فهرس المحتويات
- أهمية علم الأصوات في التحليل اللغوي
- مساهمات علماء اللغة العربية في تأسيس علم الأصوات
- دور الخليل بن أحمد الفراهيدي في علم الأصوات
- دور علم الأصوات في التحليل اللغوي
- المراجع
البعد الصوتي في فهم اللغة العربية
يتجلى الجانب الهام لعلم الأصوات في دراسة اللغة العربية من خلال عدة جوانب أساسية: فهو يسمح بتحديد مخارج الحروف وصفاتها، سواء أكانت جهراً أو همسا، شدة أو رخاوة. كما يُمكن من فهم المعنى الدلالي الذي يحمله كل صوت، بالإضافة إلى دراسة تأثير طبيعة الموجة الصوتية على المعنى، فالصوت المرتفع يختلف دلالياً عن الصوت المنخفض. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعداه إلى دراسة التركيب المقطعي للأصوات وكيفية تلاحمها وتماسكها في الكلام.
رؤية علماء اللغة العربية لعلم الأصوات
ساهم علماء اللغة العربية، عبر العصور، في بناء وتطوير علم الأصوات، بدءاً من الخليل بن أحمد الفراهيدي وصولاً إلى علماء العصر الحديث. فقد بحثوا في كيفية نطق الحروف وخصائصها الناتجة عن ضغط الهواء الخارج من الرئتين (الزفير). [٢] وقد درسوا بدقة العمليات الميكانيكية التي تحدث عند إخراج الصوت، بدءاً من اهتزاز الأوتار الصوتية، مروراً باللهاة والغار والطبق، وحتى خروج الصوت من الشفتين. [٢] كما قاموا بتصنيف الأصوات إلى جهور ومهموس، شديدة ورخوة، مما أرسى الأساس لعلم الأصوات في اللغة العربية. يُذكر هنا تعريف ابن منظور للصوت في معجمه (لسان العرب): “الجَرْسُ مصدرُ الصوتِ المجروس، والجَرْسُ: الصوتُ نفسُه”،[٣] وتعريف ابن سينا: “الصوت سببه القريب تموج الهواء ودفعه بسرعة وقوةٍ من أي سبب كان”.[٢]
إسهامات الخليل بن أحمد الفراهيدي
يُعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي رائداً في علم الأصوات، حيث كان من أوائل من درسوا الأصوات وصفوها وتحليلها، بدافع خدمة لغة القرآن الكريم. [٤] لم يبدأ الفراهيدي بترتيب الحروف من الألف، لأنها حرف معتل، بل بدأ من الحرف الذي رأى أنه أدخل الحروف في الحلق. [٤] وقد درس الفراهيدي الحروف بدقة، محدداً مخرج كل حرف، ووصفه بميزات صوتية دقيقة. [٤, ٥] وقد قسم الحروف إلى مجموعات حسب مخرجها: حلقية (العين، الحاء، الغين، الخاء)، لهاتية (الكاف، القاف)، شجرية (الجيم، الشين، الضاد)، أسالية (الصاد، السين، الزاي)، نطعية (الطاء، التاء، الدال)، لثوية (الظاء، الذال، الثاء)، ذلقية (الراء، اللام، النون)، شفوية (الفاء، الباء، الميم)، وهوائية (الياء، الواو، الألف، الهمزة). [٥] وقد أعطى هذا التصنيف أساساً علمياً دقيقاً لفهم مخارج الحروف وصفاتها.
تأثير علم الأصوات على فهم النصوص
ترتبط الأصوات ارتباطاً وثيقاً بمختلف مستويات التحليل اللغوي، مُشكّلةً بعداً موسيقياً يُستشف من خلال تلاحم الحروف وتشابكها في النصوص الأدبية. [٦] وهذا الجانب الموسيقي يُضيف مدلولات متعددة للنصوص، مثل الألم، البهجة، اليأس، الرجاء، إلخ. [٦] وقد أولى القرآن الكريم والشعر والنثر العربي اهتماماً بالغاً بهذا البعد الموسيقي، ساعياً إلى تحقيق انسجام وازن بين الحروف والمقاطع الصوتية. [٧] فقد حرص القرآن والشعر النثر على توازن النبرات وتناغم الأصوات في الجمل والعبارات، مُحقّقاً جمالاً صوتياً يُضيف إلى معنى النص بُعداً جمالياً متفرداً. [٧]
المراجع
المرجع | الصفحة | التعليق |
---|---|---|
مستويات اللغة العربية، الألوكة | – | تم الاستعانة به بتصرف |
الحسين بن عبدالله المعروف بابن سينا، رسالة أسباب حدوث الحروف | 56 | – |
ابن منظور، لسان العرب | 35 | تم الاستعانة به بتصرف |
الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين | 58 | تم الاستعانة به بتصرف |
محمد حسين علي الصغير، الصوت اللغوي في القرآن | 163, 164 | تم الاستعانة به بتصرف |