جدول المحتويات:
مكانة الماء في القرآن والسنة
لقد أولى الدين الإسلامي الحنيف اهتماماً بالغاً بالماء، وجعله محوراً أساسياً في حياة الإنسان والكون. تجلى هذا الاهتمام في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حيث ورد ذكر الماء في مواضع عديدة، مما يعكس أهميته القصوى ودوره المحوري في استمرار الحياة.
في القرآن الكريم، تكرر ذكر الماء ثلاثاً وستين مرة، مما يدل على أهميته البالغة. وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بصفات متعددة، تشير إلى قيمته العظيمة، منها الطهور والمبارك والغدق. يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]
كما أخبر الله عز وجل أن جميع المخلوقات الحية قد خُلقت من الماء، وأن حياة الأرض والكائنات تعتمد عليه بشكل أساسي. فلو انعدم الماء، لفقدت الأرض حياتها، وهلكت جميع الكائنات. وقد أكد القرآن الكريم على حقيقة مهمة، وهي أن أنواع الثمار المختلفة تنبت من ماء واحد، لا يوجد فيه اختلاف.
ومن مظاهر امتنان الله على عباده، أن جعل الماء طهوراً لهم، يطهرهم من الأوساخ والنجاسات، ويصلح حياتهم. أما في السنة النبوية، فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الماء من الأمور المشتركة بين المسلمين، ولا يجوز لأحد احتكاره أو منعه عن الآخرين، إذا كان في ذلك ضرر بهم. وقد حذرت السنة النبوية من الإسراف في استخدام الماء، حتى في الوضوء والاغتسال.
أصناف المياه في الذكر الحكيم
ورد في القرآن الكريم ذكر ثلاثة وعشرين نوعاً من الماء، ولكل نوع منها خصائصه واستخداماته. وفيما يلي بعض هذه الأنواع:
- الماء الطهور: وهو الماء العذب الطيب الذي يستخدم في الطهارة والشرب.
- ماء الشرب: وهو الماء الذي يشربه الإنسان ليروي عطشه ويحافظ على حياته.
- الماء الأجاج: وهو الماء شديد الملوحة الذي لا يصلح للشرب.
- الماء المهين: وهو الماء الضعيف، ويقصد به مني الرجل، وذلك لضعفه وعدم قدرته على تحمل العوامل الخارجية.
- الماء غير الآسن: وهو الماء الذي يتجدد باستمرار، مما يمنع تلوثه وتراكم الجراثيم فيه.
- الماء الحميم: وهو الماء شديد الحرارة والغليان.
- الماء الغدق: وهو الماء الوفير الكثير.
- الماء السلسبيل: وهو الماء سهل المرور في الحلق لشدة عذوبته، وهو من ماء الجنة، وينبع من عين تسمى سلسبيلا.
يقول الله تعالى واصفا ماء الجنة:
﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين: 25-28]
ضوابط الشريعة الإسلامية لصون الماء
وضع الإسلام مجموعة من القواعد والتشريعات التي تهدف إلى المحافظة على الماء وحمايته من التلوث. ومن أبرز هذه التشريعات:
- النهي عن الإفساد في الأرض: يعتبر تلويث الماء بأي شكل من الأشكال صورة من صور الإفساد في الأرض، وهو أمر محرم في الإسلام.
- إقرار مبدأ لا ضرر ولا ضرار: كل ما يضر المسلمين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم محرم في الإسلام، ومن صور ذلك تلويث الماء الذي يشربونه.
- النهي عن التبول في الماء الراكد: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التبول في الماء الراكد، وذلك من القواعد التي أرساها الإسلام في مجال الطب الوقائي، لحماية البيئة والإنسان من الأمراض.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ” [صحيح البخاري]
يهدف هذا النهي إلى الحفاظ على الماء نظيفا وصالحا للاستخدام، ويمنع انتقال الأمراض والجراثيم.
المصادر
- د. راغب السرجاني (2017-12-21)،”أهمية الماء للإنسان”،www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.
- “الإسراف بالماء”،www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.
- “هل تعرف كم عدد أنواع الماء في القرآن الكريم؟ “،www.ar.islamway.net، 2014-11-5، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.
- نعيمة عبد الفتاح ناصف (2007-7-2)،”الماء.. تلك النعمة المهدرة”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.