الأحكام المتعلقة بالوقوف بعرفة، والآداب المستحبة فيه، والفضائل التي اختص بها هذا اليوم المبارك.

الأحكام الشرعية للوقوف بعرفة

يعتبر الوقوف بعرفة الركن الأساسي في الحج، وقد أجمعت الأمة الإسلامية على ذلك. وقد دل على أهميته قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الحجُّ عرفةُ”.

يبدأ وقت الوقوف بعرفة مع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد حتى فجر يوم النحر (يوم العيد). ويكفي الحاج أن يقف بعرفة لمدة ساعة واحدة خلال هذا الوقت، سواء كان واقفًا أو مارًا، نائمًا أو مستيقظًا. ولا يشترط في الوقوف الطهارة أو استقبال القبلة.

أجمع العلماء على أن من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وعليه قضاء الحج في العام القادم، مع ذبح هدي تعويضًا عن فوات الحج. كما يجب عليه التوبة إذا كان تأخره عن الوقوف بغير عذر شرعي. ولا فرق في وجوب القضاء والهدي بين من فاته الوقوف بعذر أو بغير عذر، إلا أن صاحب العذر لا يأثم.

الآداب المستحبة للوقوف بعرفة

توجد العديد من الآداب والسنن التي يُستحب للحاج مراعاتها أثناء الوقوف بعرفة، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. ومن هذه الآداب:

  • الاغتسال قبل الذهاب إلى عرفة.
  • التوجه إلى عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
  • الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر.
  • الاستماع إلى خطبة الإمام أو من ينوب عنه، والتي تتضمن توجيهات ونصائح للمسلمين.
  • الإكثار من التلبية والدعاء والاستغفار والذكر.
  • محاولة الوقوف بالقرب من الصخرات التي وقف عندها النبي -صلى الله عليه وسلم- إن أمكن.
  • التحلي بالسكينة والوقار عند الخروج من عرفة بعد غروب الشمس، وتجنب إيذاء الآخرين.

أهمية وفضائل يوم عرفة

يوم عرفة له فضل عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام، سواء للحجاج أو لغيرهم من المسلمين. ومن فضائل هذا اليوم:

  • أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عظمة هذا اليوم، حيث قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
  • صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة القادمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”. ولكن يُستحب لغير الحاج صيامه، ويكره للحاج لما فيه من إضعاف له عن الدعاء والذكر.
  • يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، حيث نزلت فيه الآية الكريمة: “اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا”. وقد نزلـت هذه الآية على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو واقف بعرفة يوم جمعة، كما ذكر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

المراجع

  • سنن النسائي، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم:3044.
  • الفقه الإسلامي وأدلته، أبوهبة الزحيلي، صفحة 2237.
  • اسلام ويب، “تحديد يوم عرفة بدءاً وانتهاءاً”، 16/1/2002.
  • الاسلام سؤال وجواب، “أحرم بالحج ثم فاته الوقوف بعرفة”، 10/7/2009.
  • الفقه الميسر، عبد الله الطيار، صفحة 112-113.
  • تسهيل المناسك، عبد الكريم بن صنيتان العمري، صفحة 78.
  • صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1348.
  • صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162.
  • سورة المائدة، آية:3.
  • صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:45.
Total
0
Shares
المقال السابق

الرأي الشرعي في الأمانة (الوديعة) في الإسلام

المقال التالي

درر و أقوال مأثورة

مقالات مشابهة