أهمية حمض الفوليك خلال فترة الحمل

كل ما تحتاجين معرفته عن حمض الفوليك وأهميته أثناء الحمل. تعرفي على فوائده للوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي وتقليل خطر الولادة المبكرة، بالإضافة إلى الجرعات الموصى بها والمصادر الغذائية.

مقدمة

تعتبر فترة الحمل من الفترات الحاسمة في حياة المرأة، حيث تتطلب اهتماماً خاصاً بالتغذية لضمان صحة الأم والجنين. ومن بين العناصر الغذائية الهامة التي يجب أن تحصل عليها المرأة الحامل بكميات كافية هو حمض الفوليك. في هذا المقال، سنتناول أهمية حمض الفوليك للمرأة الحامل، وفوائده، والمخاطر المحتملة، والجرعات الموصى بها، بالإضافة إلى المصادر الغذائية الغنية به.

ضرورة حمض الفوليك للمرأة الحامل

تحتاج المرأة الحامل إلى كميات إضافية من حمض الفوليك لدعم نمو وتطور الجنين. يلعب حمض الفوليك دوراً حيوياً في العديد من العمليات الحيوية، بما في ذلك تكوين الخلايا الحمراء وتطوير الجهاز العصبي للجنين.

الحماية من عيوب الأنبوب العصبي للجنين

يعتبر حمض الفوليك من العناصر الأساسية التي تساهم في تقليل خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي، وهي تشوهات خلقية خطيرة تصيب الدماغ والحبل الشوكي. من بين هذه العيوب السنسنة المشقوقة، وهي حالة لا تنغلق فيها عظام الحبل الشوكي بشكل كامل، وانعدام الدماغ، والذي يعني عدم نمو الدماغ بشكل كامل أو كاف.

عادةً ما تتطور هذه العيوب خلال الأسابيع الأولى من الحمل، لذلك يُنصح بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى لضمان حصول الجنين على الكمية الكافية من هذا الفيتامين الضروري. وقد أظهرت الدراسات أن تناول الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك في بداية الحمل يقلل من خطر إصابة الجنين بهذه العيوب.

أظهر تحليل شامل لعدد من الدراسات نُشر في مجلة Scientific reports عام 2015 إلى وجود ارتباطٍ ملحوظ بين استهلاك الحوامل مكمّلات حمض الفوليك وانخفاض مخاطر إصابة الأجنّة بعيوب القلب الخلقية.[٤]

تأثيره على احتمالية الولادة قبل الأوان

تشير بعض الأبحاث إلى أن حمض الفوليك قد يساهم في تقليل خطر الولادة المبكرة. مراجعة نشرت في مجلة Reviews in Obstetrics and Gynecology عام 2011 أنَّ مكملات حمض الفوليك قد تقلّل خطر حدوث الولادة المبكرة.[٥]

بالإضافة إلى تناول المكملات، يمكن للحامل زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالفولات، وهو الشكل الطبيعي لحمض الفوليك. ومع ذلك، قد لا يوفر النظام الغذائي وحده الكمية الكافية من حمض الفوليك، لذا يُنصح باستشارة الطبيب حول الحاجة إلى تناول المكملات الغذائية.

المخاطر المحتملة لحمض الفوليك

على الرغم من فوائده العديدة، يجب الانتباه إلى بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بتناول كميات كبيرة من حمض الفوليك. من المهم استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.

الجرعة الآمنة من حمض الفوليك

يعتبر حمض الفوليك آمناً بشكل عام عند تناوله بالكميات الموصى بها خلال فترة الحمل. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة، حيث أن تناول كميات كبيرة من المكملات الغذائية قد يكون له تأثيرات سلبية على الجنين. وعادةً ما يُنصح بتناول 300-400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً لتقليل خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي.

متى يجب تجنب حمض الفوليك

يُنصح بعض الأشخاص بالحذر عند استخدام حمض الفوليك، وخاصةً الذين يعانون من حالات صحية معينة. على سبيل المثال، يجب على الأشخاص الذين أجروا عملية رأب الأوعية أو لديهم تاريخ بالإصابة بالسرطان أو أمراض القلب استشارة الطبيب قبل تناول مكملات حمض الفوليك. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص المعرضين للملاريا والذين يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12 أو النوبات الانتباه عند استخدام حمض الفوليك.

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحيّة البالحذر والانتباه عند استخدام حمض الفوليك، ونذكر من هؤلاء الأشخاص ما يأتي:[٩][١٠]

  • الذين أجروا عملية رأب الأوعية:(بالإنجليزية: Angioplasty) وهي تقنية لتوسيع الشرايين الضيقة، وقد يؤدي استخدام حمض الفوليك وفيتامين ب6، وفيتامين ب12 عن طريق الوريد، أو عن طريق الفم إلى تفاقم سوء حالة الشرايين الضيقة، لذا ينبغي عدم استخدام حمض الفوليك بالنسبة للأشخاص الذين يتعافون بعد إجراء هذه العملية.
  • الذين لديهم تاريخ بالإصابة بالسرطان:تشير بعض الأبحاث الأوليّة وغير المؤكدة إلى أنّ تناول 800 ميكروغرام إلى مليغرامٍ واحدٍ من حمض الفوليك يومياً قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان، وحتى يُعرف المزيد عن هذا التأثير، يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ إصابة بالسرطان تجنّب الجرعات العالية من حمض الفوليك.
  • الذين لديهم تاريخ بالإصابة بأمراض القلب:تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أنَّ تناول حمض الفوليك مع فيتامين ب6 قد يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ بالإصابة بأمراض القلب.
  • المُعرّضون للملاريا:تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أنَّ تناول حمض الفوليك مع الحديد قد يزيد خطر الوفاة، أو الحاجة للعلاج في المستشفى في المناطق التي ينتشر فيها مرض الملاريا.
  • الذين يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12:يمكن أن يؤدي تناول حمض الفوليك إلى التغطية على أعراض فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12، ممّا يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب.
  • الذين يعانون من النوبات:(بالإنجليزية: Seizure disorder) قد يؤدي تناول مكملات حمض الفوليك إلى تفاقم النوبات، وخاصّةً الجرعات العالية بالنسبة للأشخاص المصابين باضطرابات النوبات.

