جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
المقدمة: المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى | الفقرة الأولى |
المسجد الأقصى في القرآن الكريم | الفقرة الثانية |
المسجد الأقصى في السنة النبوية الشريفة | الفقرة الثالثة |
الخاتمة: مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين | الفقرة الرابعة |
المسجد الأقصى: معلمٌ عريقٌ في قلب القدس
يُعتبر المسجد الأقصى المبارك أحد أهمّ المعالم الإسلامية في العالم، واقعاً في مدينة القدس الشريف. يُشهد له تاريخٌ عريقٌ، يرتبط ببناء النبي إبراهيم عليه السلام، أو كما يذكر البعض، بناء النبي يعقوب عليه السلام، حيث تفصل بين البناءين فترةٌ زمنيةٌ تقدر بأربعين عاماً كما ورد في الأحاديث النبوية.[1] يحمل هذا المسجد أسماءً عديدة، منها بيت المقدس، وبيت إيلياء، وهو ثالث الحرمين الشريفين، وأولى القبلتين، ومكان الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، رحمة للعالمين. يُعدّ المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال، مباركٌ، محبوبٌ لدى المسلمين، ويُعرف باسم “الأقصى” نسبةً لبعده عن المسجد الحرام في مكة المكرمة.[2]
ذكرُ المسجد الأقصى في كلام الله
يُبرز القرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، حيثُ يُشير إلى إسراء النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك في سورة الإسراء، يقول الله تعالى:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[3,4]
على الرغم من عدم ذكر اسم “المسجد الأقصى” صراحةً في القرآن إلا في هذه الآية الكريمة، إلا أن هناك آياتٍ أخرى تُشير إلى مكانته وأهميته، من خلال ذكر الأرض المباركة التي فيها، والتي تتضمن بلاد الشام، وكذلك ذكر الأمم السابقة وأرضهم المقدسة. ففي سورة الأنبياء، يقول الله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ).[5] وكذلك في سورة المائدة: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).[6] وفي سورة الأنبياء نجد الآية التي تتحدث عن ميراث الأرض للصالحين: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).[7,4]
المسجد الأقصى في سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم
تُشير السنة النبوية الشريفة إلى مكانة المسجد الأقصى العظيمة، وتُبرز فضله من خلال العديد من الأحاديث الصحيحة، منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن رحلة الإسراء والمعراج: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، …. قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ).[9]
وفي حديث آخر، رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، يُحدّثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ).[10]
كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الرحال لا تُشدّ إلا إلى ثلاثة مساجد: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى).[11] وقصد بمسجدي هذا، المسجد النبويّ الشريف.
ختاماً: مكانةٌ لا تُضاهى
يُؤكد لنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على المكانة العالية للمسجد الأقصى المبارك في الإسلام، فهو قبلةٌ أولى للمسلمين، ومسجدٌ مباركٌ، ومكانٌ لإسراء ومعراج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. يُمثل هذا المسجد رمزاً مهماً للهوية الإسلامية، ويتوجب علينا جميعاً حمايته والدفاع عنه، والدعاء باستعادته كاملاً.
المراجع:
- محمد أبو شهبة،السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 134. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين،الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232-231. بتصرّف.
- سورة الإسراء، آية:1
- أبأحمد بن عبد العزيز الغامدي (5/10/2016)،”خطبة عن المسجد الأقصى المبارك”،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
- سورة الأنبياء، آية:71
- سورة المائدة، آية:24
- سورة الأنبياء، آية:105
- “المسجد الاقصى في السيرة النبوية”،إسلام ويب، 22/6/2014، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، صحيح.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:520، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1397، صحيح.