جدول المحتويات
أهمية سلامة القلب |
ماهية أعمال القلب |
أمثلة على أعمال القلب |
المنابع والمراجع |
أهمية سلامة القلب
تتجلى أهمية سلامة القلب في كونه الأساس الذي تقوم عليه جميع الأعمال الصالحة. فما جدوى ظاهرٍ حسنٍ، وباطنٍ خراب؟ فالإيمان قولٌ وعملٌ، ويتحقق بالقبول القلبي والتصديق، ثم انقياد الجوارح. لهذا، حثّ الإسلام على تزكية القلب وتطهيره؛ لأنه المقياس لقبول الأعمال، وصلاحها من فسادها. فقد قال رسول الله ﷺ: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).[٤]
ووصَف ابن القيم الجوزية -رحمه الله- أعمال القلوب بأنها الأصل، وأعمال الجوارح تبعٌ لها ومكمّلة. فالنّية كروح العمل، والعمل كجسدٍ بلا روح إنْ فُقِدَت النيّة. لذا، معرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح.[٥] وقد بيّن رسول الله ﷺ: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ).[٦] فاستقامة القلب تُؤدّي إلى استقامة أعمال الإنسان وجوارحه، فهو المحرّك الأساسي لها. وكلما عظمت أعمال القلوب، زاد دافع الجوارح للعمل والطاعة.[٧]
ماهية أعمال القلب
أعمال القلوب هي جميع الأعمال المُنسوبة إلى القلوب في القرآن الكريم والسنة النبوية، أو تلك التي وإن لم تُنسَب صراحةً، إلا أنّ القلب هو محلها. [٨] وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأعمال الجوارح. فلا فائدة لأعمال الجوارح بدون أعمال قلوبٍ صالحة. بل هي أوجب على المسلم من أعمال الجوارح، مما يدل على أهميتها البالغة. وهي الميزان الذي يميّز المؤمن من المنافق، وعبودية القلب أدام وأعظم من عبودية الجوارح.[٥] وتتحقق أعمال القلوب بغايتين رئيسيتين:
أولًا: جعل الله – تبارك وتعالى – الغاية الوحيدة، والهدف الأسمى هو رضاه.
ثانيًا: التوكل على الله وحده، والاعتماد عليه في بلوغ تلك الغاية.
أمثلة على أعمال القلب
أعمال القلوب متعددة ومتنوعة، ومن أمثلتها:
التوحيد: إخضاع حياة المسلم وشؤونه لشريعة الله تعالى، والرضا بها، وتسليم الأمر لله.
التوكل: تفويض الأمر لله – تبارك وتعالى – وحده، وقطع كل ارتباط قلبي سواه، مع السعي بالأسباب.
حب الله ورسوله ﷺ: المحبة أمرٌ قلبيّ، وهي أساس كل عمل قلبي وجوارحيّ.
الإخلاص: جوهر الدين، الذي يميز الإيمان عن الشرك، وسبب قبول الأعمال أو ردّها.