التفاعلات الدوائية مع حمض الفوليك

قد يتداخل حمض الفوليك مع بعض الأدوية، مما قد يؤثر على فعاليتها أو يزيد من خطر الآثار الجانبية. من بين الأدوية التي قد تتفاعل مع حمض الفوليك: الفلورويوراسيل، الكابسيتابين، الفوسفينيتوان، الميثوتركسيت، الفينوباربيتال، الفينيتوين، البريميدون، والبيريميثامين. يجب استشارة الطبيب قبل تناول حمض الفوليك إذا كنت تتناول أي أدوية أخرى.

قد تتداخل المكملات الغذائية من حمض الفوليك مع بعض الأدوية، ممّا يسبّب بعض المشاكل، ومن هذه الأدوية:[١١]

  • الفلورويوراسيل (بالإنجليزية: 5-Fluorouracil).
  • الكابسيتابين (بالإنجليزية: Capecitabine).
  • الفوسفينيتوان (بالإنجليزية: Fosphenytoin).
  • الميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate).
  • الفينوباربيتال (بالإنجليزية: Phenobarbital).
  • الفينيتوين (بالإنجليزية: Phenytoin).
  • البريميدون (بالإنجليزية: Primidone).
  • البيريميثامين (بالإنجليزية: Pyrimethamine).

منافع حمض الفوليك بشكل عام

حمض الفوليك ضروري لجميع فئات المجتمع، وليس فقط النساء الحوامل. فهو يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي، وتحليل البروتينات، وتكوين خلايا الدم الحمراء، ونمو الأنسجة والخلايا، وإنتاج الحمض النووي.

كما ذكرنا سابقاً؛ فإنَّ حمض الفوليك يتوفر بشكل طبيعي في الأطعمة على شكل فولات، ويسمّى كذلك فيتامين ب9، وهو يُعدّ ضروريّاً للمحافظة على صحة جميع فئات المجتمع وليس النساء فقط، وذلك لوظائفه الآتية:[١٣][١٤]

  • يحافظ على صحة الجهاز العصبي.
  • يساعد على تحليل البروتينات، واستخدامها، وتصنيعها في الجسم.
  • يعمل مع فيتامين ب12 لتكوين خلايا الدم الحمراء الصحيّة لحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وبالتالي فإنَّه يساعد على تقليل خطر الإصابة بفقر الدم.
  • يساعد على نمو الأنسجة وعمل الخلايا، وإنتاج الحمض النووي؛ والحمض النوويّ هو اللبنة الأساسية لجسم الإنسان، والتي تحمل المعلومات الجينية.

مصادر غذائية لحمض الفوليك

يمكن الحصول على حمض الفوليك من مصادر غذائية متنوعة، بما في ذلك الخضروات الورقية الداكنة، والفواكه، والبقوليات، والمكسرات. من بين الأطعمة الغنية بالفولات: السبانخ، والعدس، والحمص، والأفوكادو، والبروكلي، وعصير البرتقال.

فيما يأتي ذكر لبعض المصادر الغنية بالفولات:[١][١٥]

  • الموز:تحتوي حبة متوسطة الحجم على 24 ميكروغراماً من الفولات.
  • السبانخ:يحتوي نصف كوب من السبانخ المسلوق على 131 ميكروغراماً من الفولات.
  • اللوبياء:حيث يحتوي نصف كوب مسلوق على 105 ميكروغرامات من الفولات.
  • الأفوكادو:يحتوي نصف كوب من الأفوكادو على 59 ميكروغراماً من الفولات.
  • البروكلي:يحتوي نصف كوب من البروكلي على 52 ميكروغراماً من الفولات.
  • عصير البرتقال:تحتوي ثلاثة أرباع كوب من عصير البرتقال على 35 ميكروغراماً من الفولات.
  • الهليون:تحتوي 4 حباتٍ من الهليون على 89 ميكروغراماً من الفولات.
  • كرنب بروكسل:يحتوي نصف كوب من كرنب بروكسل على 78 ميكروغراماً من الفولات.
  • فول الإداماميه:(بالإنجليزية: Edamame)؛ ويُعرَف أيضاً بفول الصويا الأخضر، ويحتوي الكوب الواحد منه على 482 ميكروغراماً من الفولات.
  • العدس:يحتوي الكوب الواحد على 358 ميكروغراماً من الفولات.
  • المانجا:يحتوي الكوب الواحد على 71 ميكروغراماً من الفولات.
  • الخس:يحتوي الكوب الواحد على 64 ميكروغراماً من الفولات.
  • الذرة الحلوة:يحتوي كوب مطبوخ من الذرة الحلوة على 61 ميكروغراماً من الفولات.
Total
0
Shares
المقال السابق

حمض الفوليك وتأثيره على صحة المرأة قبل الحمل

المقال التالي

حمض الفوليك: غذاء الشعر والصحة

مقالات مشابهة