أهمية دراسة نقد الرواة

استعراض أهمية علم الجرح والتعديل، مفهومه، وكيفية التأكد من عدالة الراوي ودقته، بالإضافة إلى مناهج البحث في هذا العلم

فهرس المحتويات

فضل دراسة نقد الرواة

منّ الله -عز وجل- على الأمة الإسلامية بعناية خاصة، فقد بعث نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا للأنبياء، ورسالةً خاتمةً للرسالات السماوية، وحفظ القرآن الكريم من أي تحريف أو تبديل، كما قال -تعالى-:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾،[١] لكن فهم القرآن الكريم لا يكتمل إلا بفهم السنة النبوية الشريفة، فهي مكملة للقرآن، ومفسرة لما فيه من أحكام وتفاصيل. [٢]

وتُعد السنة النبوية مصدراً أساسياً لما لم يرد بيانه في القرآن الكريم. فمن اتبعها اهتدى، ومن تركها ضل. يُعدّ علم الجرح والتعديل من أهم علوم الحديث، فهو يهتم بدراسة من روى الحديث النبوي الشريف، والتأكد من سلامة هذا النقل، والحفاظ على الحديث من التحريف أو التبديل أو الكذب فيه. [٢]

مفهوم الجرح والتعديل في علم الحديث

الجرح اصطلاحاً: هو رفض رواية راوي بسبب عيب فيه أو في روايته، كالكذب، أو التدليس، أو الفسق. ويشترط أن يكون من يرفض الرواية عالماً متقناً، لأن الرأي غير المدروس لا يُعتد به. ويتم تحديد المتقن من خلال إتقانه للحديث روايةً ودرايةً، وتميزه في عصره حتى يُعرف بضبطه، وكذلك معرفته بشيوخه وشيوخ شيوخه. [٣]

أما التعديل اصطلاحاً: فهو الوصف الذي يضمن قبول رواية الراوي. ويُجرى الجرح والتعديل بألفاظ خاصة، وهو الميزان الذي يُحكم به على رجال الحديث، ويُسمى علم رجال الحديث، وهو ما يحفظ الحديث من التدليس والكذب. والكلام في الجرح والتعديل جائز شرعاً، وثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة -رضوان الله عليهم-. [٣]

يُعرف علم الجرح والتعديل بأنه علم فحص الرواة، أو علم الميزان، وهو فرع من فروع علم الحديث يبحث في أحوال الرواة ومراتبهم، من حيث قبول رواياتهم وعدمه. فهو يُشخص رواة الحديث وصفاً ومدحاً وقدحاً. [٤]

التأكد من عدالة الراوي ودقته

تُثبت عدالة الراوي بوجود من أثبت عدالته، وأحياناً بالاستفاضة، أي انتشار الثناء عليه بالخلق والأمانة بين أهل العلم. والتعديل يُقبل من أهل العلم دون ذكر السبب، لأن أسبابه كثيرة، بينما الجرح لا يُقبل إلا مفسراً ومبيناً، للاختلاف في أسباب الجرح وما يُعتبر جرحاً وما لا يُعتبر كذلك. [٥]

نقْد الراوي

نقْد الراوي يعني الجرح فيه من ناحية دينه وعدالته، أو من ناحية ضبطه وحفظه. ومن أسباب النقد ما يتعلق بعدالته، كالـكذب (وهو أشدّ أنواع الطعن)، والتهمة بالكذب، والفسق، والبدعة، والجهالة. ومنها ما يتعلق بضبطه، كفَحش الغلط، وسوء الحفظ، والغفلة، وكثرة الأوهام، ومخالفة الثقات. هذه الأمور تجعل الراوي غير موثوق. [٦]

بعض الأخطاء الشائعة في رواية الحديث

هناك أخطاء تؤثر في الحكم على الراوي، منها:[٧]

  • ادعاء السماع ممن لا يتناسب سِنُّهم مع الحدث.
  • رواية حكايات بعيدة الاحتمال.
  • نسب ما لم يقله النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه.
  • المبالغة في الثواب أو العقاب.
  • رواية أحاديث مشهورة عن إمام، ثم قلبها أو نسبها لإمام آخر.
  • الالتزام بإسناد معين في كل رواية.
  • تبديل الإسناد.

أهل الرأي في الجرح والتعديل

يُقسم من يعتد برأيهم في الجرح والتعديل إلى ثلاثة أقسام:[٨]

  1. من تكلم في معظم الرواة، كابن معين وأبي حاتم الرازي.
  2. من تكلم في كثير من الرواة، كالإمام مالك وشعبة.
  3. من تكلم في الراوي الواحد تلو الآخر، كالإمام الشافعي وابن عيينة.
Total
0
Shares
المقال السابق

فضل دراسة علم التفسير

المقال التالي

أهمية علم الجغرافيا ودوره في فهم العالم

مقالات مشابهة