أهمية المعرفة والبحث العلمي

المعرفة هي أساس التطور والتقدم. المعرفة مصدر قوة للمجتمعات. المعرفة تتطلب تصميمًا قويًا. المعرفة هي أساس رفاهية الفرد وسعادته. المعرفة هي الخير، وبحر واسع لا حدود له، يحمل في طياته كل ما هو جيد.

المعرفة هي الخير

المعرفة تشبه البحر الواسع الذي لا ينضب، فهي تحمل في طياتها الخير للبشرية جمعاء. إنها طريق النجاة والخطوة الأولى نحو النجاح والتميز. ترتبط المعرفة ارتباطًا وثيقًا بكل أنواع العلوم، فهي كنز لا يقدر بثمن. المعرفة هي الخير دائمًا، ونقيضها الجهل الذي هو الشر.

المعرفة ثروة المجتمعات

تعتبر المعرفة من أهم أسباب السعادة وأقوى عوامل التقدم بين الأمم والشعوب. إنها سر النهضة والرقي والتقدم في الحياة، بل هي عصب الحياة بامتياز وعنوان للأمم الراقية. هذا يتحقق عندما تقوم المعرفة على أسس سليمة وغايات نبيلة، وعندما يكون هدفها تحقيق الخير وخدمة الإنسانية والارتقاء بالبشر. إذا كانت المعرفة خلاف ذلك، فستكون بالتأكيد سببًا في الشقاء.

للمعرفة الهادفة آداب وسمات تميز طالبها الحقيقي عن غيره، ولها فضل وآثار إيجابية تعم الفرد والمجتمع على حد سواء. من آداب طلب المعرفة إخلاص النية في طلبها وتحصيلها، بحيث تكون خالصة لله -سبحانه-، وأن تدل على عظمة الخالق وتعين على حسن عبادته على الوجه الصحيح.

هذا لا يتحقق إلا بعلم صحيح، ومن لوازم ذلك أيضًا أن يُراد بالعلم بناء الإنسان وتحقيق مصالحه المادية والمعنوية، وبما يمكن صاحبه من تحقيق معنى العبودية لله سبحانه. ولا بد من التخطيط الجيد في طلب المعرفة، فعمر الإنسان القصير المحدود لا يتسع لكل أنواع العلوم وألوان المعرفة.

لذلك، يجب وضع أولويات في العلم الضروري، وبما يحقق النفع والفائدة ويبني الإنسان. فلو أخذ الإنسان من كل علم أطيبه وأهمه لكفى، ولبقي المجال أمامه متاحًا في طرق عناوين معظم العلوم والاستفادة منها. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة الدرر السنية”.

المعرفة تتطلب قوة الإرادة

يتميز طالب المعرفة الحقيقي عن غيره بعلو الهمة وقوة الإرادة، وتقدير العلم ومعرفة قيمته، ومعرفة قيمة الزمن وشرف الوقت. كل هذه تعتبر رأس مال طالب العلم لا ينبغي له التفريط فيه. الهمة العالية والإرادة والحيوية والنشاط صفات إيجابية ملازمة لطالب العلم الحقيقي.

عندما ينظم طالب العلم وقته جيدًا، سيبدأ في الشعور ببركة الوقت والزمن وقيمته. ومن صفات طالب العلم أيضًا احترامه لمعلمه وتقديره له. وقد أبدع الشافعي -رحمه الله- عندما نصح طالب العلم مذكرًا إياه ببعض الصفات:

أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وَبُلغَة
وصحبة أستاذ وطول زمان

إن تقوى الله -سبحانه وتعالى- من أهم ما يساعد على طلب المعرفة، وفي المقابل فإن المعاصي من أعظم أسباب صعوبة التعلم، مصداقًا لقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، آية: 282]. فتقوى الله وخشيته لازمة للتوفيق في طلب المعرفة. قال الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأنّ العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

المعرفة أساس رقي الفرد وسعادته

في الختام، للمعرفة فوائد عظيمة تعم الفرد والمجتمع على حد سواء، تتمحور حول رقي الفرد وسعادته، ومعرفته لذاته وقدره، وعزة الأمة ورفعتها وتحقيق الخير لها. فالعلم عنوان لكل خير على مستوى الفرد والجماعة، وبقدر ما يكون الجهد في تحصيله، تكون النتيجة أفضل، فما أعظمه من هدف!

Total
0
Shares
المقال السابق

آفاق الشعر النبطي: رحلة في معاني الحياة

المقال التالي

تفسير الأحلام عند ابن سيرين

مقالات مشابهة